المعارضة السورية تنتخب غسان هيتو في اسطنبول رئيسا للحكومة الانتقالية
انتخب الائتلاف الوطني السوري المعارض مساء الاثنين في اسطنبول غسان هيتو الذي تولى مناصب عالية في شركات عالمية للتكنولوجيا والاتصال وعاش لفترة طويلة في الولايات المتحدة، رئيسا للحكومة الانتقالية التي ستشرف على الاراضي الخاضعة لسلطة المعارضة في سوريا، في حين تواصلت المعارك في انحاء مختلفة من سوريا مع تسجيل قصف للطيران السوري لمناطق حدودية في لبنان.وقال عضو الائتلاف السوري المعارض هشام مروة بعد فرز الاصوات ان "غسان هيتو حصل على 35 صوتا من اصل 49".
وكانت المعارضة السورية تواصل مساء الاثنين اجتماعاتها في اسطنبول لاختيار رئيس حكومة تتولى ادارة المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في سوريا.ومن جهة اخرى، نفذ الطيران الحربي السوري اول غارة له على منطقة حدودية لبنانية.وفيما لم يؤكد اي مصدر رسمي لبناني بعد حصول الغارة، جاء التأكيد من واشنطن التي قالت ان طائرات حربية سورية نفذت غارات داخل الاراضي اللبنانية، معتبرة ذلك "تصعيدا كبيرا" في النزاع السوري.وبعد سنتين على سقوط القتيل الاول في درعا في الانتفاضة السورية ضد نظام الرئيس بشار الاسد، احصى المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل اكثر من 6800 طفل وامرأة جراء النزاع الذي قتل فيه قرابة 59 الف شخص.وهذه الحصيلة هي اقل من ارقام الامم المتحدة التي اعلنت في فبراير مقتل نحو 70 الف شخص في سوريا.وبين اكثر من عشرة مرشحين، اعتبر ثلاثة معارضين سوريين الاوفر حظا للفوز بمنصب رئيس الحكومة الموقتة في اجتماع اسطنبول وهم وزير الزراعة السابق اسعد مصطفى والمدير التنفيذي في شركة لتكنولوجيا الاتصالات في الولايات المتحدة غسان هيتو ورئيس المركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية في واشنطن اسامة قاضي.ورأت صحيفة "الوطن" السورية القريبة من السلطات في عددها الصادر الاثنين ان الائتلاف المعارض "يعيش في أعلى درجات الوهم والضياع، وتسيطر عليه بشكل واسع أضغاث أحلام تقوده اليوم الى عقد اجتماع في اسطنبول لتسمية رئيس لما يسمى +الحكومة المؤقتة+ ليثبت... مجددا انفصاله عن الواقع وتطورات الأوضاع على الأرض".واعلن رئيس اركان الجيش السوري الحر الذي يشارك في اجتماع اسطنبول في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول دعم قواته للحكومة الموقتة.وقال "نحن، في التشكيل العسكري الثوري ندعم تشكيل حكومة تحظى باجماع الائتلاف الوطني وقوى المعارضة السياسية السورية... وسنعمل تحت مظلة هذه الحكومة".وسيكون مقر الحكومة الموقتة داخل الاراضي السورية الخارجة عن سيطرة النظام. ويفترض ان يؤمن امنها الجيش الحر الذي يسيطر مع مجموعات اسلامية على اجزاء واسعة في شرق وشمال البلاد وعلى عدد من القرى والبلدات في ريف دمشق. كما يتواجدون في بعض المناطق في ارياف حمص وحماة (وسط) ودرعا (جنوب).وقال ادريس "بسلاحه المحدود، يمكن للجيش السوري الحر ان يؤمن الاراضي المحررة ضد كل هجمات الجيش باستثناء الهجمات الجوية والصاروخية". وانتقد الدول الغربية لانها لم تف بوعودها في شأن تسليح المعارضة، وقال "نحن على استعداد لان نقدم كافة الضمانات للدول الراغبة بتقديم مساعدات للثورة السورية لضبط حركة السلاح وعدم وقوعه في ايدي الجماعات المتطرفة".وتدفع فرنسا خصوصا في اتجاه رفع الحظر الاوروبي عن ارسال اسلحة الى المعارضة السورية، واعلنت مع بريطانيا خصوصا استعدادها لتزويد المعارضة بالسلاح.واعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاثنين ان الولايات المتحدة "لن تقف في وجه" الدول الاوروبية التي تريد تسليح المعارضة السورية لمواجهة نظام الرئيس بشار الاسد.في المقابل، اعلن الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن ان الحلف لا يريد الدخول في الجدال القائم حول تسليح المعارضة السورية، مكررا رغبته في ابقاء الحلف خارج النزاع السوري.وللمرة الاولى منذ بدء النزاع في سوريا قبل سنتين، قصفت طائرة حربية سورية بعد ظهر الاثنين منطقة على الحدود اللبنانية من جهة الشرق، بحسب ما ذكر مصدر عسكري لوكالة فرانس برس.وقال المصدر "لا يمكنني ان اؤكد ما اذا كان القصف طاول اراضي لبنانية"، مشيرا الى سقوط اربعة صواريخ في المنطقة. وذكر مصدر امني محلي وسكان لفرانس برس ان الصواريخ سقطت في منطقة جرود عرسال داخل الاراضي اللبنانية.وقال تلفزيون المنار التابع لحزب الله، حليف دمشق، انها استهدفت "غرفتين يستخدمهما مسلحون" على الحدود مع لبنان"، بينما قال سكان المنطقة المناهضة اجمالا للنظام السوري انها "سقطت في منطقة زراعية".وتأتي هذه الغارة بعد ايام على توجيه دمشق رسالة الى وزارة الخارجية اللبنانية تهدد فيها بقصف "تجمعات مسلحين" داخل الاراضي اللبنانية في حال استمر تسلل هؤلاء الى الاراضي السورية.في واشنطن، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند ان "طائرات ومروحيات للنظام السوري اطلقت صواريخ على لبنان و(...) هذا يمثل تصعيدا كبيرا في الانتهاكات لسيادة الاراضي اللبنانية تتحمل سوريا مسؤوليته".من جهتها دانت فرنسا الاثنين قصف الطيران السوري على الحدود اللبنانية منددة ب"تصعيد" و"انتهاك جديد وخطير لسيادة لبنان".وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو ان "القصف الجوي الذي نفذته اليوم قوات النظام السوري على الاراضي اللبنانية في منطقة عرسال يشكل انتهاكا جديدا وخطيرا لسيادة لبنان"، واعتبره "تصعيدا".على الارض السورية، تواصلت الاشتباكات الاثنين في بعض احياء دمشق وفي محيطها. وقتل 22 شخصا في قصف على بلدات وقرى في ريف العاصمة، بحسب المرصد السوري.كما سجل تكثيف في الغارات الجوية التي استهدفت خصوصا حي بابا عمرو في مدينة حمص (وسط) ومدينة القصير في ريف حمص حيث قتل تسعة اشخاص في الغارات. كما استهدف بالغارات مطار تفتناز العسكري الواقع تحت سيطرة مقاتلي المعارضة في ريف ادلب (شمال غرب) ومدينتي الطبقة والرقة اللتين سيطر عليهما اخيرا المعارضون في الشمال.وادت اعمال العنف الاثنين الى مقتل 101 شخصا في مناطق سورية مختلفة، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في كل انحاء سوريا للحصول على معلوماته.