يصادف اليوم موعد انتخابات مجلس الأمة 2013، وهو مجلس أتى بعد أحداث سياسية ساخنة حسمها القضاء بالحكم الذي حصّن به "الصوت الواحد" الذي أيضاً تضمن حل مجلس الأمة السابق وإبطاله ليلحق بالمجلس الذي سبقه.

Ad

ولن أتطرق إلى تلك الأحداث، فقد قتلت بحثاً ومناقشة، لكني سأتحدث عن اليوم وانتخاباته التي هي اختبار لمحبتنا لهذه الأرض الطيبة.

سأحدثك بصراحة وأهمس في أذنك وأنت في طريقك للإدلاء بصوتك؛ انتبه جيداً لما أقول: صوَّت للكويت، إن الكويت هي الباقية ونحن الزائلون، فحتى لو كان في بالك مرشح معين قد نويت التصويت له توقف قليلاً وتريث وقارن بينه وبين المرشحين الآخرين، وليكن مقياس تصويتك هو مصلحة الكويت في هذه اللحظة.

وارمِ وراء ظهرك كل الحسابات الانتخابية والعلاقات العائلية والشخصية حتى القبلية والطائفية، وصوّت للذي يحمل همّ الكويت وأهلها، الذي يجمع ولا يفرق، يبني ولا يهدم، يعمِّر ولا يدمر، المرشح الذي يخشى الله، المرشح الذي ينطبق عليه قوله تعالى: "إن خير من استأجرت القوي الأمين" (سورة القصص- الآية 26).

لو كل ناخب وضع مصلحة الكويت نصب عينيه وتخلص من الحسابات الانتخابية الضيقة وصوَّت للأفضل حتى لو كان غير محسوب عليه شخصياً يكفي أن يكون محسوباً على الكويت، وقتها نستطيع القول إن الوعي والإدراك أصبحا سمة للناخب الكويتي وهذا ما نأمله.

لا تصوّت للمرشح فلان لأنه قريب لك أو صديقك أو من قبيلتك أو طائفتك، صوِّت للأصلح والأفضل، فالقاعدة التي تقول "رفيقنا هو الطيب أياً كان" هي التي يجب أن تسود.

حينما تمسك بالقلم وورقة التصويت بيدك تذكر قوله تعالى "ستكتب شهادتهم ويسألون". (سورة الزخرف- الآية 19) واضغط على زناد القلم بالتأشير على المرشح الأصلح الذي سيكون بإذن الله اختياراً موفقاً.

لا تغرّنك شهادات البعض ومؤهلاتهم الأكاديمية، ولا تستهن بمن لا يملك تلك الشهادات، فكثير من أصحاب المؤهلات لا تساوي قدراتهم حتى الحبر الذي كتبت به شهاداتهم، وكم من شخص لا يحمل مؤهلاً أكاديمياً وتجده قائداً موهوباً وقوياً وأميناً... فقط ركز على شخصية المرشح وطرحه، ولا شك إن اجتمعت الشخصية الممتازة مع مؤهلات أكاديمية فسوف تكون بإذن الله أمام الخيار الأفضل.

صدقني لو أننا رمينا كل حساباتنا الانتخابية وراء ظهورنا وصوّتنا للأصلح لأصبحنا خير معين في تقدم بلدنا وتنميته... صوتك أمانة سيحاسبك الله عليها.