تُختبر اليوم الفعاليات التي أطلقتها جماعة «الإخوان المسلمين»، لشل العاصمة المصرية، في ظل استنفار أمني لمواجهة أي محاولات لتعطيل سير الحياة اليومية، بينما تواصل قوات الأمن فرض سيطرتها على قرية دلجا بمحافظة المنيا، التي سيطر عليها الإرهاب عدة أسابيع.

Ad

تدخل المواجهة بين الحكم الانتقالي وجماعة "الإخوان" مرحلة جديدة اليوم، مع لجوء الأخيرة إلى سلاح "التعطيل" لشل العاصمة، وتوجيه ضربات إلى الاقتصاد المنهك، لإثارة سخط الشارع على الحكومة الانتقالية، التي جاءت عقب إطاحة الرئيس السابق محمد مرسي، في الثالث من يوليو الماضي.

وركَّزت الجماعة على دعوة أنصارها للمشاركة اليوم في فعاليات "تعطل" سير الحياة اليومية في واحدة من أكثر مدن العالم ازدحاماً، من خلال الاعتصام في محطات مترو الأنفاق، الذي ينقل نحو مليون ونصف المليون مواطن يومياً، فضلاً عن تعطيل الجسور، الواصلة بين أحياء العاصمة، عبر حملة "عطَّل سيارتك"، بترك السيارات في منتصف الطريق، على أن يوسع أنصار المعزول ساعات اعتصامهم، لتبدأ من الصباح حتى العاشرة مساءً.

 

تعامل جدي

 

وتعاملت قوات الأمن، أمس مع تهديدات "الإخوان" بكل جدية، وأعلنت حالة الاستنفار داخل محطات المترو، في حين انتشرت شرطة المرور في الشوارع لمواجهة أي مخالفات.

مصدر أمني بوزارة الداخلية قال إن حركة القطارات المتوقفة منذ أسابيع، ستعود بالتدريج، خلال الساعات القليلة المقبلة بطاقة أولية 25% من حركتها الطبيعية، حتى تصل إلى الانتظام الكامل مع الأسابيع الأولى للعام الدراسي الجديد.

في غضون ذلك، أقرت "لجنة الحقوق والحريات" المنبثقة من لجنة "الخمسين" لتعديل الدستور، المواد الخاصة بالصحافة وحرية الإعلام، وقال المتحدث الرسمي باسم "الخمسين"، محمد سلماوي، في مؤتمر صحافي أمس، إن اللجنة وافقت على إقرار حظر فرض الرقابة على الصحف، إلا في وقت الحرب فقط، ونصَّت على منع إغلاق الصحف إلا بحكم قضائي.

وبينما بدأت معالم معركة دستورية بين القوى المدنية والأزهر الشريف، حول مواد الهوية، بعد تمسك ممثلي الأزهر في لجنة "الخمسين"، بعدم تعديل مواد الهوية، التقى شيخ الأزهر أحمد الطيب، مع ممثلي حزب "النور" السلفي" أمس لتنسيق المواقف حول القضية ذاتها. 

ونفى نائب رئيس الدعوة السلفية ياسر برهامي لـ"الجريدة" أن يكون هناك اتفاق مع شيخ الأزهر، بخصوص التصعيد في لجنة الخمسين، مشيراً إلى أن اللجنة لم تلتزم بما أقرته خريطة الطريق من الاكتفاء فقط بتعديل مواد الدستور.

 

اشتباكات دلجا 

 

وبينما أعلنت وزارة الداخلية ارتفاع عدد شهداء الشرطة، منذ فض اعتصام أنصار مرسي، إلى 121 شهيداً و1082 مصاباً، قال مدير إدارة الإعلام بوزارة الداخلية العميد أيمن حلمي، إن قوات الأمن التي حررت قرية دلجا بمحافظة المنيا (جنوب القاهرة)، لاتزال تواصل عملها هناك، بتمشيط المنطقة بحثاً عن المتهمين في قضايا إثارة الشغب والفوضى، وترويع الآمنين.

وأصيب مجند بقوات الأمن المركزي من القوات الأمنية المكلفة بتأمين دلجا، أثناء ضبط أحد المطلوبين، بعد اشتباكات مسلحة، في حين نجحت أجهزة الأمن في إعادة اثنين من الأقباط المختطفين.

وبعد أسابيع من حرق أنصار المعزول بيوت مسيحيين وكنائس، قال مصدر مطلع لـ"الجريدة" أمس إن الاتصال الهاتفي الذي جرى بين وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل، مع نظيره المصري الفريق أول عبدالفتاح السيسي، مساء أمس الأول، تم خلاله بحث وضع الأقباط في مصر.

وأشار المصدر إلى أن الأميركان، منذ تولي مرسي رئاسة البلاد في يونيو 2012، لم يتطرقوا إلى وضع الأقباط، مؤكداً أن حديث واشنطون عنهم، ما هو إلا وسيلة ضغط على الحكومة الحالية.

وبينما تطرقت مكالمة هيغل والسيسي إلى الأوضاع الأمنية في سيناء، والجهود التي يقوم بها الجيش هناك، واصلت قوات الجيش الثاني الميداني عملياتها العسكرية أمس في سيناء، خاصة منطقة رفح والشيخ زويد.

في الأثناء، فتحت السلطات المصرية أمس معبر رفح الحدودي، مع قطاع غزة من الجانبين، مدة يومين، بشكل جزئي؛ حيث يعمل المعبر مدة أربع ساعات لليوم فقط، بعد إغلاقه مدة أسبوع.