تحبس مصر أنفاسها اليوم، خوفاً من اندلاع اشتباكات، خلال الذكرى الأربعين لانتصار الجيش المصري على إسرائيل في حرب أكتوبر 1973، فبينما تحتشد قوى سياسية مصرية، للاحتفال بالانتصار، دعت قوى إسلامية إلى التظاهر ضد القوات المسلحة المصرية.
يبدو المشهد المصري اليوم مرتبكاً، في الذكرى الأربعين لانتصارها عام 1973 على إسرائيل، بين دعوات إخوانية حاشدة للتظاهر في الميادين ضد «الانقلاب» الذي أدى إلى عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي مطلع يوليو الماضي، ودعوات للقوى السياسية المصرية على رأسها حملة «تمرد» وجبهة «الإنقاذ الوطني»، للاحتفال بـ«انتصار أكتوبر» ودعما للسلطات الجديدة التي جاءت بعد «ثورة 30 يونيو». وبينما قام المستشار عدلي منصور الرئيس المصري المؤقت صباح أمس بوضع إكليل من الزهور على قبر الجندي المجهول بالنصب التذكاري بمدينة نصر وقبري الرئيسين الراحلين جمال عبدالناصر وأنور السادات، وجَّه رئيس الوزراء حازم الببلاوي، الذي استقبل أمس رئيس وزراء الأردن عبدالله النسور، كلمة إلى الشعب المصري، هنَّأه خلالها بالذكرى الأربعين للانتصار. وربما كانت الاشتباكات التي أسقطت 4 قتلى وأربعين جريحاً في القاهرة ومحافظات، أمس الأول، سبباً وراء ترأس منصور اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بمقر وزارة الدفاع، بكوبري القبة، أمس. وقالت مصادر عسكرية إن الاجتماع تدارس الأوضاع المتعلقة بالأمن القومي واستعداد القوات المسلحة القتالي لمواجهة أي طارئ. توتر في «التحرير» الإحساس بتوتر المشهد يبدأ من ميدان التحرير، الذي أغلقت قوات الأمن مداخله ومخارجه، أمس بالدبابات والأسلاك الشائكة، في حين رفضت القوات الأمنية السماح للمواطنين ووسائل الإعلام بدخول الميدان، كما حذّرت وزارة الداخلية في بيان من «أي محاولات لتعكير أجواء احتفالات شعب مصر»، مؤكدة تصديها بكل حسم لكل مظاهر الخروج عن القانون والعنف. وفي القاهرة عقد وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، اجتماعاً مع مساعديه لمتابعة السياسة الأمنية والأداء الشرطي بمختلف المواقع، كما دعت حركة «تمرد» المواطنين للاحتشاد في ميدان سيدي جابر، في مدينة الإسكندرية، اليوم للاحتفال بنصر أكتوبر، بينما أعلنت منظمات حقوقية من بينها «المجلس القومي لحقوق الإنسان»، تشكيل لجان لرصد الانتهاكات التي قد تقع اليوم. واعتبر عضو المجلس «القومي لحقوق الإنسان»، الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان، حافظ أبو سعدة، دعوة «الإخوان» للتظاهر اليوم، ترجمة لتحريض «القرضاوي» ضد الجيش، مشيراً إلى أن أعضاء المنظمة من المحامين والباحثين القانونيين في مختلف أنحاء الجمهورية، سيشاركون في الاحتفالات. وبينما قال منسق عام حركة «رافضينكم»، وليد عبدالمنعم، إن الحركة ستطبق قانون الطوارئ الشعبي، على كل من يحاول التعدي على المنشآت العامة والخاصة، اليوم (الأحد)، ودعت قوى سياسية وثورية، لوقفة بأكاليل الزهور، أمام النصب التذكاري للجندي المجهول، كما دعت قوى ثورية للاحتشاد في ميدان التحرير، يوم 6 أكتوبر، احتفالاً بذكرى النصر بمشاركة جبهة «الإنقاذ الوطني»، و»تنسيقية 30 يونيو» وحركة «تمرد» والجبهة «الوطنية لنساء مصر»، كما تنظم عدة جبهات منها الجهة الحرة للتغيير السلمي، لجاناً شعبية لتأمين ميدان التحرير. في السياق، دعا أنصار «الإخوان» إلى التظاهر ليلاً، في حين اتهم حزب «الدستور»، أعضاء جماعة «الإخوان»، بالاعتداء على المتحدث الإعلامي للحزب، خالد داوود، مساء أمس الأول (الجمعة)، مؤكداً - في بيانٍ له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»- إدانته بشدة لهذا الاعتداء الإجرامي. كان داوود أعلن انسحابه من جبهة «الإنقاذ الوطني» عقب استقالة، محمد البرادعي من منصب نائب رئيس الجمهورية «المؤقت»، عدلي منصور، وبينما كتب البرادعي على حسابه الخاص «تويتر» متسائلاً عن مصير المصالحة الوطنية في ذكرى أكتوبر، رفض مؤسس حزب «الأصالة» السلفي عادل عبدالمقصود، في تصريحات لـ«الجريدة» الحديث عن أية مصالحة مع الدولة، إلا بعد عودة الشرعية الدستورية، المتمثلة في الرئيس المعزول. «السيف للخائن» من جانبه، حاول «تحالف دعم الشرعية»، نفي العنف عن تحركاته، بالقول إنه دعا أنصاره للنزول إلى التحرير اليوم، للمشاركة في احتفالات 6 أكتوبر حاملين الورود لجنود الجيش، «مثلما حملوا الورود لضباط الشرطة، يوم 25 يناير 2011»، لكن القيادي في تنظيم الجهاد نبيل نعيم، حذر من محاولة الجماعات المسلحة في سيناء استهداف قوات الجيش هناك، لإفساد احتفالاتهم بانتصارات أكتوبر. التحذير الأكثر خطورة، جاء من سيناء، وتحديداً من بيان أصدرته جماعة السلفية الجهادية، في سيناء، والتي وجهت خلاله تهديدات بالقتل لأهالي سيناء من المتعاونين مع قوات الجيش هناك، واصفاً إياهم بالمتعاونين مع «مرتدين» و»أولياء اليهود والصليبيين»، موجهاً حديثه لهم قائلاً: «نقول له مثل ما قلنا لكل جاسوس حقير، ما للخائن العميل إلا السيف». وفي حين أعلنت القوات المسلحة مصرع 4 من العناصر الإرهابية، خلال هجوم على كمين للجيش في سيناء، قالت أجهزة الأمن، إنها ضبطت 45 متهماً من تنظيم «الإخوان»، في حين قررت محكمة جنايات شمال القاهرة، أمس تأجيل محاكمة القياديين الإخوانيين محمد البلتاجي وصفوت حجازي، إلى جلسة 7 ديسمبر المقبل، بتهمة اختطاف ضابط وأمين شرطة واحتجازهما قسرياً وتعذيبهما، داخل مقر اعتصام «الإخوان» بمنطقة رابعة العدوية بمدينة نصر.
دوليات
مصر تحبس أنفاسها اليوم في ذكرى «انتصار أكتوبر»
06-10-2013