ناظم رمزي المولود في بغداد من عائلة كردية تتحدر من محافظة السليمانية، عرف بروعة فنه في تصميم المطبوع العراقي وجهوده في التصوير الفوتوغرافي، غادر العراق وتعرض بيته للسرقة وأعماله للنهب، وعن ذلك قال: {بلغني وأنا في لندن عام 1998 أن أحد أبناء مسؤول كبير في الدولة قد استولى على دارنا في المنصور مستعملاً وثائق مزورة راجع بواسطتها دائرة الطابو بغية بيعه}.

Ad

 يقول عنه محمد سعيد الصكار: {ناظم رمزي، لا يوحي هذا الاسم المبارك بأي انتماء عرقي أو ديني أو طائفي؛ بل ربما كان أقرب لأن يكون اسماً مسيحياً، لكنه لم يكن كذلك؛ فقد كان عراقياً كردياً مسلماً، لم يكن همه من يكون سوى رمزي؛ وبهذا الاسم دخل دفاتر عدة تواريخ كان له فيها الحضور البهي}.

وفي الكتاب الذي أصدره وحمل عنوان {من الذاكرة}، يقول جاسم المطير: {في بدء سطور ذكرياته يقول إن فكرة كتابتها تبلورت عنده عام 1986 ثم سافر إلى لندن، مهاجراً من بغداد المحببة لديه بعمق شديد، منشغلاً في أول إقامته فيها بمتابعة نشاطه الفني والطباعي وقد زرته شخصياً في الأستوديو، الذي أسسه هناك مرتين في عامين متعاقبين في نهاية الثمانينيات وجدته فيهما منكباً على إنجاز عملين مهمين: الأول هو إنجاز كتاب مصور عن العراق، تتوافر عندي نسخة منه استعارها، ذات يوم، الفنان التشكيلي المقيم في لاهاي فاضل نعمة وعندما أعاده إلي وصفه بقوله: إنه كتاب فني متميز في تصوير دفق الحياة العامة للإنسان العراقي}.

نص بصري

صور رمزي أشبه بنص بصري يمثل أوضاعاً اجتماعية مختلفة في العراق، وبعض الأعمال التي يمارسها العراقيون، ونمط الحياة اليومية، ومعاناتهم للحصول على قوتهم الشحيح. شريحة من الناس في صور، يمكن اعتبارها غالبية متكونة، كباراً وصغاراً، من طبقة فلاحية وعمالية تعمل طوال السنة لإيجاد فرص عمل، تعيل وتعتاش عليها.

صور لأطفال وأزقة وأحياء ومبانٍ قديمة يشهد عليها الطين العتيق، والمعنى الهندسي، صور لحفاة في الشارع، صور لذكريات لا تنتسى من المصور الذي اهتم بالمشهد المأساوي على خلفية فكرة الأرض العراقية، وكان يعني في ذلك الأرض الغنية بالموارد، وفي الوقت عينه ذات الشعب الجائع والمحروم من أبسط شروط الحياة.

يوثق ناظم رمزي الحياة، بتعقيداتها وتلاوينها ومناخاتها الجميلة والمأساوية كافة (تجعل المأساة دائماً الصورة جميلة، هكذا تقول العيون)، يقول رمزي: {لا أدعي أنني وثّقت الحالة، بشكل مقبول، لكوني بدأت التصوير، كهواية لا غير، إلى حين أرشدني، كل من الصديق الفنان جواد سليم والفنان فائق حسن، وآخرون من كبار الفنانين، إلى هذا الكم من الصور، التي تنبغي طباعتها وعرضها في معارض، ومتابعة التصوير بشكل منظم وهادف}.

يضيف رمزي: {ولدت لدي منذ الطفولة، الرغبة في معايشة الناس والتسلية مع أبنائهم، في اللعب، وصيد طيور الكمبر والقطا والدراج، وحتى الأرانب، ناهيك عن تناول الخبز الحار الخارج تواً من التنور، الذي يتألف من الحنطة والشعير، مصحوباً بالحليب الطازج وقليلاً من التمر، كانت هذه الوجبة، وأنا أتذكرها الآن، تعادل، بل تفوق أغنى الموائد وأشهرها}.

أصدر كتباً عدة خاصة بالشأن التصويري، مثل {العراق: الأرض والناس} (لندن، 1989)، و{من الذكرة} (بيروت، 2008)، وكتاب {العراق: لقطات فوتوغرافية لبعض ملامح الحياة في القرن العشرين} (بيروت، 2009). وأخيراً كتابه {جولتي مع الكاميرا}، الصادر (2010)، في عمان- الأردن.