الأزمة السورية وعملية السلام وإصلاح الجامعة تقود القمة العربية والقادة يؤكدون حق كل دولة عربية في تسليح المعارضة السورية

نشر في 27-03-2013 | 00:01
آخر تحديث 27-03-2013 | 00:01
• أمير قطر يؤيد الحل السياسي في سورية بشرط عدم إعادة عقارب الساعة إلى الوراء... ويدعو إلى قمة مصالحة فلسطينية

• الخطيب يطالب واشنطن بنشر صواريخ «باتريوت» شمال سورية ويرفض وصاية أي جهة

ما بين توابع زلزال الربيع العربي والجحيم الذي يعيشه الشعب السوري وقضية فلسطين التاريخية، مروراً بهموم المواطن العربي وإصلاح وتحديث جامعة الدول العربية، انعقدت القمة العربية الرابعة والعشرون في الدوحة أمس، حيث شهدت كلمات لعدد من القادة، طغى على معظمها الملف السوري، بينما انتهت القمة ببيان ختامي أكد حق كل دولة عربية في تسليح المعارضة السورية.

وسط ظروف استثنائية وتوترات إقليمية، أطلق قادة الدول العربية، خلال أعمال قمتهم العادية الرابعة والعشرين التي انعقدت في الدوحة أمس، دعوة لتوحيد الصفوف في مواجهة الأزمات، خصوصاً الحرب الدائرة في سورية وتطورات الصراع العربي- الإسرائيلي.

واتفق القادة في ختام القمة على حق كل دولة عربية في تسليح المعارضة السورية، وعلى منح الائتلاف الوطني المعارض جميع مقاعد دمشق في الجامعة العربية ومنظماتها، حتى تنظيم انتخابات في سورية.

وأكد قرار القمة، الذي تمت الموافقة عليه رغم تحفظ الجزائر والعراق ونأي لبنان بنفسه، على «أهمية الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي كأولوية للأزمة السورية، مع تأكيد حق كل دولة وفق رغبتها في تقديم جميع وسائل الدفاع عن النفس، بما في ذلك العسكرية، لدعم صمود الشعب السوري والجيش الحر».

وفي مستهل الجلسة الافتتاحية، التي عقدت تحت شعار «الأمة العربية: الوضع الراهن وآفاق المستقبل»، وشارك فيها 16 زعيماً فضلاً عن ممثلي بقية الدول العربية، دعا رئيس الدورة الـ24 أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الائتلافَ الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إلى شغل مقعد دمشق في القمة، بينما رفع علم «الاستقلال» الذي تعتمده الثورة مكان علم النظام السوري.

وقال أمير قطر: «إننا مع الحل السياسي الذي يحقن الدماء ويصون الأرواح، شريطة ألا يعيد هذا الحل عقارب الساعة إلى الوراء»، مضيفاً أن الحرص على وحدة سورية «مسؤولية أخلاقية وتاريخية، وأن التاريخ سيشهد لمن وقف مع الشعب السوري في محنته مثلما سيشهد على مَن خذله».

وفي الشأن الفلسطيني، اقترح الشيخ حمد عقد قمة عربية مصغرة في القاهرة لتحقيق المصالحة الفلسطينية وفقاً لخطوات عملية تنفيذية وجدول زمني محدد، داعياً إلى إنشاء صندوق لدعم القدس برأسمال قدره مليار دولار.

لا وصاية على سورية

بدوره، طالب رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب بحصول المعارضة على مقعد سورية في الأمم المتحدة، بعد الحصول على مقعدها في الجامعة العربية.

وقال الخطيب، في كلمته أمام القادة العرب: «يتساءلون من سيحكم سورية، ونحن نؤكد أن شعب سورية هو الذي سيقرر، لا أي دولة في العالم، هو الذي سيقرر من سيحكمه وكيف سيحكمه»، مضيفاً أن الشعب السوري «يرفض وصاية أي جهة في اتخاذ قراره».

