"يا حسيني يا ولد، دمك بيحرر بلد"، بهذه العبارة بدأ أصدقاء الحسيني أبوضيف شهيد موقعة "الاتحادية"، التي دارت بين أنصار الرئيس المصري الإخواني محمد مرسي ومعارضيه في ديسمبر الماضي، فعاليات الاحتفال بعيد ميلاده الـ33، يوم الخميس الماضي، في ميدان روكسي بالقاهرة.

Ad

الاحتفال تم في المكان نفسه الذي تلقى فيه الشهيد رصاصة الغدر، فجر السادس من ديسمبر الماضي، وهو يمارس عمله الصحافي، حيث ظل ستة أيام يلفظ أنفاسه، في مستشفى قصر العيني، إلى أن رحل تاركاً سؤالاً مفتوحاً عن هوية قاتليه.

وعلى الرغم من مرور ما يقرب من 127 يوماً على استشهاده، وتقديم 219 بلاغاً من الصحافيين لرئيس نيابة مصر الجديدة، للمطالبة بالإسراع في التحقيقات، لم تتحدث النيابة عن متهم واحد، إلى درجة أن رئيس النيابة أشفق على حال الأسرة المكلومة، وقال لشقيق الشهيد سالم أبوضيف صراحة: "روح صلي وادعي ربنا يجيب حق أخوك".

الاحتفال ـ الذي استهدف الضغط على النيابة للكشف عن القاتل- بدأ برسم غرافيتي للشهيد الحسيني، على الجدار القريب من مكان إطلاق النار، بينما انتشر الشباب في كل شبر في المنطقة، حاملين أعلاماً لعدد من الشهداء، وتعالى الهتاف الأبرز في هذه الاحتفالية: "الحسيني كان جورنالجي... واللي قتله كان إخوانجي".

يُذكر أن عشرات البلاغات الرسمية، اتهمت عناصر من جماعة "الإخوان المسلمين" بالتورط في العنف الذي اندلع قرب قصر "الاتحادية" ديسمبر الماضي، احتجاجاً على إعلان الرئيس تعديلات دستورية تمنحه صلاحيات واسعة في 22 نوفمبر من العام الماضي، سرعان ما تراجع عنه، بعد سقوط شهداء في معارك قادتها جماعة "الإخوان"، وراح ضحيتها عشرات المعارضين، وأولهم الحسيني الذي قرر أصدقاؤه البحث عن قاتليه، مهما حاول البعض إخفاء المجرمين.