لا تزال التشوهات البيئية مستمرة في ضاحية علي صباح السالم، ولا يزال السبب تلو الآخر في تعدد الأزمات البيئية في تلك المنطقة المنكوبة بيئياً.

Ad

التلوث البيئي من جراء وجود المصانع المخالفة للشروط البيئية مستمر ويزداد، لكننا فوجئنا بتلوث بيئي على طريقة «عيني عينك!»، إذ أقيم مكان لتخزين أو تجارة الأسمنت شمالي المنطقة تماماً وفي مواجهتها بالضبط، وتلوث الأسمنت ليس كأي تلوث لأن مضاره مباشرة وسريعة على البيئة والإنسان.

فتم إنشاء ما يشبه الجبل من الرمل والأسمنت، وهو ذو علو شاهق يسمح بتطاير الرمال والأسمنت على حسب هبوب الريح، فإن جاءت الهبوب شمالية تطايرت الأتربة والأسمنت جنوباً لتسبب تلوثاً ومشكلات بيئية وصحية في المنطقة.

الحقيقة لا أعلم وليس لدي تفسير لماذا تستقصد هذه المنطقة بالذات، بالتلوث والمخالفات البيئية الجسيمة؟ ولا أقصد هنا تسجيل موقف على الحكومة، لكن لم نر منها أو من الحكومات التي قبلها أي تحرك إيجابي ملموس نحو المنطقة، كل ما هنالك تم عمل سور لا يسمن ولا يغني من جوع شمال المنطقة من أشجار الكوناكاربس- حتى هذه الأشجار ضارة بيئياً- وواضح أنها مناقصة روتينية مما تعودناه من هذا النوع من المناقصات ذات القيمة المالية العالية والفائدة القليلة.

على الحكومة أن تضطلع بمسؤوليتها في أم الهيمان، وأن تتعامل بجدية مع ما يطرح من شكاوى بيئية، فأهالي المنطقة جزء من أهل الكويت، وهذه مسؤولية الحكومة، وعليها أن تتعامل بما يجب، فإما أن تؤكد وجود المشاكل البيئية وتسعى إلى حلول إيجابية مقنعة لها، وإما أن تثبت بالدليل القاطع أننا كأهالي أم الهيمان نكذب ونتجنى ونبحث عن مشاكل، أما أن يتم هذا التجاهل المتعمد والتسفيه، فهذا أمر غير مقبول.

وهناك أيضا مشكلة ضعف ضخ الماء الصليبي! ففي السابق كان الماء يضخ يومين في الأسبوع، من السادسة صباحاً إلى السادسة مساءً، وكان دفع الماء جيداً، ولا ملاحظة عليه إنما الآن تغير الوضع، وأصبح الماء يضخ تقريباً فترات بسيطة في اليومين المحددين، وبضعف واضح في دفع الماء، أي أنه زيادة على تقليل الزمن المحدد لضخ الماء تم إضعاف دفعه!

وأتمنى من الأعزاء في وزارة الكهرباء والماء أن يوضحوا سبب ما حصل، وأن يتم حل هذه المشكلة؛ لأن الماء الصليبي من حق المواطن، ويدفع رسوماً مالية عنه، ولا يعقل أن يحدث مثل هذا الخلل الذي بالتأكيد سيضر المواطن المستفيد من هذا الماء.