ذكر نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد أن الكويت تتابع بقلق تطور الأحداث السياسية التي تشهدها جمهورية مصر العربية الشقيقة، مبينا ان السفارة الكويتية في القاهرة على اتصال مباشر بالمواطنين الكويتيين الموجودين في مصر.

Ad

وقال الخالد في مؤتمر صحافي امس مع نظيره السنغالي بمناسبة اللجنة العليا المشتركة الكويتية – السنغالية إن تقييم تطور الأحداث السياسية التي تحدث في مصر يتم من خلال سفير الكويت في القاهرة د. رشيد الحمد واللجنة المكلفة لمتابعة الأوضاع في مصر الشقيقة من قبل وزارة الخارجية.

وأضاف الخالد: نؤكد ثقتنا بأن الأشقاء في مصر قادرون على تجاوز هذه الأحداث التي تمر بها بلدهم، منطلقين من مخزون حضاري يمتد الى سبعة آلاف سنة، وخصوصا أن مصر تجاوزت الكثير من الأزمات وخرجت أقوى ما كانت عليه، أملاً أن يسود الاستقرار والأمن والطمأنينة في مصر لتعود الى دورها الحيوي والبناء في محيطها العربي والاسلامي والإقليمي والدولي.

مجلس التعاون

وعن اتخاذ اجراء كويتي بشأن إدراج حزب الله على القائمة السوداء لدول مجلس التعاون الخليجي، قال الخالد ان تلك الاجراءات الخليجية عبر عنها بوضوح الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي د. عبداللطيف الزياني من خلال الاجتماع التشاوري الذي عقد مؤخرا في المنامة، مؤكدا في الوقت نفسه أن دولة الكويت ملتزمة بهذه الإجراءات الجماعية وما تم الاتفاق عليه بين دول المجلس.

وعن قرار مجلس التعاون الخليجي في اجتماع الدوحة مؤخرا بشأن إيقاف برنامج العمل المشترك مع الدول الأوروبية بسبب فرض رسوم على البضائع الخليجية، أوضح الخالد أن موضوع التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي استقطب اهتماما وبحثا مطولا امتد سنوات طويلة، مضيفا أن هناك تكليفا لوزراء المالية الخليجيين لوضع تصور للمرحلة وتقييمها، وأن هذا التقرير سيقدم في شهر أكتوبر القادم الذي نأمل من خلاله أن تكون الأمور والمسار واضحين.

ولفت الخالد الى أن برنامج العمل المشترك مرتبط ومقترن باتفاق التجارة الحرة، مبينا ان هذا البرنامج كان في حالة تقييم خلال المدة الممتدة ما بين 2010 – 2013، مبينا ان التقييم كان إيجابيا بشأن ما تم بهذا الأمر، آملا استكمال التعاون في برنامج العمل المشترك بالإضافة الى الوصول الى اتفاق نهائي بما يتعلق بالتجارة الحرة.

الأزمة السورية

وعن الازمة السورية ودعوة مجلس التعاون الخليجي الى انعقاد جلسة طارئة لمجلس الأمن حول فرض منطقة طيران فوق سورية بعد القصف الذي شهدته المدن السورية، قال الخالد ان الوضع السوري يستقطب اهتمام دول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي، وكان موضوع سورية شغل حيزا كبيرا من المباحثات في اجتماع المنامة الأخير، مبينا انه تم التركيز على أن يكون هناك مساران هما السياسي المتمثل بانتقال سلمي للسلطة والمسار الثاني هو المساعدات الانسانية في الداخل والخارج.

وتابع ان الاتحاد الأوروبي يوجد فيه عضوان دائمان في مجلس الأمن هما بريطانيا وفرنسا، ولهذا كان تركيزنا على العمل السياسي أن يتولى مجلس الأمن القيام بمسؤولياته في حفظ الأمن والسلام في العالم، كما أن مجلس التعاون أصدر بيانا أمس الأول يناشد فيه مجلس الأمن القيام بتحمل مسؤلياته، مجددا تأكيده أن تدهور الأوضاع في سورية أصبح يقلق الجميع.

وأضاف الخالد: كان هناك تأكيد على أن مؤتمر جنيف 2 يجب الانتهاء من التفاصيل الواردة بشأنه ومن ثم الانتقال لتحديد موعد وعقد هذا الاجتماع، وخصوصا أن نزيف الدم في سورية بازدياد في ظل تعرض حمص للقصف المركز ما يتطلب تدخلا ووقفا فوريا لأعمال العنف، مؤكدا في الوقت نفسه أنهم سيسعون الى دعم جنيف 2 لوقف نزيف الدم بالإضافة الى دعم المسار الثاني المتمثل بمساعدة الشعب السوري باحتياجاته الملحمة على اعتبارها مسؤولية تتطلب القيام بها بأسرع وقت.

زيارة الأمير

من جانبه، كشف وزير الخارجية السنغالي منكير أنجاي أن سمو الامير الشيخ صباح الاحمد قبل دعوة زيارة بلاده خلال زيارته للبلاد لنقل رسالة صداقة واخوة من الرئيس السنغالي الى سموه، مشيرا الى ان الزيارة سيتم تحديدها والاعلان عنها لاحقاً عبر القنوات الدبلوماسية.

وقال أنجاي خلال المؤتمر الصحافي ان عقد الاجتماع الأول للجنة العليا المشتركة الكويتية – السنغالية يمثل خطوة مهمة لطبيعة العلاقات التي تجمع بين البلدين، مشيرا الى ان الزيارة شملت جميع القضايا الثنائية والاقليمية والدولية التي تهم البلدين.

وبين ان هناك تطابقا كبيرا حول الرؤى والمواقف المشتركة بين البلدين في المسائل والقضايا الكبرى مثل حق تقرير المصير بالنسبة للفلسطينيين وإقامة دولة مستقلة لهم، مضيفا ان السنغال تتطلع الى أن يتم استكمال مناقشة وتباحث كل القضايا المهمة بين البلدين خلال الاجتماع الثاني للجنة المزمع اقامتها العام المقبل في العاصمة دكار، مبينا ان الزيارة تطرقت الى التباحث مع الجانب الكويتي من أجل تبادل الدعم في ترشيح السنغال لعضوية المقعد غير الدائمة العضوية في مجلس الأمة في عام 2014 الى جانب دعم السنغال للكويت في ترشحها لنفس المقعد في عام 2017.