الإسكندرية تنقلب على الإسلاميين
حرق مقار «الإخوان» وهجوم على المحلاوي وتصويت لصباحي
انقلاب الإسكندرية على التيارات الإسلامية كان العنوان العريض للعام الثاني الذي مر على الثورة المصرية، في هذه المدينة الساحلية الكبرى، التي كانت معقلا لهذه التيارات خلال عقدين من حكم الرئيس السابق حسني مبارك، بينما مثلت المدينة تاريخيا جنة السلام الاجتماعي بين سكانها المصريين وأبناء الجاليات الأجنبية، الذين اعتبرت الإسكندرية بسببهم مدينة كوزموبوليتانية بامتياز.2012 يمثل لدى كثيرين من أهل "الثغر"، المطل على البحر المتوسط، العام الذي تلقت فيه جماعة الإخوان المسلمين عدة ضربات موجعة لجماهيريتها، أهمها وأكثرها قسوة، في شهر مايو الماضي، حين انحاز "الإسكندرانية" للمرشح الرئاسي المحسوب على التيار الناصري حمدين صباحي، في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة، حيث حصل على أعلى الأصوات في المدينة، بينما جاء الرئيس الحالي محمد مرسي رابعا، ما جعل "الإخوان" يواصلون الخسارة في واحد من أهم معاقلهم التقليدية.
قبلها كانت الجماعة فقدت السيطرة على اثنتين من أهم النقابات المهنية بالمحافظة، المحامين والأطباء، لمصلحة التيار الناصري والليبرالي نقيبا وأعضاء، بعد شهور من حصول المدينة على أعلى نسبة رفض، من بين المحافظات المصرية، في استفتاء التعديلات الدستورية، مارس 2011، إبان حكم المجلس العسكري للفترة الانتقالية. الشهور الأخيرة لـ2012 شهدت عشرات التظاهرات والمليونيات الرافضة لسياسات الرئيس محمد مرسي، في شوارع وميادين المدينة، بشكل غير مسبوق، ما دفع جماعة الإخوان وبعض السلفيين إلى الاستعانة بأنصارهم من المحافظات القريبة لتنظيم تظاهرات ومسيرات مؤيدة للرد على حشود المعارضة المتزايدة.وفي شهري نوفمبر وديسمبر كان الانقلاب الأعنف على الإسلاميين في الإسكندرية، حيث تم حرق بعض مقرات جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة ،لأول مرة على مستوى الجمهورية، في مدينة الإسكندرية، خلال مليونية "جمعة الغضب الثانية"، رفضاً للإعلان الدستوري المكمل، واحتجاجا على أحداث قصر الاتحادية، المتهم فيها عناصر من الجماعة، والتي راح ضحيتها 11 شهيداً، كانوا يعتصمون قرب قصر الرئيس.وقبل أيام من انتهاء 2012، سجل أهل الإسكندرية واقعة حصار الشيخ أحمد المحلاوي وأنصاره من السلفيين، داخل مسجد القائد إبراهيم، مدة 14 ساعة متصلة، احتجاجاً -وبحسب شهود عيان- على تحريض الشيخ مصلين في المسجد على التصويت بـ"نعم" في الاستفتاء على الدستور، ما أطلق صيحات غضب أعقبتها اشتباكات دامية بين ثوار وإسلاميين، خلفت عشرات المصابين، كانوا آخر جرحى المعارك بين القوى السياسية والتيار الإسلامي في هذا العام.