سورية: تزايد التوتر على حدود لبنان والمعارضة تسقط مقاتلة

نشر في 21-02-2013 | 00:01
آخر تحديث 21-02-2013 | 00:01
• تركيا ترسل تعزيزات عسكرية إلى الحدود • لافروف: الحل العسكري يدمر الطرفين المتقاتلين

تصاعد التوتر على الحدود السورية- اللبنانية، بعد تقارير أفادت بحدوث إطلاق نار بين الجانبين، بعد تهديد المعارضة السورية المسلحة لـ«حزب الله» اللبناني بتوجيه ضربات إليه داخل الأراضي اللبنانية. وتمكن مقاتلو المعارضة أمس من إسقاط مقاتلة فوق ريف دمشق، وذلك بعد أقل من ساعة على غارة استهدفت بلدة حمورية في المنطقة ذاتها.
لايزال التوتر على الحدود اللبنانية- السورية سيد الموقف، وذلك بعد تهديد «الجيش السوري الحر» بقصف مواقع «حزب الله» اللبناني داخل الأراضي اللبنانية. وأفادت تقارير إعلامية بأن تبادلا لإطلاق النار جرى عبر الحدود اللبنانية- السورية أمس قرب معبر العريضة.

إلى ذلك، قتل تسعة أشخاص أمس في غارة جوية من طائرة حربية على بلدة حمورية في ريف دمشق، بينما سقطت في المنطقة نفسها بعد وقت قصير على الغارة طائرة حربية بنيران مقاتلين معارضين، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وبث ناشطون على موقع «يوتيوب» على شبكة الإنترنت شريط فيديو تظهر فيه طائرة في سماء مدينة حمورية، بحسب ما يقول التعليق، وهي تطلق ثلاث قنابل على الأقل، قبل أن تسمع أصوات رشاشات، ثم يصرخ واحد «اشتعلت»، وتشاهد الطائرة وقد اندلعت فيها النيران من الخلف وهي تهوي إلى الأمام نحو الأرض بسرعة هائلة. وتزامنت الغارات مع معارك ضارية في مناطق الغوطة الشرقية، بحسب المرصد، وعمليات قصف واسعة تستخدم فيها راجمات الصواريخ.

في حلب (شمال)، أفاد المرصد بغارات جوية على عدد من أحياء المدينة اليوم. كما تدور اشتباكات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية في محيط مطاري النيرب وكويرس العسكريين شرق مدينة حلب، في إطار «حرب المطارات» التي أعلنتها المجموعات المقاتلة منذ أكثر من أسبوع في محافظة حلب.

تعزيزات تركية

في غضون ذلك، أرسل الجيش التركي تعزيزات عسكرية جديدة إلى محافظة «شانلي أورفا» إحدى المحافظات التركية الجنوبية المتاخمة للحدود السورية. وأفادت التقارير بأن الرتل العسكري التركي تحرك من قيادة اللواء 20 مدرعات من مركز بلدة «سوروتش» التابعة لمحافظة «شانلي أورفا» المتاخمة للحدود السورية.

وأشارت التقارير إلى أن هذه التعزيزات تندرج في إطار التدابير الأمنية التي تتخذها السلطات التركية على حدودها، تحسباً لأي جديد، لاسيما في ظل استمرار الاشتباكات والمواجهات في الداخل السوري.

وأضافت أن التعزيزات العسكرية تتألف من معدات عسكرية من بينها حافلات نقل جنود وأنظمة إطلاق صواريخ، وان المعدات أصبحت الآن في نطاق مسؤولية الفرقة السادسة التابعة لقيادة الكتيبة الثانية الحدودية.

موسكو

في سياق آخر، حذرت روسيا أمس النظام السوري ومسلحي المعارضة من أن استمرار نزاعهما العسكري يعتبر «مدمراً للطرفين». وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «لا يمكن لأي من الطرفين أن يسمح لنفسه بالرهان على حل عسكري. انه طريق لا يقود إلى أي مكان، بل إلى دمار الطرفين»، مضيفاً بعد لقائه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ودبلوماسيين عرب كبار آخرين «لقد آن الأوان لوقف هذا النزاع الطويل المستمر منذ سنتين».

وأكد لافروف الذي يستقبل الاثنين المقبل وزير الخارجية السوري وليد المعلم في موسكو، في محاولة لإيجاد حل للأزمة أن موسكو تحث على الحوار بين الطرفين، موضحاً: «نرى مؤشرات ايجابية، توجه نحو الحوار من جانب الحكومة والمعارضة»، مضيفا انه يعود إلى الطرفين تحديد طبيعة الحوار المحتمل وعلى أي مستوى. وقال «من المهم ألا يفرض (كل من الطرفين) شروطا على الآخر، واعلان عدم التحادث مع هذا بل ذاك».

وأكد لافروف أن بلاده تعمل على ترتيب زيارة لرئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب إلى موسكو في مطلع مارس، موضحاً أن الزيارة ترمي إلى «توفير الظروف المؤاتية لبدء حوار مباشر» بين النظام والمعارضة. وشدد على وجود مؤشرات إلى استعداد برز حديثا لدى المعارضة السورية للحوار، ومن الضروري مقابلة ذلك من طرف الحكومة السورية.

وقال لافروف إن «الحكومة تحدثت عن ذلك مطولا، لكن آن أوان القيام بأعمال ملموسة». وتابع «اننا نراهن على حدوث ذلك وسنعمل لضمان حدوثه».

كيري

وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت مساء أمس الأول أن وزير الخارجية جون كيري سيزور 9 بلدان في غرب أوروبا والشرق الأوسط في أول رحلة له منذ توليه منصبه، وذلك للتشاور مع الحلفاء في موضوعات منها الحرب الأهلية في سورية. وقالت المتحدثة باسم الوزارة فيكتوريا نولاند إن كيري سيزور لندن وبرلين وباريس وروما، حيث سيحضر اجتماعا لمسؤولين كبار من دول تساند المعارضة السورية وللقاء أعضاء من المعارضة. ويزور كيري بعد ذلك تركيا التي استقبلت ما يقدر بنحو 180 ألف لاجئ فارين من العنف في سورية، وسيذهب أيضاً إلى مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر.

(دمشق، بيروت ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

back to top