• أولاً: المرأة والسياسة... فمنذ الصغر ونحن نطالع ضمن مناهجنا الدراسية عبارة المرأة نصف المجتمع، ثم أدركنا كخليجيات أن المسألة تتعلق بعاملي الثقة والقدرات التنفيذية للدولة. فالمرأة في دول الخليج، إما أن تواجه ثقة المجتمع والقبول وتنجح الحكومة في تسهيل أبواب التمكين من الوظائف الإدارية العليا، وإما أن تواجه الرفض والتهميش والإقصاء الوظيفي الناتج عن التردد في اتخاذ القرار، واليوم نجد الكويت والبحرين في المقدمة وننتظر أن تلحق دول التعاون الأخرى بالركب.

Ad

وفي السياق ذاته أذكر أننا كحديثي العهد بالنشاط السياسي عام 2005، وأثناء الترويج لإقرار الحقوق السياسية كنا نشيد بالنائب أو الناشط السياسي الذي يردد أن المجلس لا يمثلني وذلك بسبب إقصائه المرأة كناخب وعضو، وتبنت الحكومة آنذاك على لسان وزرائها الجهد الأكبر للترويج لأهمية الحقوق السياسية مواجهة العقبات بنوعيها، الأولى متمثلة بوزارة الأوقاف والبحث عن فتوى تجيز التصويت والترشيح، والأخرى مواجهة نواب عارضوا التغيير لعدم ثقتهم بتغيير القانون الانتخابي عندما يأتي باقتراح أو بمرسوم الضرورة، ولعدم تقبل دوائرهم تولي المرأة أدوارا قيادية، فهدد البعض بالمقاطعة، ولكن لأسباب عديدة قد يكون أبرزها خشية البعض من العزلة بسبب المقاطعة خاض النواب الانتخابات وأسقطوا المرسوم، ثم أعادت الحكومة ومؤيدو المرأة الكرة مجدداً فنجحوا ونجحت المرأة.

• ثانياً: المرأة وأدوات الاتصال... نتساءل دوماً عن أثر غياب الاستخدام المفرط لأدوات التواصل الاجتماعي في فترة الترويج للحقوق السياسية للمرأة (ما عدا مدونة "ساحة الصفاة" التي قادت المسيرة الشبابية والترويج للمرأة والدوائر الخمس)، ويختلف الكثيرون حول أثر غياب "تويتر" الذي تفنن اليوم في دفع الحشد السريع من الحراك المدني للتضامن وللمقاطعة تجاه قضايا عديدة دون التعمق في فهمها، فهل غيابه آنذاك صب في مصلحة المرأة أم أن استخدامه عام 2005 كان سيحدث "ربيعاً نسائياً" خليجياً؟

• المرأة وسوق العمل... يخضع مجتمعنا للاعتقاد السائد بأن المرأة لا تستطيع التوفيق بين العمل ومتطلبات الأسرة، ويتجاهل العقبات التي تقف أمام الداخلات الجدد إلى سوق العمل، التي أبرزها افتقار مراكز العمل إلى استخدام مقاييس الكفاءة فيختلط الحابل بالنابل وتخرج إما باستقالة وإما بالتقاعد المبكر، والحقيقة التي يجب أن نتقبلها هي أن المرأة الكويتية جزء أساسي من سوق العمل، وعنصر مهم من عناصر العملية التنموية؛ لذا فهي تستحق الاهتمام.

• كلمة "تاريخية" أخيرة... عندما تفشت الطائفية والعرقية في أوروبا قديماً أشعلت الحرب العالمية الأولى بوقودها وغيرت ملامح وجه القارة الباردة، وانتهت بانهيار الإمبراطوريات الإثنية العرقية الثلاث (النمساوية- الهنغارية) والروسية و(العثمانية التركية). فتنفست الحرية دول جديدة كبولندا وتشيكوسلوفاكيا ويوغوسلافيا، واستقلت دول أخرى كأيرلندا من بريطانيا، ولم تكد تلتقط أنفاسها حتى اشتعلت بوقود الأيديولوجية والثورة البلشفية وامتدت بمنظور نظرية الدومينو إلى أوروبا مرة أخرى، مسدلة ستاراً حديدياً محكماً قامعاً للحريات حتى انهار في نهاية الحرب الباردة عام 1990 وانقسمت الدول، فاحتوى الاتحاد الأوروبي الدول الشرقية تحت مظلته مشترطاً إجراء إصلاح سياسي واقتصادي لعله يحتوي الإثنية والعرقية التي تشعلها قوى العولمة اليوم مرة أخرى... ومن التاريخ لنا عبرة ودروس.