«كويتي وافتخر»!

نشر في 05-03-2013
آخر تحديث 05-03-2013 | 00:01
 د. حسن عبدالله جوهر مشروع "كويتي وافتخر" وغيره من مبادرات فردية كانت أم من خلال فرق عمل جماعية من فتياتنا وشبابنا يبعث على الخير والتفاؤل، ولكن في نفس الوقت يدق جرس إنذار في غاية الخطورة.

فهذه المشاريع القائمة على الابتكار والإبداع لها دلالات جميلة، ومن أهمها أن الشباب الكويتي قادر على مواكبة القطار السريع على سكة العولمة، وبما تحمل من تكنولوجيا ومعلومات لا يستوعبها مجال جغرافي ولا فضاء خارجي، فهؤلاء الشباب يدركون بالفعل أن المستقبل لا يحترم العقول الجامدة، والتنافس في الصناعات والابتكارات العلمية وتطوير الخدمات لا يرحم الضعفاء، وبالتالي خاضوا غمار المجازفة والعطاء، وها هم يتميزون فيها من خلال جهودهم الذاتية وعملهم التطوعي.

وبالإضافة إلى هذه المشاريع هناك المخترعون الكويتيون الذين حصلوا على جوائز عالمية في منافسات شرسة شملت كل دول العالم بما في ذلك المجتمعات الصناعية الكبرى.

وفي العمل التطوعي ترى ما يثلج الصدر عبر صفحات الجرائد اليومية من أفكار رائدة تصب في إثراء مؤسسات المجتمع المدني اجتماعياً وثقافياً وقانونياً وإدارياً.

ويتجلى الرابط المشترك بين هذه المحاور الثلاثة في البعد الوطني، حيث إن الكثير من الأفكار والمشاريع والاقتراحات تشتمل على الهوية الكويتية في وقت تسيطر فيه

أنواع الاحتقان والاصطفافات الضيقة عند البعض.

أما جرس الإنذار الذي يقرعه هؤلاء الشباب فيعكس الهوة الشاسعة بين التفكير المجتمعي والتفكير الحكومي، حيث نمط التفكير الأول يسير وفق الرؤى الجديدة والمستقبلية ويحمل مؤشرات الثقة بالذات وروح التحدي بينما التفكير الحكومي لا يزال يعيش عقلية الخمسينيات والستينيات، وما زالت سياسة الهيمنة على البشر مسيطرة على أساس تفتيت شرائح المجتمع ونفخ روح الفتنة والفرقة بينها، والكثير من أصحاب القرار قد عفا عليهم الزمن من شدة التخلف والعقلية الرجعية، والدليل على ذلك الحالة المزرية التي تعيشها مختلف أجهزة الدولة والنموذج الخدماتي فيها.

وبين فترة وأخرى يصرح المسؤولون عن مبالغ خيالية وآخرها الـ125 مليار دولار كميزانية للتنمية، هذه الأضحوكة التي نسمع بها ولا نرى منها شيئاً!

ولو كنت مكان سمو رئيس مجلس الوزراء لدعوت مجموعة "كويتي وافتخر" وغيرهم من الشباب المبدع وكلفتهم بإعداد تصور تنموي للكويت خلال العشرين سنة القادمة، وفي مختلف المجالات وأعطيتهم مدة ستة أشهر لا أكثر لبناء بلد على ذوقهم ووفق طموحاتهم، ولرأيت العجب العجاب ليس في القدرة على إنجاز ذلك بل بتكلفة لا تتجاوز ربع ما أعلنه سمو الرئيس!!

back to top