تتبع الباحث صالح المسباح الإصدارات الدينية في الكويت التي تُعنى بأداء مناسك الحج منذ أكثر من مئة عام.

Ad

استعرض الأمين العام لرابطة الأدباء الكويتيين السابق الباحث صالح المسباح الإصدارت الدينية لرحلة الحج لأبرز علماء الكويت، محدداً المؤلفات الأكثر طباعة وتوزيعا من خلال سرد تاريخي يوثق للرحلات براً وجواً.

وقال المسباح ضمن أمسية «أدبيات ومؤلفات علماء الكويت في فريضة الحج»، التي نظمتها رابطة الأدباء الكويتيين في مقرها بمنطقة العديلية، إن حملات الحج الكويتية انطلقت منذ أيام قوافل الإبل التي كانت تستخدم لأداء هذه الفريضة ويقدر عددها بنحو 30 حملة، مشيراً إلى أن عام 1946 شهد نقلة نوعية في طرق نقل الحجاج إلى بيت الله الحرام، وتم تشكيل حملات جديدة يستقل فيها الحاج وسائل النقل الحديثة براً وجوا، وفي آخر إحصائية لحملات الحج الكويتية بلغ عددها 300 حملة.

وبشأن مؤلفات الحج، يسرد المسباح مجموعة مؤلفات قدمها ثلة من العلماء القدماء، مركزاً على تاريخ الإصدار ومحتواه، واستهل هذا الاستعراض بإصدارات عثمان بن سند الوائلي الذي يعود نسبه إلى قبيلة «عنزة»، مبيناً أن كتابه «أوضح المسالك على مذهب الإمام مالك» تضمن شرحاً مفصلاً عن فريضة الحج.

ثم انتقل المسباح إلى الحديث عن مؤلفات عبدالجليل الطبطبائي المولود في البصرة، ودرس على يد بعض العلماء الأجلاء قراءة القرآن والكتابة وعلوم الدين واللغة، واستقر في الكويت في عام 1842، ويشير المسباح أن رحلة الحج للشيخ الطبطبائي موثقة على لسان ابنه عبدالوهاب الطبطبائي.

المسائل الفقهية

واستعرض المحاضر مؤلفات الشيخ عبدالله خلف الدحيان المنوعة ضمن هذا الاتجاه، وقال:» قدم الراحل مجموعة إصدارات تتمحور حول فريضة الحج، منها رسالة في مناسك الحج، وديوان الخطب المنبرية، والمسائل الفقهية، وزاد المناسك بأحكام المناسك، العقود الياقوتية.

وتابع المسباح:» قدّم الشيخ يوسف بن عيسى القناعي مجموعة مؤلفات منها «المذكرة الفقهية في الأحكام الشرعية»، وهي رسالة مختصرة جمع فيها أمهات مسائل الفقه الإسلامي، أما الشيخ عبدالعزيز الرشيد فقد كان له تجربة مختلفة إذ ذهب بحراً من منطقة السويس إلى جدة لأداء مناسك الحج، أما الشيخ محمد الخلف فقد ألّف إصدارات منوعة عن مناسك الحج ومنها» إرشاد المسلم» وجواب السائل ودليل العاقل.

في حديث عن تجربة الشيخ عبدالمنعم السالم، أوضح المسباح أن الشيخ الراحل لم ينصفه التاريخ مستشهداً ما ذكره الباحث طلال الرميضي حول هذا الأديب الكبير إذ لم يتم تدوين مشواره الأدبي ولم توثق تجربته الثرية برغم إسهاماته الجليلة، ومن مؤلفاته «تعال معي إلى الحرمين الشريفين».

وبشأن رحلة الحج للشيخ عبدالله النوري التي كانت في عام 1932، يشرح المسباح أن الرحلة كانت عن طريق البر وبرفقة زميله فهد الفيلج، وقم تم تدوين هذه الرحلة في كتاب «شهر في الحجاز» مسلطاً الضوء على جانب من تفاصيل الرحلة البرية على ظهور الإبل، مركزاً على أداء المناسك.، وتابع المسباح:» للشيخ النوري مجموعة مؤلفات قيمة جداً منها المنبر ويتضمن خطب جُمعية، والرشد يحتوى على مجموعة دروس في الوعظ ألقاها في المساجد.

وعقب ذلك، استعرض بعض الإصدارات الأخرى ومنها «الخطب الجمعية في المواعظ الأسبوعية» و«الحجج الواضحة» وإرشاد الحاج وكفاية المحتاج للشيخ أحمد بن أحمد الفارسي، ومجموعة خطب للشيخ عبدالعزيز حمادة، ومن مائدة النبوة أقدمها لخير أمة للشيخ عبدالله السند.

وتضمنت الندوة اضاءات على إصدارات الحج وبداية التوثيق ضمن هذا الجانب، واعتبر المسباح  أن كتيب الشيخ محمد العجمي الأكثر طباعة في الكويت.

اقتراح

ثم فتح باب النقاش، وتنوعت المداخلات والأسئلة التي أشادت بمحتوى المحاضرة، ومن جانبه، اقترح الدكتور خليفة الوقيان استكمال الجهد المتميز للباحث صالح المسباح في البحث ضمن موضوع رحلات الحج البحرية التي كانت تنطلق من الكويت إلى الديار المقدسة، لاسيما أنها تبدأ من الكويت مرورا بالهند ثم الاتجاه إلى جدة عبر رحلة طويلة، مشيراً إلى أن عبدالمحسن بن حر قد دوّن إحدى الرحلات.

ولم يعجب الوقيان حديث مدير الجلسة المراقب في إذاعة القرآن الكريم أحمد الفيلكاوي بشأن العلماء الأجانب، إذ قال الوقيان إن العالم غاليليو قدّم للبشرية الشيء الكثير وأفاد العالم بعلمه ولا ضرورة إلى تحقير العلماء الأجانب لإعلاء آخرين، رافضا صفة فكر منحرف الذي أطلقها الفيلكاوي على بعض العلماء الأجانب، وأضاف:» استغرب من يُحقّر فترة الجاهلية ظناً منه أنه يعز الإسلام بذلك، هذه الأمور يجب أن نتعامل بها بكثير من الواقعية والشفافية».

أما الأمين العام لرابطة الأدباء الكويتيين طلال الرميضي، فأثنى على مؤلفات المسباح ممتدحاً استعراض المسباح لحملات الحج وتتبعه الدقيق لنشأتها وعددها.