امنعوهم قبل أن يحرقوه!

نشر في 04-06-2013
آخر تحديث 04-06-2013 | 00:01
 د. علي عبدالله جمال عندما يتحول الدين إلى سلعة، وينقلب التديّن إلى وظيفة، ويقوم "أدعياء التديّن" بتقمّص دور الباعة المتجولين و"تجار الشنطة" فينتشرون في كل مكان انتشار النار في الهشيم، حاملين معهم بضاعتهم الفاسدة ليروّجوها بين البشر وبأرخص الأسعار. عندها يبدأ مشروعهم الحقيقي المتمثل بغسل الأدمغة وإيهام خلق الله بأنهم الأوصياء على حركاتهم وسكناتهم وعدد أنفاسهم، وأنهم يمتلكون صكوك الغفران ومفاتيح أبواب الجنان.

إن هؤلاء المتمصلحين يجتهدون لكي يبقى الدين ثوباً يخاط وفق مقاس أهوائهم وأفكارهم البالية، يسترون به سوءاتهم، وينشرون باسم الإسلام أفكارهم المريضة بين الناس، آملين من وراء ذلك أن يكونوا هم الرموز والقادة المسيطرون على تلك المجاميع البشرية الخائفة من عذاب النار!

لقد قسّموا الناس إلى مشركين وموحّدين، فكانت تهمة الشرك بالله لديهم وما زالت أهون من شربة ماء، وعيّروا الخلق بأصولهم العرقية مستحدثين مصطلح "أحفاد المجوس"، متناسين أنه لا يوجد في المقابل أبسط من تهمة "أحفاد عبدة الأوثان"، ضاربين عرض الحائط بحديث رسولنا الكريم: "... لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسْود ولا أَسْود على أحْمر إلا بالتقوى"! ولا عجب في ذلك، لأنهم وكما وصفهم الإمام الحسين "عبيد الدنيا، والدين لعِقٌ على ألسنتهم".

فلا يمكن اختزال المشكلة الحاصلة اليوم في مجموعة "أراجوزات" ترتدي لباس الدين وتستغله لمصلحتها، فهذه المخلوقات الطفيلية المضحكة التي تقتات على الفتنة والجيف توجد في كل مكان وزمان، كما أنه لا يجوز إلقاء اللوم فقط على مجاميع بشرية اعتادت التصفيق وأخرى تتعامل ببساطة وسطحية مع الأحداث.

 إلا أنه يمكن تلخيص الأزمة التي يعيشها البلد في أمرين رئيسين:

الأول يتمثل بحكومة تمتلك القوانين والأدوات، وترى أولئك الذين حولوا منابر خطبة الجمعة إلى أعواد وراجمات لحرق البلد دون أن تحرك ساكنا لغاية في نفسها، وتوازنات أرهقت الجميع!

أما الأمر الآخر فيتمثل برموز وواجهات سياسية التزمت سياسة "السمع والطاعة"، وأوهمت الناس بضرورات مرحلية كاذبة، وباعت مبادئها في سوق النخاسة الحكومي، مبررة ذلك في وحدة وطنية فضفاضة، وحب من طرف واحد، ومصلحة أفراد، ولا عزاء للوطن!

خربشة:

مهم جداً أن تتعرف على صديقك اللدود

وعدوك الصدوق.

back to top