في الوقت الذي اقترب فيه موعد انطلاق ثورة 30 يونيو، التي دعت إليها المعارضة المصرية، لإسقاط الرئيس محمد مرسي، وإجراء انتخابات رئاسية جديدة، تشهد مدينة الإسكندرية الساحلية، أحد أهم معاقل جماعة "الإخوان المسلمين"، حرباً خاصة بين الجماعة والثوار، هي حرب الجدران.
هذه الحرب سلاحها، إذن، رسوم "الغرافيتي"، التي تحولت معها جدران المدينة إلى لوحات فنية، يحاول فيها كل فريق الرد على اتهامات الآخر من جهة، ومحاولة حشد الأنصار للتظاهر أو مقاطعة الثورة المرتقبة من جهة أخرى.ميدان القائد إبراهيم "منصة انطلاق التظاهرات بالمدينة- والشوارع المحيطة به، وطريق الكورنيش الممتد لعدة كيلومترات، يشهد حالياً معركة "غرافيتي" بين مؤيدي ومعارضي الرئيس، وإن كانت غير متكافئة، لافتقار جداريات الإخوان إلى أي لمسة إبداعية، بحسب رأي أسامة السحيلي المدرس المساعد بكلية الفنون- جامعة الإسكندرية، بقدر ما تحمله من أفكار جماعة "الإخوان" ومواعظ وأقوال مأثورة وتأييد للرئيس مرسي، والأهم أنها المرة الأولى ربما في تاريخ الجماعة التي تقوم فيها بمحاولة استخدام فن "الغرافيتي" للرد على خصومها السياسيين، ما يؤكد أنها تتعامل مع الرسوم الرافضة لها باعتبارها معركة ينبغي خوضها.صورة الرئيس مرسي تحمل علامة الرفض، وعبارة "28/6 حساب سنة" وشعار ثورة 25 يناير "عيش، حرية، عدالة اجتماعية"، ودعوات أخرى للنزول إلى الميادين 30 يونيو، وأخرى تحمل شعار "انقذوا مصر من حكم الإخوان انزلوا إلى الشارع"، بينما انتشرت بكثافة رسوم أخرى تحمل عبارة "يسقط حكم المرشد".الرسوم والعبارات الثورية دفعت المنتمين إلى جماعة "الإخوان" في المدينة إلى تنظيم فاعليات للرد على المعارضة بلغة "الغرافيتي" أيضاً، وعمدوا إلى مسح رسوم المعارضة واستبدالها بآيات قرآنية وأحاديث نبوية، بخلاف تدوين عبارات أخرى على الجدران مثل "الدنيا مش سودا"، وعبارات تصف "جبهة الإنقاذ الوطني" المعارضة بـ"جبهة الخراب"، تبعتها بحملة أخرى خالية من أي رسوم، تضمنت عبارات من بينها "أن توقد شمعة خير لك من أن تلعن الظلام".
دوليات
«حرب الجدران» تشتعل في الإسكندرية
17-06-2013