تعيش مصر لحظة فارقة، مع الاقتراب من نهاية الشهر الجاري، الذي سيشهد نزول المعارضة مدعومة بقطاع عريض من الشعب المصري للمطالبة برحيل الرئيس محمد مرسي، بينما أطلقت جماعته «الإخوان المسلمين» عدة فعاليات بدأتها أمس لاستعراض القوى والتحذير من محاولة المساس بشرعية النظام.
تدخل مصر اليوم أحد أهم الأسابيع السياسية في تاريخها المعاصر، والذي سيشهد تنظيم القوى المؤيدة للرئيس محمد مرسي عدة تظاهرات على مدار الأسبوع، في مواجهة مضي المعارضة قدماً في الحشد تمهيداً لتظاهرات نهاية الشهر، الداعية لإسقاط نظام «الإخوان المسلمين»، ما يعكس روح التحدي لدى الفريقين لتوجيه دفة الشارع، في ظل مناخ متوتر يرشح أكبر دولة عربية إلى الدخول في منزلق عنف غير مسبوق، بدأت معالمه باشتباكات بين مؤيدي مرسي ومعارضيه في الإسكندرية أمس.وأطلقت جماعة «الإخوان المسلمين» وحلفاؤها فعاليات تأييد الرئيس، بالمشاركة في تظاهرات حاشدة أمس شارك فيها عشرات الآلاف أمام مسجد «رابعة العدوية»، غير بعيد عن قصر «الاتحادية» الرئاسي، لإعلان التأييد المطلق لمرسي تحت شعار «لا للعنف».وكشف أعضاء «الإخوان» المشاركون في التظاهرة لمراسل «الجريدة» أن مكتب الإرشاد أصدر أوامره لمختلف المكاتب الإدارية للجماعة في المحافظات بالتزام خطة «الاستنفار»، وتنفيذ التعليمات بتأمين مقار الجماعة وحزبها «الحرية والعدالة» خلال الأيام المقبلة، فضلاً عن تنظيم عدة فعاليات مؤيدة للرئيس الأسبوع الجاري.وطالبت الجبهة السلفية، في بيان لها أمس، الحركات الإسلامية بـ»ضرورة السبق بالاعتصام والتجمع في الميادين وأماكن التظاهر المهمة، دفاعاً عن الدولة المصرية»، في محاولة لإجهاض نزول المعارضة إلى الشارع.في المقابل، احتشد عشرات المتظاهرين من المعارضين لبقاء مرسي، في ميدان التحرير، بوسط القاهرة، كبداية لأسبوع من التظاهرات تمهيدا لاحتشاد المعارضة بكل أطيافها نهاية الشهر، للمطالبة بإسقاط النظام الحالي وإسناد إدارة البلاد إلى رئيس المحكمة الدستورية لحين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، بينما شارك المئات في تظاهرة دعا لها الإعلامي توفيق عكاشة، أمام وزارة الدفاع للمطالبة برحيل مرسي وعودة الجيش لإدارة البلاد.وفي حين نظم مجموعة من الشباب الثوري وقفة «انتحار رمزي»، التي شهدت قفزهم من أعلى جسر «قصر النيل» في مياه النهر، حاصرت أمهات الشهداء منزل الرئيس مرسي بضاحية «التجمع الخامس» شرقي القاهرة، ورددن أدعية ضده أثناء توجهه للصلاة، منها «اللهم عليك بمرسي»، رافعين كروتا حمراء، في إشارة لمطالبتهن برحيله، بعد اتهامه بإهدار حقوق شهداء ثورة أوصلته إلى الحكم.«تجرد» و»تمرد»وانتقلت المواجهات بين مؤيدي مرسي ومعارضيه إلى حرب التصريحات المتبادلة بين حركتي «تجرد» و»تمرد»، بعدما أعلن المتحدث الرسمي باسم حركة «تجرد» أحمد حسني، مساء أمس الأول، عن نجاح الحركة في جمع 11 مليون توقيع لتأييد شرعية مرسي، مؤكداً أن تلك التوقيعات لن تذهب لأي جهة وستبقى في حوزة الحركة. إلا أن حركة سحب الثقة من مرسي «تمرد»، تجاوزت «تجرد» عدداً وزخماً، بعدما أعلن المنسق العام للحركة محمود بدر، تخطي الحركة حاجز الـ15 مليون توقيع، مؤكداً لـ»الجريدة» أن الحركة ستعلن أرقامها الرسمية نهاية الأسبوع الجاري.تحركات «تمرد»، تجاوبت معها جبهة «الإنقاذ الوطني»، كبرى قوى المعارضة المدنية، التي تعلن في مؤتمر صحافي اليوم، طبيعة تحركاتها خلال الأسبوع الجاري، والذي يشهد مشاركة مختلف القوى والحركات الثورية، في إطار «اللجنة التنسيقية لـ30 يونيو»، التي ستعلن الخريطة الكاملة لكل فعاليات المعارضة طوال الأسبوع.القضاةفي هذه الأثناء، يدخل القضاة على خط الأزمة السياسية المشتعلة، اليوم من خلال تنظيم مسيرة برعاية نادي «قضاة مصر» تتجه إلى دار القضاء العالي، للمطالبة بتنفيذ حكم بطلان تعيين النائب العام المستشار طلعت عبدالله، وذلك بالتزامن مع نظر دعوى تمكين النائب العام السابق عبدالمجيد محمود، من الحصول على الصيغة التنفيذية لحكم بطلان عزله، كما يتمسك القضاة برفض مناقشة قانون السلطة القضائية أمام مجلس الشورى، سيبدأ غداً مناقشة ملاحظات المحكمة الدستورية على قانون مجلس النواب، بعد أن انتهى من مناقشة ملاحظات المحكمة على قانون مباشرة الحقوق السياسية الأحد الماضي، تمهيدا لإقراره.
دوليات
مصر تدخل أسبوع التحدي بتظاهرات لمؤيدي مرسي
22-06-2013