البحث عن فضيحة!
![حمد نايف العنزي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1461947116815412800/1461947124000/1280x960.jpg)
ولا أظن أن الظروف الحالية ستكون مشابهة لما جرى في تلك الأيام فيما لو تمت الدعوة إلى انتخابات جديدة، فالوضع قد اختلف كثيراً، وصورة المعارضة- أو جزء كبير منها- قد تشوه كثيراً بعد أحداث المسيرات التي تمت داخل المناطق السكنية وما نتج عنها من سلوكيات فوضوية رفضتها غالبية الشعب الكويتي وفقدت على إثرها المعارضة كثيراً من أنصارها ومؤيديها.كما لعب التعاطي السياسي "الساذج" الذي يعتمد على الفعل ورد الفعل دون منهجية ورؤية واضحة لقيادات المعارضة مع التكتيكات الحكومية والتسرع والتشنج، دوراً بارزاً في اتخاذ قرار المقاطعة دون التفكير لحظة بحساب المكاسب والخسائر الناتجة عن ذلك القرار، وقد أفقدهم بلا شك الكثير من ثقة مناصريهم وألقى بظلال الشك على قدراتهم السياسية وحنكتهم في التعامل مع المناورات السياسية التي تقوم بها الحكومة، وهي قدرات سبق أن أشرنا إلى تواضعها في مقالات سابقة، فقناعتنا منذ البدء كانت بأن هذه المعارضة تحمل بين جنبيها قلباً صادقاً، لكنها تفتقد إلى عينين ترى فيهما الطريق بشكل صحيح!وإحقاقاً للحق، فإن كثيراً من نواب المجلس المبطل لا يزال يحافظ على شعبيته رغم كل شيء وعودته إلى المجلس شبه مضمونة تقريباً، لكن بالتأكيد لا تنطبق الحال على الـ35 نائباً في ذلك المجلس، وإن كان من عودة لأولئك النواب، فلن يتجاوز العدد 20 إلى 25 منهم، وهو أمر كان يمكن له أن يحدث لهم حتى في انتخابات مرسوم "الصوت الواحد"، ولو أنهم شاركوا فيها لأراحوا أنفسهم والجميع شر الفوضوية التي شهدناها في الأشهر الماضية قبل أن يحل الهدوء أخيراً، فالنتيجة كانت ستكون واحدة في الحالين، لأن الظروف الاستثنائية قد انتهت وفورة الغضب قد خفت كثيراً، وإن أراد القوم أن يعود الوضع كما كان إبان انتخابات المجلس المبطل- في حال حكمت المحكمة بالبطلان- فعليهم البحث عن فضيحة جديدة بحجم "الإيداعات" و"التحويلات"، أو أكبر قليلاً... إن لزم الأمر!