فيصل اليحيى... لن يخضع القضاء!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
ولكي أتعرف على مدى عمق رسالة السيد فيصل اليحيى وخبراته لكي يوجه مثل هذه الرسالة رجعت إلى سيرته الذاتية، فعلمت أنه من مواليد 1974، أي في الثلاثينيات من العمر، وحاصل على مؤهله الحقوقي في عام 1998، وخبراته المهنية لم تتجاوز 12 عاماً في إدارة الفتوى والتشريع، التي كان دربه أخضر وسالكاً إليها، كعادة المناصب التي تنتظر دائماً قادة اتحاد الطلبة، وللسيد اليحيى مشاكل في ترقياته عرضت على القضاء الإداري، ربما تكون قد شكلت طبيعة علاقته مع السلطة القضائية، المهم أن السيد اليحيى وجه رسالة إلى القضاء، بينما أساطين القانون في البلد مثل أبوالقانون الكويتي د. عثمان عبدالملك الصالح، رحمة الله عليه، وحمد الجوعان، شفاه الله، وحمد العيسى، رحمه الله، وغيرهم ممن مارس المهنة لعشرات السنين، لم يوجهوا يوماً رسائل إلى القضاء، رغم الأحداث الجسام التي مرت على تاريخ الكويت. الخلاصة أن نغمة الرسائل التي توجه إلى القضاء تحت شعارات الوعظ، وفي باطنها التهديد بخراب الديرة إن لم يستجب لرغباتهم ويتجاوز هفواتهم التي تطورت إلى جرائم، لن تجدي نفعاً، ولن تخضع القضاء لأي أجندات سياسية، لأن القضاء لديه نصوص واجبة التطبيق، وعمل هو أدرى بكيفية أدائه، والقضاء يعلم أنه إذا خضع لأي طرف ذي أجندة سياسية فستسقط الدولة، لذلك فإن اللعب على هذا الوتر مكشوف، خاصة بعد ما يجري في مصر ويتابعه العالم كله، وأعتقد أنه مازال "بدري" على السيد فيصل اليحيى أن يوجه رسائل إلى القضاء.***السيد فيصل اليحيى يتساءل في ختام الندوة ذاتها أيضاً: "ليش الكويتيين زعلانين؟"... وأنا أتساءل بعد ليش زعلانين رغم أن الإخوان يسيطرون على الجامعة من 30 سنة، وأصدروا قانون منع الاختلاط، والدعاة تارسين الصحف والقنوات الفضائية، ودواوين رؤساء الوزراء المتعاقبين متروسة مستشارين من الجماعة، والصحوة والحجاب سائدة... والقطاع النفطي الإخوان هم قادته... والبنوك الإسلامية بكل فريج وعاير، ووزارة الأوقاف كل يوم حملة بفلوس أمانة الوقف (إلا حجابي وغيره) إلخ إلخ... أريد أعرف حقيقة ليش الكويتيين والحدسيين بالذات زعلانين؟!