النجوم... دعوات إلى السلام وإصرار على رسالة الفن
إزاء التلويح بحروب جديدة ومشاهد القتل والدمار التي تزدحم بها شاشات التلفزة يومياً، يجد النجوم أنفسهم، على غرار أي مواطن عادي، في دوامة من الأسى والمعاناة، لكن بما أن الفن لغة الفرح والسلام، لا ينفك الفنانون في كل إطلالة لهم يدعون الناس إلى عدم الاستسلام والتمسك بالأمل، ويؤكدون أن الغيوم السوداء الملبدة في سماء المنطقة العربية لا بد أن تزيحها رياح الحياة الحرة الكريمة.
تستغرب نوال الزغبي النزعة إلى القتل والدمار التي تسيطر لدى الذين يحملون السلاح في وجه إخوتهم في الإنسانية، وترفع الصوت عالياً، في إحدى مقابلاتها، مشددة على أن «الحياة حلوة بالسلام والفرح والحب والأصدقاء، والضحك أجمل من الشر والقتل والدمار، صدقوني أحلى! شو شايفين شي حلو بالقتل؟».ويستنكر كل من راغب علامة وإليسا الاعتداء على الجيش اللبناني في مدينة طرابلس عاصمة شمال لبنان، ويتمنيان أن يعم السلام لبنان وغيره من الدول العربية. يقول علامة: «ليحمي الله الجيش اللبناني ورجاله الأبطال من المؤامرات ويرحم الشهداء حماة الوطن».
أما اليسا فتعبّر عن حزنها على الشهداء وتتمنى أن يحفظ الله الجيش اللبناني وأن تعود راية السلام لترفرف فوق لبنان والعالم، وتقول: «تحدى فريق UTN1 العراقي الظروف الصعبة التي يعيشها الوطن العربي عموماً والعراق خصوصاً بإصداره أغنية {سلام شباب} موجّهة إلى الشباب العربي، لتكون بارقة أمل ورسالة محبة وسلام تعمّ الوطن العربي}. صوّر الفريق جزءاً من المشاهد في الولايات المتحدة الأميركية، لظروف عمله هناك، ثم توجه إلى العراق لمتابعة التصوير تحت إدارة المخرج المصري ياسر منعم.الأغنية، التي أطلقت على قناة الفريق الرسمية في موقع {يوتيوب}، من كلمات الفنانة العراقية نوفا عماد، ألحان الفريق، وتوزيع مازن سبليني، وستكون شارة افتتاح {سلام شباب} الذي سيعرض على القنوات العراقية، وهو برنامج ثقافي لدعم الشباب في الوطن الجريح.تمنيات وأغنياتتتمنى النجمة السورية نسرين طافش أن يعم السلام في سورية وغيرها من الدول العربية التي تمر بظروف سياسية متأرجحة، وقد دعت في حديث لها الأمهات والآباء إلى التحلي بالصبر والسلوان، وعدم صبّ الزيت على النار حتي يتوقف سيل الدماء ويستتب الأمن في سورية.بعد تجربتها الناجحة في أغنية «تونس الخضراء»، لا تمانع شيما هلالي، كما تقول، من تكرار تجربة الأغنية الوطنية التي تحمل معاني السلام والشرف والعزّة، فهي لا تفهم في السياسة ولا تحبّها، لكنها تتألم أمام مشاهد الدمار والقتل والحروب في بعض الدول العربية، وتذكر في دردشة مع «الجريدة»: «ليست السياسة ضمن اهتماماتي، لكني كمواطنة عربية أتابع النشرات الإخبارية، لأكون على بيّنة مما يحصل في كل بلد عربي كونه يؤثر علينا جميعاًً على المستوى الإنساني على الأقل. أتمنى عودة السلام والهدوء إلى منطقتنا العربية بأسرع وقت ممكن». تضيف: «بالطبع، لا تحمل أغنية «تونس الخضرا» معاني سياسية بقدر ما تعبّر عن مشاعر الفرح والحب للشعب التونسي، وما زالت تذاع في المناسبات ويطلبها الناس».أمام مشاهد القتل والدمار والموت التي تُعرض يومياً على شاشات التلفزة لا تجد أمل بوشوشة وسيلة سوى اللجوء إلى الصلاة داعية أن يحل السلام في البلاد المقهورة والموجوعة، وتقول: {ثمة أطفال يموتون وعائلات تهجّر من بلد إلى آخر وفقر وجوع وعوز. الشعب العربي بحاجة إلى أن يفرح ويعيش بكرامة وعزّة}. وعن الدرس الذي تعلمته أمام الظروف الصعبة تضيف: {علمتني الحياة أن أكون قوية، وأن الأمل موجود مهما ضاقت السبل بالإنسان». تشبث بالفرحفي إطلالاتها الإعلامية تدعو ميريام فارس الله أن يحلّ السلام في الوطن العربي ولا تخفي وجعها وقهرها من المشاهد المأساوية التي تتابعها يومياً عبر نشرات الأخبار، خصوصاً أنها عاشت ألم الحرب والتهجير، بفعل الأحداث التي مرت على لبنان في السنوات الأخيرة، حسب تعبيرها. عن تقديمها أغنية وطنية أو سياسة، توضح فارس أنها تفضل الأغنيات الاجتماعية أو تلك التي تدعو إلى السلام، وتقول في حديث لها: «لم أقدم أغاني سياسية أو حتى وطنية، ولا أعرف السبب، ربما لأنني لم أجد أغنية وطنية أشعر بكلامها وتجذبني إليها».تضيف أنها تقاسم المواطن العربي الشعور بالقهر والظلم مما يحدث على الساحة السياسية من أحداث ومآسٍ وتوترات يومية تسبب لها إحباطاً وتدمر نفسيتها، وتتمنى أن يعم السلام وطنها لبنان الذي يعيش أوضاعاً متوترة أيضاً.«من واجبنا كفنانين دعم قضايا السلام بالسبل الممكنة»، يؤكد مروان خوري مع إصراره على أن يبقى الفن رسالة أمل وفرح وسلام في وجه كل ما يحصل من قتل ودمار، معتبراً أن القتل باسم الدين أو السياسة غير مبرر، لأن ذلك لا يخدم أي رسالة أياً كان نوعها.يضيف: {أعارض العنف بشدة، ولا أؤيده تحت أي عنوان، وألتزم بالناس قبل السياسة، ولا أنظر إلى الآخرين من منطلق سياسي أو ديني، بل إنساني بحت}.في حديث إلى أحد المواقع الإلكترونية، يصرح النجم محمد هنيدي بأنه على يقين بأن السلام لا بد من أن يحل قريباً، ويتابع: «ما يحصل أمر محزن، كنا نصدّر الضحك والثقافة والإبداع واليوم يتقاذفنا الحزن والألم والمعاناة، لكنها فترة موقتة وقريباً سنعود إلى سابق عهدنا. لا أحد يمكنه أن يهزم الفن».يضيف: «يجب أن نتغلب على هذه الأوضاع بالضحك كونه وسيلة للتعبير والتأثير، وأنا أحاول أن أطرح في أعمالي، على الدوام، رؤية متفائلة للأوضاع، لأن مصرنا محروسة، وستبقى إن شاء الله».