سرد أحد عشر مبدعا تفاصيل أحلامهم الضائعة بحسرة وألم، متفائلين بتحقيق أمنياتهم خلال الفترة المقبلة، ضمن ورشة عمل كتابية بعنوان «الحلم»، التي نظمها ملتقى الثلاثاء الثقافي في جمعية الخريجين، وفق محور فضاءات، وتضمنت تجارب حياتية منوعة لم يكتب لها النجاح لأسباب متفرقة فردية وجماعية، وأخرى لها صلة بقسوة الواقع، وأدارت الأمسية رضوى فرغلي، معتبرة أن الحلم شفرة النفس التي عجز العلماء عن فك طلاسمها، مشددة على أن الحلم قبلة الشعراء ووجهة المبدعين.

Ad

بداية، قرأ الشاعر أحمد جميل نصاً بعنوان «الحلم» قال فيه: «اكتفيت وكان الحلم أن أحضر الحرب/ وأرمى بعد أن أصرخ انتصرت». ويأمل خلال نصه القصير المشاركة مع الثوار في بلده لتخليصهم من الواقع المأساوي.

كما قرأ الشاعر أحمد شوقي نصا بعنوان «خواطر اسفنجية من وحي الحياة الإكلينيكية»، يتمحور حول عملية خلع الضرس، والمواقف التي قد يعانيها الطبيب والمريض خلال هذه المرحلة، وأجاد شوقي توظيف بعض المفردات الطبية خلال نصه مستفيداً من مهنته كطبيب أسنان.

ثم قرأ الشاعر جعفر حجاوي قصيدة بعنوان «كنت نسياً» ومن أجواء النص: كنت أحلم أنني مازالت طفلا/ أسرج الغيم المسافر/ أقطف الياسمين/ أركض ملء شوق أحمق/ وأتيه وسط الطريق إذا رأيت فراشة حولي.

الحلم حياة

ورغم مرارة فشل تلاشي الحلم، فإن الكاتبة جيهان عبدالعزيز تتشبث بأحلامها، مؤكدة أن الإنسان بلا حلم يسعى إلى تحقيقه لا يستحق الحياة، حول هذه النتيجة يتمحور نصها «لو بطلنا نحلم»، وتسرد فيه تفاصيل انكسار الأحلام الفردية والجماعية على صخرة الواقع، مشددة على ضرورة التفاؤل بالغد، وتضمن النص مجموعة أغنيات مشهورة لفيروز ومحمد منير.

أما الشاعر آرميا فقرأ قصيدة بعنوان لوحة: لا ذاكرة،/ في طين ذاك الكوخ ذاك لا ذاكرة،/ في طين ذاك الكوخ ذاك/ كنت أنا./ اعبري نحوي/ كلي ينادي بعض كلك يا صغيرة بالأوامر/ أشعلي، اتركي، احملي/ جردي، وانطوي، و اعبري/شرقيتي.../ شرقيتي لم تكن إلا هروب/ من صقيع!

وعقب ذلك، قرأ الشاعر عبدالله صبري قصيدة بعنوان «تشويش فضائي»، ومنها هذا المقطع: القافلة تهوي وحلمي يسير/ أحلم بالفراشات الملونة وأصعد بها صوب روحي/ حتى لا تهبط أسهم البورصة.

بدورها، قرأت الشاعرة حنان شبيب نصاً بعنوان «عيناك»: عيناك ظل وثمر/ سحر أخاذ وبحر/ غرقت في أمواجه/ واغتسلت في أموائه/ خرجت كيوم ولدتني أمي/ لا شوائب ولا اضطراب ولا كدر.

إخوة يوسف

كما شارك الشاعر محمد سالم بنص بعنوان «إخوة يوسف»، ينتقد فيه وهن الوشائج الأسرية محددا النتائج المترتبة على ذلك، ويسرد تفاصيل المأساة ومنها هذا الملمح: «كلما ازدادوا ضعفاً فرح الذئب لأنهم غنيمة الليل».

وشارك الشاعر سعيد المحاميد في سرد أحلامه، من خلال نص قصير، بعنوان «الحلم في صحراء الوقت تاه»، ومن أجوائه: «لابس ومتشيك/ لموعد حلم وبحيك/ قصب الكلام والورد وعلقة بضيك».

كما قرأ القاص مجدي عبدالستار نصاً يتمحور حول ضياع الحلم، بينما ركزت الكاتبة يسرا المرهش على معاناة الأطفال في سورية راهناً.

واختتم الأمسية الشاعر نادي حافظ، وقرأ نصاً بعنوان «رأيت في ما يرى التائه»: في ما يرى التائه رأيت/ أنني أخرج من قريتي ظالماً ومظلوما/ ويضيع دمي نوارس/ بين القبائل.