إبراهيم عبدالمجيد: السرد لا ينسجم مع الأيديولوجيات

نشر في 18-04-2013 | 00:02
آخر تحديث 18-04-2013 | 00:02
استعرض ملامح من حياته في ملتقى الثلاثاء

سرد الروائي إبراهيم عبدالمجيد ملامح من مشواره الأدبي متوقفاً عند محطات منوعة عبر مراحل حياته، مستذكراً الظروف المصاحبة لكتابته الإبداعية.
شدد الروائي إبراهيم عبدالمجيد على أن الإبداع السردي ليس مشروعاً أيديولوجيا مبرمجاً بل إحساس يتدفق حينما يختمر في المخيلة فيبثه المبدع ضمن الشكل الأدبي، معرباً عن قلقه من التضييق على المثقفين في مصر خلال الفترة المقبلة. جاء ذلك خلال استضافة عبدالمجيد في الجمعية الثقافية النسائية ضمن محاضرة أدبية نظّمها ملتقى الثلاثاء الثقافي احتفاءً بتجربته السردية في الرواية، وأدارتها الدكتورة رضوى فرغلي التي قدمت نبذة عن مشوار الضيف، مستعرضة أبرز محطاته الأدبية، وعقب الاستماع إلى شهادته الروائية طرحت فرغلي مجموعة أسئلة على عبدالمجيد.

عالم التجريب

بداية، تحدث الروائي إبراهيم عبدالمجيد عن عالمه السردي مشدداً على أن بداياته اقتصرت على المضي ضمن السرد الأدبي ثم عقب تقديمه مجموعة إصدارات انخرط في عالم التجريب مؤمناً بتقديس الفن أثناء الكتابة، معتبراً أن الفنون الأدبية بعد النشر تصبح سلعة للراغبين في الاطلاع عليها مع مراعاة اختلاف ذائقة القارئ، ويرى

عبدالمجيد أن الكتابة الإبداعية ليست اختيارية بل الموهبة تعبر عن نفسها.

وعن مكانة الكويت لديه، أكد عبدالمجيد أنها البلاد الأثيرة في القلب لأنها ملاذ كل المثقفين المصريين الذين عانوا من المطاردات السياسية في بلدهم، مشيداً بدور المطبوعات الكويتية التي لا يخلو منها أي بيت عربي فأقبل هو شخصيا على قراءتها منذ الصغر.

وأضاف عبدالمجيد: «لأني ظهرت ككاتب في زمن الانتماءات الحزبية السياسية انخرطت ضمن العمل الحزبي لكن أدركت بعد ذلك أن الانتماء السياسي والعمل الأدبي ليسا على وفاق لذلك قررت الكتابة حرية أكثر في ما بعد، وعلى الصعيد الشخصي أعتقد أن ثمة مشكلة كبيرة يعانيها الروائي حينما تكون كتاباته تسير ضمن أيديولوجيا معينة فيفتقد نتاجه تصوراته الشخصية والأمور الفنية لأنه اعتمد على فكر آخر فالقيم الكبرى تخل بالشكل الملحمي للعمل».

ثلاثية الإسكندرية

وفي حديث عن ثلاثية الإسكندرية الروائية، قال ان العمل الأول لا أحد ينام في الإسكندرية يركز على ما جرى في المدينة خلال الحرب العالمية الثانية، والجزء الثاني من هذه السلسلة رواية بعنوان «طيور العنبر» التي تتبع الأحداث التي أعقبت العدوان الثلاثي على مصر، مسلطاً الضوء على فقد هذه المدينة للروح العالمية، أما الجزء الأخير من الثلاثية «الإسكندرية فى غيمة» التي جاءت مغايرة بالنسبة لمضمون الثلاثيات الروائية، شارحاً أن الإسكندرية مدينة بلورية تمنح الكاتب إمكانات كبيرة لعشرات الكتاب.

كما استبعد عبد المجيد كتابة عمل روائي عن الثورة، موضحاً أنه كتب مذكراته عن الأيام التي قضاها في ميدان التحرير، مكرساً قلمه في كتابة بعض المقالات الصحافية.

وفي ما يتعلق بروايته «البلدة الأخرى»، المدينة التي كتبت عنها ليست موجودة في الحقيقة لأن الموضوع المادي هو المسيطر، ولم أشأ تأييد طرف على حساب الآخر في العمل الروائي.

