قال وزير التجارة والصناعة أنس الصالح ان المشاريع الصغيرة والمتوسطة تحتل مركزاً محورياً في منظومة الاقتصاد الوطني بشكل عام، لما لها من أثر واضح في التنمية الاقتصادية والمساعدة على تنويع مصادر الدخل، حيث تساهم عوائد تلك المشاريع في كثير من الدول بنسب كبيرة قد تتجاوز 50 في المئة من الناتج القومي، وهو ما يخفف مخاطر الاعتماد على مصدر واحد للدخل.

Ad

وبين الصالح خلال حفل ختام مشروع «تأهيل وتدريب المبادرين المخترعين للمشاريع الصغيرة والمتوسطة» أن السلطتين التشريعية والتنفيذية في الكويت أبدتا اهتماماً بالغا بهذه المشاريع، حيث تم مؤخراً إقرار مشروع صندوق المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والمتوقع أن يكون له أثر كبير في تفعيل دور المشروعات الصغيرة والمتوسطة على المستوى الوطني، إذ يعتبر نقلة نوعية وكبيرة في هذا المجال الحيوي.

وأعرب عن سعادته للمشاركة في هذا الحفل المتميز الذي يتم فيه اختتام فعاليات المشروع الوطني الطموح «لتأهيل وتدريب المبادرين المخترعين للمشاريع الصغيرة والمتوسطة» والذي يأتي تتويجاً لجهد كبير بذل على مدى ثلاثة اشهر تم خلالها تقديم حزمة كبيرة من المهارات والمعارف النظرية والعملية للمشاركين في هذا البرنامج، ضمن جهد مشترك مثمر بين كل من مركز عبدالعزيز حمد الصقر للتدريب ومركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع.  

وقال الصالح ان المشروع الذي نحتفل اليوم بختام فعالياته وبتخريج الاخوة والأخوات المنتسبين فيه يمثل خطوة هامة من خطوات تفعيل منظومة المشروعات الصغيرة والمتوسطة من حيث مساهمته الجادة في بناء قدرات المبادرين وأصحاب الأعمال وصقل مهاراتهم التي تمكنهم بالفعل من تنفيذ مشاريعهم بالشكل الأمثل. ولعل اختيار الاخوة المنظمين لفئة المخترعين الكويتيين كدفعة أولى من منتسبي هذا المشروع يمثل مرحلة متقدمة لتمكين المبادرين الكويتيين من ترجمة اختراعاتهم لمشاريع صغيرة ومتوسطة.

أهم برامج التدريب

ومن جانبه، قال رئيس مجلس أمناء مركز عبدالعزيز حمد الصقر للتدريب خالد عبدالله الصقر ان برنامج «تأهيل وتدريب المبادرين المخترعين على إنشاء وإدارة المشاريع الصغيرة والمتوسطة» يتناول موضوع المشاريع الصغيرة والمتوسطة بأسلوب متميز وفريد، ضمن إطار أهداف ومساعي مركز عبدالعزيز حمد الصقر للتدريب في تعزيز دور المشروعات الصغيرة والمتوسطة من خلال تدريب وتأهيل المبادرين تدريباً علمياً وعملياً ضمن منهج مدروس، استغرق تنفيذه بمراحله الأربعة قرابة ثلاثة اشهر، وشارك فيه عدد من الأساتذة المحاضرين، كما شاركنا فيها مؤسسة  EUROPEAN BUISNESS COMPETENCY LICENSE»  «EBCL التي تعمل في الاتحاد الأوروبي، وتعتبر إحدى الجهات العالمية المرموقة في وضع وتنفيذ برامج التدريب العلمي.

وأضاف الصقر أن هذا البرنامج يعد من أهم برامج التدريب وأكثرها طموحاً على المستوى الوطني، حيث تم تطبيق منهجها التدريبي والعلمي في المرحلة الثانية من هذا المشروع، وهي المرحلة التي انتهت بامتحان تحريري وعرض مشاريع، نال الأخوة المشاركون على أثره شهادة عالمية كان لها الصدى الطيب بين أوسطاهم. ولعل هذه هي إحدى نقاط التميز لهذا البرنامج.

المجموعة الأولى

وأفاد ان اختيار المجموعة الأولى من المشاركين في هذا البرنامج من فئة المخترعين الكوتيين ذوي الاختراعات المسجلة عالمياً، إنما يعبر بأسلوب واضح ومباشر عن مدى ما نعلقه من أهمية على تعزيز الجانب الابداعي، والمحتوى التقني والعلمي، للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، التي تعتبر القاعدة الانتاجية الأوسع والمخزون التقني الأهم في الاقتصادات المتقدمة والنامية على السواء، كما تعتبر – بالنسبة لدولة الكويت خصوصاً - من أهم وسائل تنويع مصادر الدخل، وإعادة التوازن لتركيبة العمالة والسكان. ومن المؤكد ان هذه المشاريع بحاجة إلى استحداث سياسات ووسائل منهجية لتمكنها من استقطاب المشاريع الاقتصادية ذات القيمة المضافة العالية، وذات المحتوى التكنولوجي الحديث وخصوصاً في مجال الصناعة وصناعة المعرفة.

وأكد أن إقرار قانون الصندوق الوطني لرعاية وتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة مؤخراً، سيكون له بالغ الأثر في تفعيل دور هذه المشروعات في الاقتصاد الوطني وتمكينه من النوع والتطور، مع ما يرافق ذلك من عمل على بناء القدرات لدى المبادرين وصقل مواهبهم وتأهيلهم لتنفيذ وإدارة مشاريعهم بنجاح.

وشدد الصقر على أن أصحاب الأعمال لا يولدون كذلك بل يصنعون، «وصناعة أصحاب الأعمال» تبدأ منذ الصغر، بل ربما تبدأ من البيت والمدرسة، من خلال توجيه الفكر إلى شرف وأهمية ومردود العمل الحر، ثم تستكمل هذه «الصناعة» مراحلها من خلال مراكز تدريب مثل مراكزنا في غرفة تجارة وصناعة الكويت، وفي مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، التي نتقدم منها، ومن مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع، بصادق الشكر وأجزله لمشاركتهم القيّمة في هذا الإنجاز الوطني التنموي.

وأعرب عن تهنئته للشباب المشاركين في هذا المشروع، الذين ابدوا خلال الشهور الثلاثة الماضية التزاماً كاملاً وبذلوا جهداً طيباً، ولولا التزامهم وجهدهم لما كان للمشروع أن يحظى بهذا النجاح، مشيداً بالدور الفعال الذي اطلع به الدكتور جاسم محمد بشارة «مدير مركز عبدالعزيز حمد الصقر للتدريب» في كل نشاط ومقدرة لإنجاح هذه المهمة والتخطيط للمستقبل لهذا المشروع.   

ومن جهته، أشاد مدير هندسي بالمكتب الفني لوكيل وزارة الإعلام وأحد المشاركين في البرنامج المهندس أحمد الجعفر الكعبي بالمبادرة الاميرية لرعاية ودعم المخترعين والمبادرين الكويتيين التي أعطت الضوء الأخضر لجميع المؤسسات والهيئات بالدولة لدعم المخترعين والمبادرين لتصنيع اختراعاتهم محلياً ودعم انتاجهم الحقيقي والدعم المادي لشراء وجلب المعدات المطلوبة وبناء الورش الانتاجية.