لكل عمل في الحياة أخلاقياته، ولا يحتاج الفرد إلى كتاب ليعلمه أخلاقيات أي مهنة، فمن المتعارف عليه أن تكون معلومات العميل في كل بنك هي أسرار عند الموظف المسؤول عنها، والطبيب هو سر مريضه، والمعلّمة هي المربية وهي من تنشر القيم بين الطلبة، لكن مع كل أسف هناك تدهور أخلاقي في جميع المهن وأخلاقيات من يمارسها!

Ad

انتشار الفيديوهات التي تسجلها المعلمات للطالبات في أول يوم مدرسة وأثناء بكائهن، وتصوير إجاباتهن المضحكة ونشرها على وسائل التواصل ومنه "الواتس اب"، هي ممارسات لا تحتاج إلى فزعة وزير التربية، لكنها تحتاج إلى صفعة في ضمير كل من خان شرف مهنته بفضح أسرار طلبته أو عملائه!

ومع الأسف هذه الممارسات منتشرة عند العرب بشكل خاص، إذ إنهم لا يحترمون خصوصية الفرد، لكن حين تجد رمزاً لمن يعلّم الأخلاق كالمعلم لا يملك أخلاقاً فهذا يعني أنهم وصلوا إلى قمة التدهور والانحلال مع انعدام القيم!

وكذلك الأمر ينطبق على الأطباء في الكويت الذين ينشرون أخبار مرضاهم بأسمائهم وأمراضهم أمام أصدقائهم في الديوانيات والمجالس و"الزوارات"، خانوا شرف مهنتهم فقط من أجل التسلية بأسرار غيرهم، لا أعرف كيف يمكن لطبيب أن يكون عديم الشرف بهذه الطريقة السافرة!

ونفس الموضوع ينطبق على الكثير من المهن، وهو مؤشر خطير على أننا نعيش في مجتمعات تفتقر لأدنى الأخلاقيات، يدعي أفرادها التدين شكلا وليس فعلا، دينهم الإسلام وتصرفاتهم لا تمتّ إليه بصلة، ليتنا تمسكنا بأخلاقيات الإسلام قبل التمسك بمظاهره فقط!

لذا فأنا أطالب أن توجد عقوبة مادية كبيرة لجميع من يقوم بفضح خصوصية المريض أو العميل أو الطالب مع وجود قوانين تحمي خصوصية أي شخص، لأننا بتنا في مجتمع يفتقر للأخلاق، وكل ذلك من أجل "طقة حنك" على رأي إخواننا من الشام!

قفلة:

أشعر بالأسف أننا بتنا في عصر يقيم الشخص فيه على عدد متابعيه في "توتير" و"أنستغرام"، وبتنا لا نعطي صاحب الموهبة الحقيقية ما يستحق من تقدير، مجتمعنا الكويتي هو الأكثر هوسا بمسألة عدد المتابعين، وذلك لأن هناك بعض الأشخاص النكرة شعروا بمدى تعظيم الشركات والمؤسسات بكل أنواعها حتى الخيرية لعدد متابعيه، فضاع الحابل بالنابل وافتقدنا لوجود المهنية في اختيار الشخص السليم في المكان السليم.