سورية: موالون يروجون لضربة عسكرية قاضية

بينما تواصلت ردود الفعل الدولية الرافضة لمبادرة الرئيس السوري بشار الأسد التي تضمن بقاءه في السلطة، بدأت بعض الشخصيات الموالية للنظام الترويج لضربة عسكرية قاضية، في حين تواصلت الاشتباكات والمعارك في جميع أنحاء البلاد موقعة عشرات القتلى والجرحى.

في هذا السياق، قال عضو مجلس الشعب السوري عمر اوسي أمس إن «استتباب الأمن سيحصل قريباً بعد أن يضرب الجيش السوري الضربة القاضية، والمجاميع الإرهابية ستعود الى بلدان منشأها في تركيا ولبنان».

ميدانياً، أعلنت لجان التنسيق المحلية أن «الجيش الحر» أسقط مروحية للجيش السوري فوق مطار تفتناز العسكري في محافظة إدلب أمس.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومصدر عسكري أمس إن القوات الموالية للنظام تمكنت من صد هجوم على بلدة المسطومة في إدلب التي تضم تجمعاً كبيراً للدبابات بعد أيام من دخول مقاتلي المعارضة إليها. وتبعد المسطومة حوالي سبعة كيلومترات جنوب مدينة إدلب التي لاتزال تحت سيطرة القوات الموالية، بينما معظم ريف إدلب وقع بأيدي مقاتلي المعارضة.

أول طلعة لـ «الحر»

وأعلن المنسق السياسي والإعلامي لـ«الجيش السوري الحر» لؤي المقداد أمس أن «الثوار تمكّنوا صباح اليوم (الثلاثاء) من إجراء أول طلعة جوية فوق إحدى المحافظات شبه المحررة بالشمال السوري». وأوضح، في تصريحات هاتفية لمراسل وكالة الأناضول للأنباء، أن الطلعة تم تنفيذها بطائرة مروحية من الغنائم التي اغتنمها الجيش السوري الحر من قوات الاسد.

ولفت المقداد إلى أن «الذي نفذ الطلعة الجوية ضابط طيار منشق برفقة مجموعة من الجيش السوري الحر»، مضيفًا أن الطلعة كانت «تجريبية لمدة نصف ساعة بين موقعين للجيش السوري الحر»، رافضًا تحديد هذه المواقع خوفًا من استهدافها من قبل نظام بشار الأسد.

وأشار المقداد أيضا إلى أن «الجيش السوري الحر يملك طائرتين مروحيتين صالحتين للاستعمال ويستعملهما فقط لتوصيل المساعدات الإنسانية ونقل الجرحى، ولم يتم استخدامهما في أي أعمال عسكرية».

اغتيال الصحافي الفرنسي

أعلنت «كتائب جند الله» في بيان انه بالتعاون مع بعض الفصائل ومقاتلين من «الجيش الحرّ» والناشطين الميدانيين «تم القبض على خلية تتكون من عدة عناصر تابعين لعصابات بشار الأسد، والتي كانت تعمل تحت مسمّى فرقة التدخل السريع، ومن خلال التحقيقات الجارية ثبت بعد اعترافهم والحصول على أدلة ملموسة كانت معهم، أنهم قاموا بعدة اغتيالات ومن بينها محاولة اغتيال أفراد من بعثة المراقبين العرب، منهم أنور مالك ومحمد حسين عمر وآخرون، بالإضافة الى اغتيال بعض الناشطين الميدانيين».

وبحسب البيان «اعترف افراد الخلية باغتيال الصحافي الفرنسي جيل جاكييه في كانون الثاني (يناير) 2012 من العام الفائت»، وقتل جاكييه بقذيفة لم تحدد هويتها عندما كان يزور أحد الاحياء العلوية في مدينة حمص احدى معاقل الحركة الاحتجاجية في سورية، وذلك بعد حصوله على اذن بتغطية الاحداث من النظام.

فصائل دمشق

الى ذلك، طالب ممثلو الفصائل الفلسطينية القريبة من النظام السوري في دمشق بجعل مخيم اليرموك «منزوع السلاح»، ودعوا قادة منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس الى القيام بحملة اتصالات عربية وإقليمية ودولية لإعادة اللاجئين الذين نزحوا من المخيم بسبب العنف.

وعقد المؤتمر الصحافي في مكتب احد مسؤولي «جبهة النضال» خالد عبدالمجيد الذي تلا بيانا باسم الفصائل وبينها «الجبهة الشعبية-القيادة العامة» التي تقاتل الى جانب قوات الأسد، في حين غابت فتح وحماس والجهاد الاسلامي التي اعلنت مواقف قريبة من المعارضة السورية.

ودعا البيان «المسلحين الى الانسحاب من مخيم اليرموك»، والى «وقف اطلاق النار وكافة العمليات العسكرية بما فيها عمليات القصف والقنص التي يتعرض لها المخيم». وأكد ضرورة «تحييد المخيمات وأبناء شعبنا والنأي بالنفس عن الازمة الداخلية السورية».

واشنطن

على صعيد آخر، اتهمت الدبلوماسية الاميركية الرئيس السوري بشار الأسد مساء أمس الأول بأنه «غير انساني» و»غير عقلاني». وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند ردا على سؤال «على الصعيد الشخصي، اعتبر بالتأكيد ان ما قام به (الأسد) هو تجسيد للشر»، واضافت: «لقد تجاوز الوحشية. ما قام به بحق شعبه غير انساني»، معتبرة ان الاسد هو «احد الفرقاء الاكثر وحشية على الساحة الدولية اليوم».

(دمشق ــ أ ف ب، رويترز،

د ب أ، يو بي آي)