الصدامات تتواصل في أنقرة وإسطنبول وأردوغان يؤكد الحزم رافضاً توصيف «الربيع»
تأكيد الوفاة الأولى... وكيري يدعو إلى تجنب الاستفزاز
استمرّ التوتر في العديد من المدن التركية أمس، خصوصاً أنقرة وإسطنبول، اللتين شهدتا صدامات عنيفة بين المتظاهرين وقوى الأمن، في حين حافظ رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان على لهجة حازمة تجاه الاحتجاجات في مقابل لهجة أكثر ليونة أبداها رئيس البلاد عبدالله غول.وسجلت صدامات جديدة بين مئات الطلاب وشرطة مكافحة الشغب في أنقرة، حيث سعت الشرطة إلى تفريق الطلاب المحتشدين باستخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه.وكانت صدامات وقعت بين محتجين وشرطة مكافحة الشغب في الساعات الأولى من صباح أمس، حيث أشعل البعض النار في مكاتب حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في العاصمة.وفي إسطنبول، تواصلت التظاهرات أمس، خصوصاً في منطقة بيشكتاش في الجانب الأوروبي من المدينة، ووصلت إلى المنطقة حافلات مليئة بعناصر الشرطة، التي استخدمت خراطيم المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع لردع المتظاهرين، وحاول أحد المتظاهرين اختراق صفوف الشرطة بواسطة جرافة مسروقة.وأعلن اتحاد الأطباء التركي أمس، سقوط أول حالة وفاة خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة في البلاد، في حين اعتقلت الشرطة أعداداً جديدة من المتظاهرين. من جهته، رفض أردوغان أمس، الحديث عن "ربيع تركي" في مواجهة التظاهرات غير المسبوقة التي تشهدها تركيا، وتساءل: "هل كان هناك نظام متعدد الأحزاب في الدول التي شهدت الربيع العربي؟".وأكد رئيس الوزراء التركي قبل مغادرته في جولة خارجية، مواصلة اعتماد الحزم في مواجهة التظاهرات، موضحاً: "سنبقى حازمين، حافظوا على الهدوء سنتجاوز كل هذه الأمور".وأضاف: "بلادي ستعطي ردها خلال هذه الانتخابات (المحلية المرتقبة في عام 2014)".لكن الرئيس غول تحدث بلهجة أكثر اعتدالاً، ودعا المتظاهرين إلى الهدوء قائلاً، إن رسالتهم قد وصلت، موضحاً أن "الديمقراطية لا تعني فقط انتخابات، الرسائل التي وُجهت بنوايا حسنة قد وصلت".إلى ذلك، دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري كل الأطراف في تركيا إلى تجنب التصرفات الاستفزازية، آملاً فتح تحقيق كامل حول استخدام القوة في قمع المتظاهرين.وأكد كيري تعليقاً على ما يحدث في تركيا، أن "الولايات المتحدة تدعم الحق في حرية التعبير بما في ذلك الاحتجاج السلمي".في غضون ذلك، أعلن الجيش التركي أن بعض المتمردين الأكراد أطلقوا النار أمس، على القوات التركية في جنوب شرق البلاد قرب الحدود مع العراق، فأصابوا جندياً تركياً بجروح طفيفة، وهو أول اشتباك من نوعه منذ بدأ المتمردون انسحابهم من تركيا بموجب عملية السلام.(أنقرة - أ ف ب، رويترز، يو بي آي)