نال الأقباط نصيباً وافراً من غضب التيارات الإسلامية والجماعات الجهادية في مصر، منذ عزل الجيش الرئيس السابق محمد مرسي في 3 يوليو الجاري، حيث تم قتل وإصابة العشرات من بينهم القس مينا تاروبيم في سيناء، والاعتداء على بعض الكنائس في عدة محافظات، وحرق منازل مواطنين مسيحيين في صعيد مصر، مما دفع الكنيسة إلى تعليق جميع أنشطتها الدينية، كما ألغى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تواضروس الثاني، عظته الأسبوعية للمرة الثالثة على التوالي مطالباً الأقباط بتوخي الحذر.

Ad

ففي تطور عزز تخوفات تصعيد الجهاديين ضد الأقباط، أعد الجهادي المصري المقيم في لندن، هاني السباعي، المعروف إعلامياً بـ"زعيم جهاديي أوروبا"، قائمة اغتيالات تستهدف 37 شخصية سياسية وإعلامية في مصر، وذلك على خلفية اتهامه لهم بالخيانة والحرب على الإسلام، وإسقاط دولة الإسلام، وعلى رأسهم وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وبابا الأقباط تواضروس الثاني، وشيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب.

في السياق، أصدر اتحاد شباب ماسبيرو "حركة قبطية تأسست عقب ثورة يناير 2011"، بياناً قبل أيام، بعنوان "الأقباط يدفعون ثمن غضب المتشددين لعزل مرسي"، حذّر فيه من توغل الطائفية بعد ثورة 30 يونيو، مؤكداً أن المتشددين يستهدفون الأقباط بسبب مشاركتهم في أحداث الثورة ويرغمونهم على دفع فاتورتها من ممتلكاتهم وأرواحهم.

وقال نائب رئيس جهاز أمن الدولة السابق اللواء فؤاد علام في تصريحات لـ"الجريدة": "يجب توقع عدد كبير من العمليات الإرهابية واستهداف المسيحيين على وجه الخصوص، ولكن المثير للقلق أكثر هو حالة التخبط التي تمر بها هذه الجماعات في الوقت الحالي، ما يجعلها أكثر خطورة وعشوائية ونتصور أن يفعلوا أي شيء".

وأشار علام إلى أن هذه الجماعات لم تنشأ بسبب عزل مرسي، فهي موجودة لكنها كانت خاملة حتى أفرج مرسي عن قياداتها لدعم بقائه في السلطة.

إلى ذلك، أكد المحامي القبطي نجيب جبرائيل، أن إلغاء البابا تواضروس لعظته الأسبوعية، دليل على أن حياته في خطر، وقال في تصريحات لـ"الجريدة" "إن بيان الاغتيالات الصادر مؤخراً عن جماعات جهادية يستهدف شخصيات سياسية من بينهم البابا، ويؤكد أن الأقباط جميعاً مستهدفون، حيث تلومهم تيارات الإسلام السياسي على المشاركة في ثورة 30 يونيو كما أن تعرض أقباط للاغتيال وحرق كنائس ومنازل مملوكة لهم، ليس إلا بداية وإنذار.