العراق: توتر بين الجيش والبشمركة في كركوك

نشر في 28-04-2013 | 00:04
آخر تحديث 28-04-2013 | 00:04
No Image Caption
مقتل 5 جنود في الأنبار... والمالكي يربط الأحداث الأخيرة بأزمة سورية

ربط رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس، "الفتنة الطائفية" العائدة إلى بلاده بالنزاع في سورية، في وقت دخل الأكراد على خط الأزمة الدامية المستجدة عبر نشر قوات في محيط مدينة كركوك المتنازع عليها.

في موازاة ذلك، تواصلت الهجمات ضد قوات الأمن لليوم الخامس على التوالي، حيث قتل 11 عنصر أمن، بينهم خمسة من الجيش في محافظة الأنبار، الأمر الذي دفع قوات الصحوة إلى تهديد المسلحين بمعارك جديدة شبيهة بمعارك عام 2006.

وتشهد المناطق التي تسكنها أغلبية سنية، وبينها الأنبار، هجمات مكثفة ضد قوات الأمن منذ الثلاثاء الماضي، حين قتل 50 متظاهراً خلال اقتحام اعتصام سني معارض لرئيس الوزراء نوري المالكي في الحويجة غرب كركوك.

وبعد يوم من تحذير الأمم المتحدة من أن العراق يتجه "نحو المجهول"، قال المالكي، في افتتاح مؤتمر إسلامي للحوار في بغداد أمس، إن "الطائفية شر، ورياحها لا تحتاج إلى إجازة عبور من هذا البلد إلى آخر".

وأضاف: "ما عودتها إلى العراق إلا لأنها اشتعلت في منطقة أخرى في الإقليم"، في إشارة إلى سورية التي تملك حدوداً مشتركة مع العراق بطول نحو 600 كلم، مبيناً أن "الفتنة التي تدق طبولها أبواب الجميع لا أحد سينجو منها إن اشتعلت".

ميدانياً، قُتِل أمس، خمسة عناصر من الجيش، وخمسة عناصر من قوات الصحوة، وشرطي، في هجمات متفرقة في الرمادي كبرى مدن الأنبار (100 كلم غرب بغداد) والجنوب تكريت (160 كلم شمال بغداد).

ودفعت عملية قتل الجنود الخمسة المالكي إلى المطالبة بتسليم قتلة الجنود "فوراً وإلا فسيتحمل من يؤويهم نتائج وخيمة"، في إشارة محتملة إلى المعتصمين الذين تقدر أعدادهم بالآلاف، والذين يطالبون المالكي بالاستقالة متهمين إياه بتهميش السُّنَّة.

بدوره، هدد رئيس صحوة العراق وسام الحردان المسلحين في الأنبار بالعودة إلى أيام معارك عام 2006 إذا لم يسلَّم المسؤولون عن قتل خمسة عناصر من الجيش خلال 24 ساعة.

إلى ذلك، دخل الأكراد على خط الأزمة الدامية الأخيرة، حيث أعلن الأمين العام لوزارة البشمركة جبار ياور أمس، أنه "بعد مشاورات مع محافظ كركوك، تقرر أن تملأ قوات البشمركة الفراغات الأمنية بصورة عامة، وبالأخص في محيط مدينة كركوك" (240 كلم شمال بغداد). وأوضح ياور أن هذه الخطوة التي يتوقع لها أن تثير غضب الحكومة الاتحادية في بغداد جاءت "بسبب الأحداث الأخيرة في محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك ونينوى"، مضيفاً أن "القوات (العراقية) تحركت من أماكن معينة خوفاً من مهاجمتها من قبل المجموعات المسلحة، وهذا أدى إلى فراغ في هذه المناطق والمدن التابعة للمحافظة، وبالأخص في مدينة كركوك وضواحيها".

في السياق، قال ضابط رفيع المستوى في الجيش العراقي إن "تحركات البشمركة وضعت الجيش في حالة تأهب في انتظار الأوامر من القيادة"، مشيراً إلى أن "الجيش ينظر إلى حركة البشمركة على أنها مناورة وليست لملء الفراغ".

(بغداد - أ ف ب)

back to top