لو أصبحنا لاجئين
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
لكن المفارقة المحزنة، اليوم، أن اللبنانيين أضحى حالهم من حال تعساء بورما والصومال وغيرهما من بقع الفقر، لنجد أكثر من عائلة لبنانية تنحشر في قارب صغير لتهرب من أجمل بلدان العرب بصورة غير مشروعة، وصف الهجرة "غير" المشروعة هو ما يصدم الكبرياء اللبنانية الآن، فلا أحد يذكر أن لبنانيين هاجروا بتلك الصورة المهينة، حتى في أحلك ظروف الحرب الأهلية من ٧٥ إلى ٩٠ من القرن الماضي، وهذا لا يعني إلا أن الوضع اللبناني اقتصادياً وأمنياً أصبح أسوأ من أيام الحرب الأهلية. مأساة غرق بعض عوائل عكار لا يمكن فصلها عن مآسٍ أكبر وأشد للسوريين كلاجئين في دول الجوار أو حتى في وطنهم، ولا يمكن أيضاً عزلها عن المشهد الأكبر للعراق في حفلات التفجيرات شبه اليومية وما يرافقها من هجرات عراقية غير شرعية إلى الخارج، يهربون مما يفترض أن يكون أغنى بلد في العالم العربي باحثين عن الرزق والأمان. كلمة "لاجئين" عرب، لم تعد قاصرة على الفلسطينيين، فقد امتدت معانيها إلى وصف معظم إخوانهم في "بلاد العرب أوطاني"، ويكاد وضعنا في الخليج أن يستثنى من ذلك، فالخيمة النفطية تحوى أهله وتحميهم، لكن ماذا سنفعل لو اقتلعت ريح الزمن تلك الخيمة؟ ماذا سنصنع، فنحن لا نملك التراث اللبناني المكافح، ولا جلد وصبر جيرانه؟! ما العمل، أليس من حقنا أن نقلق من المستقبل وعندنا إدارة سياسية في الكويت، على سبيل المثال، لا تعرف من الزمن غير لحظة الحاضر وكأن الغد لن يحضر؟!