الأزمة السورية تهيمن على قمة مجموعة الثماني

نشر في 17-06-2013 | 12:04
آخر تحديث 17-06-2013 | 12:04
No Image Caption
تهيمن سوريا على اليوم الاول من قمة مجموعة الثماني الاثنين في ايرلندا الشمالية مع انعقاد لقاء سيكون بالغ الدقة بين الرئيسين الاميركي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين حليف دمشق الذي لا يبدي اي استعداد لتقديم تنازلات في هذا الملف.

وسجل في الايام الاخيرة تشديد كبير في اللهجة من قبل واشنطن وموسكو الساعيتين لتنظيم مؤتمر دولي للسلام في سوريا في يوليو لا تزال امكانية انعقاده تواجه الكثير من الصعوبات.

وفيما تدرس الدول الغربية الداعمة للمعارضة السورية مسالة امدادها بالسلاح "لاعادة التوازن" الى القوى المتواجهة في هذا البلد تمهيدا لاحتمال اجراء مفاوضات بينها، صعد بوتين اللهجة محذرا من ان موسكو "لا يمكن ان تتصور" مثل هذه الفرضية.

وقال بوتين الاحد في ختام لقاء في لندن مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون "اعتقد ان الجميع سيوافق على ان الامر لا يستحق دعم اشخاص لا يكتفون بقتل اعدائهم بل يلتهمون اعضاءهم علنا وامام الكاميرات"، في اشارة الى شريط فيديو بث في مايو يظهر مقاتلا معارضا ينتزع اعضاء من جثة احد الجنود السوريين.

وقال بوتين الذي تقوم بلاده بتسليح نظام الرئيس السوري بشار الاسد وتحتفظ بامكانية امداده بصواريخ ارض-جو من طراز اس 300، "نحن لا ننتهك اي قاعدة او معيار وندعو جميع شركائنا الى تبني السلوك نفسه".

من جهته اتهم البيت الابيض الخميس دمشق بتخطي "خط احمر" واستخدام اسلحة كيميائية معلنا عزمه على زيادة الدعم للمعارضة السورية، بدون ان يحدد بشكل واضح ان كان يعتزم امدادها بالاسلحة.

ويؤكد كلام اوباما الذي لم يدل باي تصريحات علنية حول سوريا منذ اسابيع على موقف الرئيس الاميركي الذي يبدي حتى الان تحفظا شديدا على التدخل في النزاع السوري.

كذلك سيجري بوتين محادثات ثنائية مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قبيل افتتاح القمة في لاف إيرن، المجمع الفخم على ضفة بحيرة. ومن المتوقع ان يعرض هولاند على نظيره الروسي خلال لقائهما الادلة التي بحوزة باريس حول استخدام النظام السوري غاز السارين، وهي اتهامات لم تؤثر اطلاقا على موقف موسكو.

وتدفع باريس ولندن في اتجاه تسليح المعارضة السورية وبحث ممثلون غربيون هذا الموضوع في نهاية الاسبوع الماضي في تركيا مع رئيس هيئة اركان الجيش السوري الحر اللواء سليم ادريس.

كما تجري المحادثات حول سوريا في وقت وصل رجل الدين المعتدل حسن روحاني الى سدة الرئاسة في ايران، ما اثار لدى الاسرة الدولية املا بان يبدي المزيد من المرونة في ملفي سوريا والبرنامج النووي.

وقال كاميرون الذي يستضيف القمة الاحد "سنستغل فرصة وجود جميع قادة مجموعة الثماني مجتمعين لمحاولة البناء على ارضية مشتركة"، في وقت ارتفعت حصيلة النزاع المستمر منذ اكثر من سنتين في سوريا الى ما لا يقل عن 93 الف قتيل.

وقبل افتتاح القمة رسميا، يلتقي الاوروبيون والاميركيون للتوقيع على اطلاق مفاوضات حول اتفاق تبادل حر عبر الاطلسي.

وتعقد هذه المفاوضات بعدما توصل الاوروبيون في اللحظة الاخيرة الجمعة الى تسوية اثر موافقتهم على الاستثناء الثقافي الذي تدافع عنه فرنسا.

ويناقش القادة بعد ذلك الوضع الاقتصادي العام في ظل انتعاش اقتصادي متفاوت. ومن غير المتوقع اطلاق اي مبادرة جديدة ولو ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند طلب من مجموعة الثماني ان توجه "الى العالم رسالة قوية حول النمو والوظائف".

وتمت تعبئة حوالى ثمانية الاف شرطي لضمان امن القمة التي تجري في موقع محصن سابق للجيش الجمهوري الايرلندي في وقت تتوقع الشرطة تظاهرات يشارك فيها الفي شخص من مناهضي مجموعة الثماني في إينيسكيلن، اقرب مدينة الى مجمع لاف إيرن.

وبحسب صحيفة غارديان، فان السلطات البريطانية محرجة بعض الشيء اثر المعلومات التي كشفها العميل الاميركي السابق ادوارد سنودن حول قيام الحكومة البريطانية بالتجسس على الوفود المشاركة في اجتماعات مجموعة العشرين التي استضافتها لندن في ابريل وسبتمبر 2009.

وبحسب الصحيفة، فان السلطات البريطانية اعترضت اتصالات بعض المشاركين عبر البريد الالكتروني والهاتف، واستهدفت بصورة خاصة شخصيات معينة مثل وزير المالية التركي. كما ان اجهزة الاستخبارات البريطانية تلقت تقريرا من وكالة الامن القومي الاميركية حول محاولاتها للتنصت على الرئيس الروسي في حينه ديمتري مدفيديف وهو يجري اتصالا هاتفيا عبر الاقمار الصناعية بموسكو.

back to top