لاتزال أزمة تأليف الحكومة اللبنانية مسدودة الأفق ومليئة بالتعقيدات التي حالت دون تمكين الرئيس المكلف تمام سلام من انجاز مهمته. 

Ad

وتأتي هذه المراوحة مع موقف جديد لرئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط الذي لمح الى خيارات جديدة في شأن تأليف الحكومة. فقد أعلن أن «جبهة النضال الوطني ترى ان هذا الواقع المأزوم لا يمكن أن يستمر الى ما لا نهاية، ولاسيما مع تمدد الفراغ الى أكثر من موقع»، موضحا ان الجبهة «قد تدرس الخيارات الممكنة للخروج من هذا الأفق المغلق نحو خطوات جديدة بعيدا من نظريات المؤامرة التي تكتب عنها بعض الأقلام».

إلى ذلك، بعد شهر على نشر التسجيل الصوتي الأول للشيخ أحمد الأسير، ظهر تسجيل ثان مساء أمس الأول، وفيه إضافة الى الهجوم المكرر على الجيش والأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، ورئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون، تصويب مركز على رئيس الحكومة السابق سعد الحريري. واتهم الاسير في تسجيله الصوتي الذي نشر على مواقع الانترنت، وبلغت مدته 34 دقيقة، الرئيس الحريري بإعطاء الضوء الأخضر لإنهائه واخراجه من عبرا. وقال: «الحريري كان على علم بضربي وبمعركة عبرا قبل أسابيع من حصولها». كما اتهم النائب بهية الحريري بالاتصال بمفتي صيدا سليم سوسان ومطالبته بعدم التدخل لمساعدة الاسير وقولها: «اتركهم يذبحوه».

واعتبر ان «ما حصل معنا في عبرا نتيجة طبيعية للحملة الشعواء التي شنها علينا تيار المستقبل». كما اتهم الاسير «المستقبل» بمحاربته في المناطق عبر مناهضة تحركاته في المساجد ومنع اعتصاماته في المناطق.

وتوجه الاسير الى نصر الله قائلاً: «لجأت الى طائفتك عندما سقط القناع»، مضيفاً: «كفى متاجرة بفلسطين فهي تلعنكم كالقصير وحمص». وقال ان النائب عون «يستعمل التحريض الأعمى ضد أهل السنة ويستخدم اعلامه الحاقد ضدنا»، مضيفا ان «شامل روكز صهر عون نزل الى عبرا ثاني ايام المعركة طمعاً بالوصول الى قيادة الجيش». ودعا المسيحيين الى «محاسبة عون الذي يبرر لنصرالله القتال في القصير وعبرا».

وفي موضوع الجيش، قال الاسير «من الطبيعي ان نسمع تمجيدا بالجيش لان البعض لا يدرك ما حصل وكيف تدار هذه المؤسسة»، مضيفا: «كنا نتمنى ان يكون الجيش للجميع وليس ان يقصفنا على بعد 20 مترا والدمار اكبر دليل على ذلك». واعتبر ان «الجيش الذي يأتمر من نصرالله وبري ليس جيشا للجميع».

وختم بالقول: «ادعو نفسي واخواني من اهل السنة الى الجهاد، جهزوا انفسكم بعد العيد للتحرك من اجل استعادة الكرامة كاملة، ولاسيما احبائي في صيدا، لابد ان نسعى الى اغلاق ملف عبرا، وادعو الى اعتصامات سلمية بعد صلاة الجمعة، اولها عند دوار الكرامة وفي نهاية كل اعتصام نعلن عن الاعتصام المقبل».