قتل أمس 20 شخصاً وأصيب أكثر من 50، في انفجار سيارة مفخخة أمس وسط دمشق. وانفجرت السيارة التي كان يقودها انتحاري بحسب المصادر الرسمية في شارع الباكستان الواصل بين ساحة السبع بحرات وطلعة الشهبندر، قرب المصرف المركزي في أكثر التفجيرات قرباً من مركز العاصمة منذ بدء الثورة السورية قبل أكثر من سنتين.

Ad

وشهدت العاصمة سلسلة تفجيرات استهدفت مقار أمنية ورسمية خلال السنتين الماضيتين، كان آخرها في 21 مارس الماضي وقتل فيه 49 شخصا بينهم العلامة محمد سعيد رمضان البوطي، رجل الدين السني الموالي لنظام الرئيس بشار الأسد. لكنها المرة الاولى التي يقع فيها انفجار في منطقة مركزية تماما، وهي منطقة سكنية تشهد باستمرار زحمة سير ومرور.

وأكد رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي أمس تصميم بلاده على «سحق الارهابيين» بعيد الانفجار، معتبراً انه جاء ردا على «انجازات» الجيش السوري. وقال الحلقي: «نحن نقول لكل من يقف وراء تلك التفجيرات ان الشعب السوري متماسك والحكومة السورية تؤدي واجباتها تجاه ابناء شعبها، والشعب السوري حزم امره لأنه سيمضي الى الامام ليسحق كل تلك المجموعات الارهابية المسلحة».

وتابع الحلقي الذي زار مكان الانفجار: «إرهابكم لن يفيد وكلنا كسوريين متمسكون بأننا سنقف وسنتكافل وسنناضل مع قواتنا المسلحة من اجل سحق تلك المجموعات الارهابية وبناء سورية المنشودة، سورية الديمقراطية التعددية».

ورأى ان الانفجار جاء «بالتوقيت بالزمان والمكان» رداً على «ما حققته القوات المسلحة من انجازات في الايام الثلاثة الاخيرة، فكان لابد لتلك المجموعات ومن يقف خلفها من الدول المتآمرة على سورية وعلى الشعب السوري ان تقوم بهكذا عمل ارهابي».

ويشير الحلقي الى ما اعلنه الجيش السوري الموالي للأسد أمس الأول عن تقدم له على حساب مسلحي المعارضة في مدينة داريا في ريف دمشق و»إحكام الطوق على الغوطة الشرقية» في المنطقة نفسها.

هيتو

على صعيد آخر، قام رئيس حكومة المعارضة السورية غسان هيتو أمس الأول بزيارة الى منطقة ريف إدلب شمال غرب سورية في اطار الاتصالات التي يقوم بها لتشكيل حكومة مؤقتة تستقر في المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، بحسب ما اعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية. وهذه الزيارة هي الثانية التي يقوم بها هيتو الى سورية منذ انتخابه رئيسا للحكومة في تركيا في 18 مارس الماضي. وأعلن الائتلاف الوطني المعارض قبل يومين أن هيتو سيشكل حكومة من 11 وزيراً، وستضم شخصيات من الداخل، كما ان عملها سيكون داخل الأراضي السورية.

العراق

في سياق منفصل، أعلنت السلطات العراقية إنها فتشت طائرة إيرانية كانت في طريقها الى سورية لكن لم يعثر عليها إلا على معدات طبية، وذلك في أول إجراء من نوعه منذ حثت واشنطن بغداد على المساعدة في منع طهران من نقل أسلحة لسورية.

«الكيماوي»

وأعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أمس ان محققي الامم المتحدة الذين سيكون عليهم تحديد ان كان تم استخدام اسلحة كيماوية في سورية، كما طلبت دمشق، «جاهزون» للانتشار في البلاد.

وقال بان في مؤتمر صحافي لمناسبة افتتاح مؤتمر حول اتفاقية الاسلحة الكيماوية في لاهاي:  «موقفي واضح: جميع المعلومات ستخضع لتحقيقات من دون تأخير ولا شروط مسبقة ولا استثناءات»، مؤكدا أن «الامم المتحدة اصبحت الآن قادرة على الانتشار في سورية، وفي أقل من 24 ساعة سيتم الانتهاء من جميع التحضيرات اللوجستية»، مضيفاً: «نحن لا ننتظر سوى اذن الحكومة السورية». وكان نظام الاسد اشترط التحقيق فقط في حادثة حلب، كما طالب بموافقته على أعضاء لجنة التحقيق.

(دمشق، لاهاي ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)