تظاهرات في بغداد تأييداً للمالكي واتهامات للجيش بـ «القمع»

نشر في 08-01-2013
آخر تحديث 08-01-2013 | 00:01
No Image Caption
دهس 4 متظاهرين في ساحة الأحرار... و«العراقية» تؤكد أن «دولة القانون» المستفيد من ظهور الدوري

بدت الأزمة العراقية مرشحة للخروج من طور المواجهة بين متظاهرين غاضبين وسلطةٍ عليها تحقيق مطالبهم إلى احتقان شعبي ومذهبي، ففي أوج الغضب الذي اجتاح عدة مدن ومحافظات منذ 25 ديسمبر الماضي للمطالبة بتغيير مسار الحكومة وسياسات رئيسها، خرج أمس الآلاف من أهالي بغداد في تظاهرات مؤيدة لرئيس الوزراء نوري المالكي.

بعد نجاح ائتلاف "دولة القانون" الذي يقوده رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في إفشال خطط البرلمان لإيجاد حلول للأزمة السياسية التي تتعمق يوم تلو الآخر في العراق، خرجت تظاهرات حاشدة في بغداد أمس تأييداً للحكومة المركزية ورفضاً لتقسيم البلاد، بينما اتهم مجلس محافظة نينوى القوات المسلحة بقمع المتظاهرين المشاركين في تظاهرة ضد المالكي في ساحة الأحرار وسط الموصل.

وردد المتظاهرون المؤيدون للحكومة شعارات "لا للطائفية، لا للتقسيم، نعم لوحدة العراق"، فضلا عن شعارات أخرى تشيد برئيس الوزراء.

وكان المئات من أهالي مدينة الصدر شرق بغداد، نظموا أمس الأول، تظاهرة سلمية تأييداً للحكومة ورفضا للطائفية. وتأتي التظاهرتان كرد على تظاهرات شهدتها عدة مدن ومحافظات عراقية منذ 25 ديسمبر الماضي، مطالبة بتغيير مسار الحكومة في انتقاد لسياسات المالكي.

قمع المتظاهرين

في المقابل، أعلن مجلس محافظة نينوى أمس أنه قرر إقامة دعوى ضد القائد العام للقوات المسلحة وقيادة عمليات المحافظة ومديرية شرطة المحافظة بسبب "قمع المتظاهرين"، محذراً قيادة عمليات نينوى من عدم الالتزام بقرار المحافظ اثيل النجيفي الذي سمح، في وقت سابق، للمتظاهرين بدخول ساحة الأحرار وسط مدينة الموصل، مؤكداً أنهم حصلوا على الموافقات الرسمية من المحافظة ومجالسها.

وأكد المجلس إصابة أربعة من المشاركين في تظاهرة الأحرار أمس جراء صدمهم بسيارات الجيش أثناء اتخاذه إجراءات لتفرقة المتظاهرين، بغلق الساحة وإطلاق النار في الهواء، بينما حمّل النجيفي قيادة عمليات نينوى المسؤولية.

وأعاد النجيفي وعدد من أعضاء مجلس المحافظة مرة أخرى فتح الساحة مع السماح للمتظاهرين بالدخول إليها بعد أقل من ساعة على إغلاقها من قبل قيادة عمليات نينوى، التي منعت الدخول إلى الساحة بسبب "عدم وجود موافقات رسمية".

في السياق، أطلقت اللجنة التنسيقية المشرفة على الاعتصام والتظاهرات في محافظة الأنبار أمس، حملة شعبية لزراعة جانبي الطريق الدولي السريع، بأشجار الزيتون بدءاً من حدود الأنبار مع بغداد وانتهاءً بالحدود الدولية مع سورية والأردن.

وقال عضو اللجنة أحمد حسن إن "حملة زراعة جانبي الطريق الدولي السريع بعشرات آلاف من أشجار الزيتون انطلقت بمبادرة جاءت من خلال مجموعة من الشباب المعتصمين في الرمادي والفلوجة وفي الطريق ذاته"، مبيناً أن "الأشجار تبرع بها فلاحون وزعماء قبائل، فضلا عن المعتصمين أنفسهم".

وأوضح حسن أن "زراعة أشجار الزيتون هي رسالة سلام ومحبة لجميع العراقيين، ومطالبة للسياسيين بتفهم مأساة العراقيين الخدمية والأمنية والاجتماعية والصحية، وهي تعبير حي عن سلمية التظاهرات والاعتصام".

الدوري

من جهة ثانية، وصفت "القائمة العراقية" أمس بيان "دولة القانون" بشأن خطاب نائب رئيس النظام السابق عزت الدوري بالـ"هجين" والذي لا يقل سوءاً عن بيان الدوري، بينما اعتبرت أن المستفيد من ظهور الدوري في الإعلام هو "من يسعى لقمع التظاهرات".

وقالت المتحدثة الرسمية باسم "القائمة" ميسون الدملوجي إن "ائتلاف العراقية يعلن استنكاره واستغرابه من البيان الهجين الذي أطلقه بعض أعضاء دولة القانون والذي طالبوا فيه (العراقية) بتوضيح موقفها من خطاب الدوري الذي بثه من محافظة بابل قبل أيام قليلة"، معتبرة أن "الأجدر بهؤلاء أن يطالبوا رئيس مجلس الوزراء بأن يوضح للمواطنين كيف تمكن الدوري من الوصول إلى محافظة بابل المدججة بالأجهزة الأمنية التابعة لمكتب القائد العام للقوات المسلحة".

وأضافت الدملوجي أن "قيادة العراقية فيها شخصيات ناضلت ضد الدكتاتورية المقيتة لعقود من الزمن"، موضحة أن "الشعب العراقي يعلم من هو المستفيد من ظهور عزت الدوري في الإعلام، وبالتأكيد فإن المستفيد ليس المحتجين أو ائتلاف العراقية وإنما من يسعى لقمع هذه التظاهرات وتكميم أفواه المواطنين".

ميدانياً، أصيب جندي عراقي بجروح في تفجير استهدف دورية عسكرية شرق الموصل بشمال العراق، بينما عثر على جثة مدني قتل رمياً بالرصاص ببغداد أمس.

وقال مصدر في شرطة محافظة نينوى: "انفجرت عبوة ناسفة الى جانب الطريق في حي الكرامة شرق الموصل، مستهدفة دورية للجيش العراقي، ما أسفر عن إصابة أحد عناصرها بجروح".

وعثرت قوة أمنية في حي القادسية بغرب بغداد على جثة رجل مجهول الهوية بدت عليها آثار طلقات نارية.

(بغداد ــــــ يو بي آي، أ ف ب، كونا)

back to top