وأضاف: «لقد طالبت في الاجتماع مع السيد جون كيري وزير الخارجية الأميركي بنشر مظلة صواريخ باتريوت لتشمل الشمال السوري ووعد بدراسة الموضوع». وتابع: «مازلنا ننتظر من حلف الناتو قراراً في هذا الشأن حفاظا على الأبرياء وحياة الناس وعودة المهجرين إلى وطنهم».

الجامعة ومجلس الأمن

من جهته، أكد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن تغيرات المنطقة تفرض على الجامعة مسؤوليات كبرى تجاه توفير كل أشكال الدعم والمساندة الفعالة لعملية التغيير الجارية في تلك الدول لمساعدتها على تجاوز أعباء هذه المرحلة الانتقالية في أقصر وقت ممكن، وبأقل قدر من الخسائر أو التكلفة الاقتصادية.

وأكد ضرورة قيام الجامعة بأدوار إيجابية غير تقليدية في مساعدة الدول العربية المعنية على إنجاز خطوات المرحلة الانتقالية، معتبراً أن هذا الدور يندرج في صلب اختصاصات الجامعة ومسؤولياتها، وهو ما ينص عليه أيضا ميثاقها.

وفي كلمته، دعا نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي إلى تشكيل مجلس أمن عربي يتولى حل الإشكالات الأمنية العربية.

وقال الخزاعي إن «تشكيل مجلس الأمن العربي هو الرد العملي على اللامبالاة الدولية بقضايانا وأزماتنا التي باتت تعصف بوجودنا وتهدد استقرارنا وتشل مشروع التنمية في بلداننا وبدونه سوف نظل رهائن لدى من لا يعنيه أمرنا، وبالشكل الذي لا تتوفر معه جدية لملامسة أوجاعنا، وتضميد جروحنا أو علاج قروحنا وهو ما يصيرنا في موضوع يلومنا عليه الصديق ويشمت بنا فيه العدو».

دعم تركي

إلى ذلك، دعا وزير خارجية تركيا أحمد داوود أوغلو إلى توحيد جميع الجهود من أجل مواجهة التحديات التي تتعرض لها المنطقة، مشيرا في هذا الصدد إلى الدور الذي يلعبه المنتدى العربي التركي الذي بات مؤسسة فاعلة في مجالي التعاون والتكامل بين تركيا وجامعة الدول العربية.

وقال أوغلو، في الجلسة الافتتاحية للدورة الـ24 للقمة، إن «تركيا تقف خلف قرارات جامعة الدول العربية وسيظل هذا الدعم مستمرا في المستقبل لما يجمع بين الجانبين من تاريخ مشترك»، معتبراً أن ما تشهده قمة الدوحة يمثل فصلا جديدا من فصول الديمقراطية والحرية لسورية، بعد أن وافقت على منحها مقعد دمشق في هذه القمة.

وأكد ضرورة تحسين الخطوات الرامية إلى مساعدة الشعب السوري في ثورته، مشيرا إلى أن الجامعة العربية كانت أول مؤسسة تجمد عضوية النظام السوري ومازالت تستكمل ريادتها بدعوة تحالف قوى الثورة والمعارضة لشغل مقعد سورية في القمة العربية.

ودعا أوغلو الجامعة العربية إلى دعم الحكومة الانتقالية أمام مؤسسات المجتمع الدولي والتعامل بشكل حاسم وسريع ضد المخاطر والهجمات التي يتعرض لها الشعب السوري مشيرا إلى انه «من غير المقبول أن يبقي المجتمع الدولي طيلة هذه الفترة على النظام السوري، يطلق القذائف والصواريخ وينهي حياة الناس».

صراع محتدم

في غضون ذلك، أكدت المملكة العربية السعودية أن القضية الفلسطينية على رأس اهتمامات القادة العرب وفي صدارة جدول الأعمال، حيث لا يزال التحدي قائما والحقوق مسلوبة والعدل مفقوداً.

