مع تحول بوصلة المعارك في سورية إلى منطقة الساحل، حيث سجل مقاتلو المعارضة تقدماً كبيراً في محافظة اللاذقية مركز ثقل الرئيس بشار الأسد، أكدت الولايات المتحدة أنها أصبحت أكثر فهماً للمعارضة السورية، مشيرة من جهة أخرى إلى أنها رصدت حركة جديدة للأسلحة الكيماوية.

Ad

بينما أعلنت الأمم المتحدة تأجيل سفر فريق الخبراء المكلفين التحقيق في استخدام أسلحة كيميائية في سورية في آخر لحظة بسبب خلافات مع الحكومة السورية، أكد رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي أن الولايات المتحدة والدول الحليفة أصبحت أكثر فهماً للمعارضة السورية المعتدلة، "مما يسهلّ عملية دعمها".

وقال ديمبسي، على هامش رحلة بدأها أمس الأول لحليفي واشنطن الأردن وإسرائيل، "أعتقد أننا في حال أفضل مما كنا عليه منذ ستة أشهر، في ما يتعلق بفهم اللاعبين المختلفين ودوافعهم". إلا أنه أضاف أن "قدراً من التعاون بين المقاتلين المعتدلين والمتطرفين ليس مفاجئاً نظراً لأن هدفهم المشترك إسقاط الرئيس الأسد".

وإذ لم يتطرق ديمبسي، في تصريحاته في تل أبيب، إلى تفاصيل قضية السلاح، أكد أن أهم نقطة للتعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل والأردن في الشأن السوري هي مخاطر الأسلحة الكيماوية لدى النظام، مجدداً تأكيد الولايات المتحدة أن "قوات الأسد تحرك أحيانا الأسلحة الكيماوية".

وتحدث ديمبسي عن إمكانية التعاون مع الأردن، الذي يتمركز فيه نحو 1000 جندي أميركي ومن بينهم قوات لتشغيل مقاتلات إف-16 وبطاريات صواريخ باتريوت، في مجال التخابر والمراقبة عبر طائرات بدون طيار أو بطائرات مأهولة.

الأمم المتحدة

 

إلى ذلك، أعلن دبلوماسيون في الأمم المتحدة أمس الأول أن سفر فريق الخبراء المكلفين التحقيق في استخدام أسلحة كيميائية في سورية، تأجل في آخر لحظة بسبب خلافات مع الحكومة السورية بشأن إجراءات التحقيق.

وكان من المقرر أن يتوجه فريق الخبراء بقيادة السويدي أكي سلستروم إلى سورية في نهاية الأسبوع الماضي ليكون على استعداد للعمل مع بداية هذا الأسبوع. لكن أحد الدبلوماسيين أوضح أنه "حدث نوع من التأجيل، لأن الخبراء كانوا يريدون ضمانات بشأن قواعد التحقيق لكنهم لم يحصلوا عليها".

في غضون ذلك، وبينما أكد نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف أمس أن بلاده تريد عقد مؤتمر "جنيف2" في أقرب وقت لكن من غير المرجح حدوث هذا قبل أكتوبر لازدحام المواعيد الدبلوماسية، وضع نشطاء في المعارضة من بينهم أعضاء في الائتلاف السوري خريطة طريق لتحقيق المصالحة الوطنية والعدالة "لجميع الضحايا في سورية.

وقال بيان أصدره المركز السوري للدراسات الاستراتيجية والسياسية أمس، إنه سيتم تقديم هذه الخطة بشكل تام في اسطنبول اليوم بحضور رئيس الائتلاف أحمد الجربا، مبيناً أن هذه الخطة تنص على "تحقيق المصالحة عن طريق عدالة انتقالية طويلة الأمد، وتدعو كذلك إلى "إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية وتطهيرها ونزع السلاح من كل الجماعات المسلحة".

 

معارك ميدانية

 

ميدانياً، ووسط احتدام المعارك في محافظة اللاذقية، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات المعارضة سجلت مكاسب في ريف حماة وسط سورية، بعد أن سيطرت على حاجز عسكري قرب بلدة "عقرب" وفجرت سيارة مفخخة في حاجز "عطشان" مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام، مشيراً إلى أنها قصفت حاجز "الجسر" في بلدة "مورك" مما أدى إلى اشتعال النيران فيه.

في المقابل، أفادت وكالة الأنباء "سانا" أمس بأن القوات النظامية تمكنت من إعادة "الأمن والاستقرار إلى قرية المفكر في ريف حماة"، مشيرة إلى وحدات من الجيش تصدت مساء أمس الأول لمحاولة "مجموعة إرهابية الاعتداء على حاجز الكافات في السلمية وألحقت بها خسائر كبيرة في العدة والعتاد". وأوضحت أن مصدراً مسؤولاً في محافظة حماة أكد "وقوع عدد من الإرهابيين قتلى ومصابين بينهم جنسيات سعودية ومصرية وسودانية، فيما تم تدمير مستودع أسلحة للإرهابيين والقضاء على عدد منهم بريف حماة".

(دمشق، تل أبيب، نيويورك- رويترز، أ ف ب)