الكتابة في الشتاء

بشأن طقوس الكتابة، يستمتع بالاستماع إلى الموسيقى ويمارس الكتابة ليلاً خلال الشتاء، معتبراً مجتمع الشخصيات التي بثها عبر تفاصيل رواياته هم يمثلون حياته الفعلية وشعوره تجاههم يمر بمراحل منوعة لاسيما أن بعض الشخصيات تشعره بالحزن بسبب معاناتها.

كما تحدث عن المشكلات التي تعانيها صناعة السينما في مصر إنتاجيا وفنياً ومجتمعياً، مبيناً أن له رواية واحدة تم تحويلها إلى فيلم بعنوان «صياد اليمام» وتركز الرواية «الصياد واليمام» على أبناء جيله الذي وجد نفسه ضمن أجواء الهزيمة، أما في التلفزيون ففي رصيده ثلاثة أعمال درامية.

ثم فتح باب النقاش، إذ أثار حديث عبدالمجيد أسئلة عديدة حول السرد والثورة المصرية. وفي رد عبدالمجيد عن تساؤل للروائي طالب الرفاعي أكد أنه لا يرفض التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، مبيناً أن أبناء جيله من الكتاب لا يحسنون التعامل مع هذه المواقع لذلك تجد الشباب أكثر حيوية وتفاعلا في هذه المواقع. وتساءلت الأديبة ليلى العثمان عن نوعية الكتابة التي يفكر فيها عقب الثورة المصرية.

يذكر أنه على هامش الأمسية وزّع الروائيان إبراهيم عبد المجيد ليلى العثمان شهادات التقدير على الفائزين في ورشة القصة القصيرة التي أقامها ملتقى الثلاثاء الثقافي وأشرف عليها الكاتب شريف صالح.

«البابطين» تعقد ملتقى «العرب وأوروبا...» في بروكسل

تجري الاستعدادات في مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري لإقامة دورتها الثالثة عشرة المقبلة في العاصمة البلجيكية بروكسل، بالتعاون مع برلمان الاتحاد الأوروبي، وقد اختارت عنوان هذه الدورة «في الطريق إلى الفهم... العرب وأوروبا رؤية معرفية مستقبلية». وأعدت المؤسسة برنامجاً متكاملاً يتضمن ندوات فكرية، سيحاضر فيها أكاديميون ومتخصصون من مختلف دول العالم. كما تعد المؤسسة لإصدار العديد من الكتب الجديدة الخاصة بهذه الدورة.

وحددت المؤسسة عدداً من المحاور تعتقد أنها السبيل الأفضل للتباحث والتفاهم بشأنها، على أمل أن يشكل ذلك جسر عبور لفهم وتفاهم مشترك أفضل، في إطار من المعرفة والمسؤولية لترميم ما اختل من جسور سابقة ربطت بين العرب والأوروبيين، أو إقامة الجديد منها، في وقت يشهد فيه الوطن العربي تغييرات عميقة جيوسياسية واقتصادية وثقافية، اصطلح على تسميتها بـ«الربيع العربي»، ويتواكب كل ذلك مع ثورة كبيرة مستمرة في وسائل الإعلام والاتصالات تجعل من الحوار وفهم الآخر ضرورة حياتية تقتضيها مستجدات الحياة.

وتأتي هذه الدورة ضمن سعي مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري لتكريس لغة حوار الحضارات بين مختلف شعوب العالم، والعمل على تقارب وجهات النظر الثقافية تجاه الكثير من القضايا الإشكالية، وبغرض أن «نعرِف ونُعرف»، ورفعت هذا الشعار للتحاور مع جيران العرب من الأوروبيين.

وستعلن المؤسسة لاحقاً المزيد من التفاصيل عن هذه المحاور والمشاركين فيها، والموعد المحدد لإقامة هذه الدورة.

وكانت المؤسسة قد بدأت هذا النهج من الندوات الفكرية إلى جانب ندواتها الأدبية منذ عام 2004 في إسبانيا، بالتزامن مع دورة «ابن زيدون»، وقد حظي الحوار بين مختلف الثقافات آنذاك بقبول عالمي ومن مختلف الأوساط الرسمية والأكاديمية والإعلامية، ما شجع المؤسسة على المضي في هذا المضمار.

back to top