وشدّد ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في كلمة ألقاها نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمام الجلسة العلنية الثانية للقمة العربية، على أن النزاع العربي- الإسرائيلي الذي مضى عليه أكثر من ستة عقود سيظل محتدما ما لم ينل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة التي أقرت بها جميع قرارات الشرعية الدولية، بما في ذلك حقه الطبيعي في العيش الكريم في كنف دولة مستقلة تتوافر فيها عناصر السيادة والاستقلال والتواصل الجغرافي.

وقال الأمير سلمان "إننا لا نرى إمكانية حل لهذا النزاع ما لم يحدث تغير في سياسة الحكومة الإسرائيلية وطريقة تعاطيها مع الحلول والمبادرات المطروحة التي سعت إلى إفشالها وتفريغها من مضامينها من خلال سياسات الاستيطان والقمع وقضم الأراضي والانتهاكات المستمرة لأبسط الحقوق الإنسانية والسياسية للشعب الفلسطيني".

وأشار ولي العهد السعودي إلى أن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، والقاضي بمنح فلسطين صفة المراقب غير العضو بالهيئة الدولية إنما يعكس إرادة الأغلبية الساحقة في المجتمع الدولي، مؤكدا أهمية استثمار هذا الموقف والبناء عليه لاستكمال تحقيق مقومات الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف، وصولاً إلى بلوغها صفة دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة.

وتناول الأمير سلمان، في كلمته، الأزمة السورية حيث أشار إلى تفاقم الأزمة المستمر مع ازدياد وتيرة القتل والتدمير التي يمارسها النظام السوري ضد شعبه، مستخدماً في ذلك شتى أنواع أسلحة الدمار، وكل ما هو كفيل بإزهاق الأرواح وتدمير البلاد وتشريد المواطنين داخل سورية.

من جانبه، أكد الرئيس المصري محمد مرسي رفض بلاده لأي تدخل عسكري أجنبي من أجل حل الأزمة في سورية، كما وجه مرسي، الذي يشارك للمرة الأولى في قمة عربية كرئيس لأكبر دولة في الجامعة، تحذيراً قوياً من مغبة التدخل في شؤون بلاده.

وقال مرسي: «علينا اليوم تدارس السبل الكفيلة بدعم الشعب السوري العزيز في الداخل وممثليه في الخارج، وما يتفق عليه الإخوة السوريون على من يمثلهم في جامعة الدول العربية».

وأكد مرسى أن «مصر تقف دائما مع الأشقاء العرب في خندق واحد، وأن الشعب المصري يقدر كل من وقف إلى جانبه في ثورته ومسيرته الديمقراطية»، مضيفاً: «إننا في مصر نحرص على عدم التدخل في الأمور الداخلية لأي دولة، ولكننا في ذات الوقت لا نسمح ولا نقبل أن يتدخل احد في شؤون مصر الداخلية، وإن سولت لأحد نفسه ذلك فلن يلقى منا إلا كل حزم وحسم».

(الدوحة - أ ف ب، يو بي آي،

د ب أ، رويترز)

منصور يخرج من الاجتماع قبيل بدء كلمة الخطيب

خرج وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور، المحسوب على قوى سياسية لبنانية موالية لنظام الرئيس بشار الأسد، من القاعة التي اجتمع فيها القادة العرب في الدوحة أمس، لدى بدء رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الخطيب إلقاء كلمته، رغم بقاء الرئيس ميشال سليمان، الذي يرأس وفد لبنان داخل قاعة الاجتماعات.

وكان منصور عبر عن مواقف موالية للأسد خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب قبل أسابيع في القاهرة، الأمر الذي اعتبره رئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي موقفا شخصيا.

في سياق آخر، التقى سليمان أمس وزير الخارجية التركي أحمد أوغلو، على هامش أعمال القمة العربية المنعقدة في الدوحة، وتم البحث في العلاقات الثنائية، وطلب الرئيس سليمان من أوغلو «بذل تركيا كل ما في وسعها، للإفراج عن المخطوفين اللبنانيين التسعة في سورية».

back to top