استبقت الحكومة تظاهرات أنصار جماعة «الإخوان المسلمين» اليوم، بإصدار قرار بتمديد العمل بحالة الطوارئ أمس، مدة شهرين، في وقت تكثف قوات الأمن وجهات التحقيق مجهوداتها، لكشف ملابسات حادث رفح الأخير، لتحديد الجناة وتوقيفهم.

Ad

تدخل جماعة «الإخوان المسلمين»، اختباراً حاسماً اليوم، بعد أن كثفت تحركاتها، لحشد أنصارها في جمعة «الزحف»، والتي تتزامن مع مرور شهر على فض قوات الأمن اعتصامي أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، في ميداني «رابعة العدوية»، و»النهضة»، وتأتي تظاهرات اليوم بعد أربعة أسابيع من تراجع قوة الحشد الإخواني.

ودعا «التحالف الوطني لدعم الشرعية»، الذي تهيمن عليه الجماعة، المصريين للمشاركة في تظاهرات اليوم وغداً، كمقدمة لأسبوع «الوفاء لدماء الشهداء»، الذي سيشهد تظاهرات يومية، «حتى إنهاء الانقلاب»، على حد وصف بيان التحالف.

وانتشر شباب «الإخوان» على مواقع التواصل الاجتماعي لحث المواطنين على المشاركة في ما سموه جمعة «الزحف على رابعة»، للمطالبة بـ«القصاص للضحايا الذين سقطوا أثناء فض الاعتصام»، ودشن الشباب حملة على الـ«فيسبوك»، للمطالبة بسحب الثقة من وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، بحجة أنه «الحاكم الفعلي للبلاد».

وعلمت «الجريدة» أن خطة «الإخوان» للاعتصام مجدداً أمام مسجد «رابعة العدوية»، تتضمن الخروج عقب صلاة الجمعة في تظاهرات محدودة متفرقة من مساجد القاهرة القريبة من ضاحية «مدينة نصر»، حتى تتمكن من اختراق الحواجز الأمنية الموجودة في الطرق المؤدية إلى «رابعة»، على أن تجتمع أمام مسجد رابعة، ليبدأ بعدها الاعتصام بشكل كلي.

في المقابل، أعلنت قوات الأمن حالة الاستنفار والاستعداد لمواجهة مساعي احتلال ساحة «رابعة»، من خلال تكثيف الانتشار الأمني في الطرق المؤدية إلى الميدان، بينما أصدرت السفارة الأميركية بالقاهرة رسالة تحذير لرعاياها، وطالبتهم بتجنب أماكن الاحتجاجات ومناطق التجمعات. 

في الأثناء، يعقد القائمون على حملة «مرشح الثورة» مؤتمراً صحافياً غداً، لإعلان تدشينها رسمياً، باختيارها المعارض البارز حمدين صباحي، مرشحاً ثورياً في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وقالت المتحدثة الرسمية للحملة منى سليم لـ«الجريدة»: «المؤتمر سيشهد إعلان خطة عمل الحملة، وأعضاء لجنتها التنسيقية».

 

تمديد الطوارئ

 

لم تنتظر مؤسسة «الرئاسة» نتيجة المواجهة المرتقبة بين أنصار «الإخوان» وقوات الأمن اليوم، وتداعياتها على الحالة الأمنية، وأصدرت قرارها أمس بمد العمل بحالة الطوارئ، لمدة شهرين اعتباراً من أمس.

وقال مصدر مسؤول إن تمديد حالة الطوارئ يأتي مع عدم استقرار الأوضاع الأمنية بشكل كاف، قائلاً لـ«الجريدة»: «الأوضاع الأمنية، خصوصا في سيناء مازالت تحتاج إلى المزيد من الدعم الأمني».

إلى ذلك، كشف مصدر أمني في وزارة الداخلية أن اجتماعاً تم بين قيادات الوزارة ورئيس الحكومة حازم الببلاوي، من أجل بحث الوضع الأمني، وبحث تخفيف ساعات الحظر، لتبدأ من منتصف الليل حتى الساعة الخامسة من صباح اليوم التالي، لافتا إلى أن الحكومة ترى أن إرجاء رفع الحظر في هذا الوقت سيكون له أثر إيجابي على عودة الأمن تدريجياً للبلاد.

 

سيناء

 

وفي سيناء، كشف مصدر مسؤول لـ«الجريدة» أنه سيتم الإعلان قريباً عن نتائج جديدة في مذبحة «رفح» الأولى، التي وقعت في أغسطس 2012، وكان ضحيتها 17 جندياً مصرياً أثناء حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، واصفاً ما سيتم إعلانه بـ«مفاجآت».

من جهتها، أعلنت الهيئة العامة للاستعلامات أمس، تأجيل المؤتمر الصحافي للمتحدث العسكري العقيد أحمد محمد علي، إلى أجل غير مسمى، وكان من المفترض أن يعلن المتحدث العسكري في المؤتمر نتائج حملة «فجر سيناء»، التي انطلقت السبت الماضي.

 يذكر أن السلطات واصلت إغلاق معبر «رفح» البري مع قطاع غزة، لليوم الثاني على التوالي.

البراءة للمتهمين في قتل متظاهري السويس

قضت محكمة جنايات السويس أمس ببراءة جميع المتهمين في قضية قتل متظاهري مدينة السويس خلال انتفاضة 25 يناير 2011، والتي تضم 14 متهماً، بينهم 10 ضباط، وأحد رجال الأعمال وأنجاله الثلاثة. ومن بين من برأتهم المحكمة، مدير أمن المحافظة وقت الانتفاضة، اللواء محمد محمد عبدالهادي.

ولم تعاقب محاكم الجنايات في القاهرة ومحافظات أخرى أحدا من رجال الشرطة، الذين حوكموا أمامها بتهم تتصل بقتل نحو 850 متظاهرا وإصابة أكثر من ستة آلاف آخرين، خلال الانتفاضة التي استمرت 18 يوما.