تتألف رواية «الألماس الدموي» من نحو 400 صفحة من الحجم الكبير، مكتوبة بلغة سلسلة وشعبية، وجوهر القصة التي تنتمي إلى عالم الجريمة، أنه بعد وفاة زميلته في العمل هيلين في ظروف غامضة وفشله في إثبات ضلوع المفتش توم والر في عملية القتل، يغرق هاري هول في لجة اليأس والأحزان ويلجأ إلى الشراب بحثاً عن السلوان، وهرباً من الواقع المرير رغبة منه في عدم التفكير في مأساته. غير أن جرائم قتل غريبة تُعيده إلى عالم الواقع، وتقدم له حبل النجاة لتحول دون غرقه.

Ad

في أحد الأيام، يتم العثور على امرأة مقتولة في شقتها وقد بُترت إصبعها. ووُضعت ألماسة حمراء خماسية الرؤوس تحت إحدى جفنيها، فيكلّف هاري هول بالتحقيق في الجريمة وتقديم يد المساعدة لخصمه اللدود توم والر المسؤول عن التحقيق.

لا يتوقف الأمر عند هذه الجريمة، بل تتوالى الجرائم ليبقى هاري هول في حيرة من أمره مع كل جريمة تُرتكب، إلى أن يتمكن في النهاية من حلّ لغز تلك الجرائم المتسلسلة الغريبة ومن إحقاق الحق.

يُذكر أن رواية «الألماس الدموي» هذه كانت قد مُنحت جائزة الأكاديمية الفنلندية لكتّاب رواية الجريمة لعام 2007، مع ثناء خاص للتميز في فئة الكاتب الأجنبي.

أما جو نيسبو الذي يعيش في أوسلو فهو أيضاً موسيقي، مؤلف أغانٍ، اقتصادي، وأحد أشهر كتّاب الجريمة اليوم. فاز عام 2004 بجائزة «غلاس كي» (المفتاح الزجاجي)، وهي الجائزة الأهم في مجال مؤلفات الجريمة في شمال أوروبا، وذلك عن روايته الأولى التي قدم فيها محقق الشرطة هاري هول. هنا مقطع من الرواية:

بُني المنزل عام 1898 على قاعدة ترابية. منذ ذلك الوقت، غارت تلك القاعدة قليلاً من الجهة الغربية، ما جعل الماء يتجاوز العتبة الخشبية حيث ثبت الباب. سال الماء على أرضية غرفة النوم، وترك شريطاً رطباً يتحرك غرباً فوق ألواح السنديان، وتوقف الجريان عند حفرة صغيرة، قبل أن تدفعه كمية كبيرة من المياه من الخلف فينطلق مسرعاً مثل جرذ خائف نحو الحائط. هناك ذهب الماء في كلا الاتجاهين، وبحث عن مخرج، وتسلل بطريقة ما تحت الحائط حتى عثر على فجوة بين نهاية الأرضية الخشبية والجدار، حيث توجد قطعة نقدية من فئة خمسة كرونات تحمل صوراً جانبية لرأي الملك أولاف وتاريخ الصك: 1987، قبل سنة من وقوعها من جيب النجار. لكن تلك الفترة كانت فترة ازدهار، وبرزت فيها حاجة إلى بناء مؤلف من شقق كثيرة وبسرعة كبيرة.

لم يستغرق الماء وقتاً طويلاً ليجد طريقاً له عبر الأرضية تحت الخشب، وباستثناء التسرب عام 1968 في السنة نفسها التي بُني فيها سقف جديد فوق المنزل، كانت ألواح الأرضية الخشبية قد استقرت هناك على حالها، تجف وتنكمش وفقاً لعوامل البيئة، حتى أصبح الشق بين أعمق لوحين من خشب الصنوبر نحو نصف سنتمتر آنذاك. تساقطت قطرات الماء نحو العارضة تحت الشق، وتابعت طريقها غرباً إلى الجدار الخارجي، وتسللت هناك إلى الجص والبلاط اللذين مزجهما معاً قبل مئة سنة.