استغلال النفوذ... من جمال مبارك إلى عمر مرسي
تعيين نجل الرئيس يثير حفيظة عشرات العاطلين من حملة الدكتوراه
انتقد سياسيون ونشطاء، على نطاق واسع، في الأيام الماضية، تعيين عمر محمد مرسي، نجل الرئيس المصري الذي تخرج العام الماضي في كلية التجارة، بالشركة "القابضة للمطارات والملاحة الجوية" التابعة لوزارة الطيران المدني، متسائلين حول مدى تحقق العدالة الاجتماعية التي وعد بها الرئيس، الذي ينتمي إلى جماعة "الإخوان المسلمين"، في ظل ارتفاع معدلات البطالة في مصر إلى 13 في المئة، بحسب تصريحات رئيس الحكومة هشام قنديل الخميس الماضي. القيادي في حزب "التجمع" اليساري حسين عبدالرازق وصف تعيين عمر محمد مرسي في وزارة الطيران المدني بأنه "قضية فساد"، وقال لـ"الجريدة" إن تعيين نجل الرئيس دون غيره من المتقدمين للوظيفة ودون الإعلان عنها في الصحف الرسمية، يؤكد أن نظام مرسي ينتهج سياسات النظام السابق نفسها.من جانبه، اعتبر الناشط الحقوقي أمير سالم أن جماعة "الإخوان" باتت تدير الأمور بعقلية "المافيا"، للسيطرة على مفاصل الدولة، عبر السيطرة على الوظائف العامة، وبطريقة أسوأ من تلك التي كان ينتهجها نظام مبارك، بينما يبحث عشرات من حملة الماجستير والدكتوراه في مصر عن فرصة عمل.كان العشرات من حملة درجتي الماجستير والدكتوراه قد اعتصموا قبل نحو شهر أمام منزل رئيس الحكومة هشام قنديل للمطالبة بتعيينهم في أي وظائف حكومية، ولم تستجب الحكومة لمطالبهم وقامت قوات الأمن المركزي بفض اعتصامهم بالقوة.في المقابل، برر وزير الطيران المدني وائل المعداوي، تعيين نجل مرسي بأنه تجاوز الاختبارات الخاصة بالوظيفة، ومنها التفوق في اختباري اللغة الإنكليزية والحاسب الآلي، مشيراً إلى أن نجل الرئيس تقدم بطلب مثل عدد كبير من المتقدمين لشغل وظيفة، نافياً حصوله على راتب 38 ألف جنيه، كما رددت شائعات، مؤكداً أنه سيحصل على راتب 900 جنيه فقط، وهو ما ردّ عليه عاملون بالوزارة مؤكدين عدم صحة كلام الوزير، خاصة أن الادارة التي تم إلحاق نجل الرئيس بها تدير مشروعا مشتركا مع البنك الدولي ويتقاضى العاملون بها أجورا من البنك يتم تقديرها بالدولار الأميركي.