«نحاول تجنيب الشعب الفلسطيني دفع ثمن تدخلات قيادته... ويجب إبعاد الإسلام تماماً عن اللعبة السياسية»

Ad

أكدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي أمس، أن الربيع العربي بدأ في فلسطين مبكراً، ولكنه مازال مستمراً، مشيرة في لقاء مع "الجريدة" إلى "أننا نساهم بشكل إيجابي في الربيع العربي، ولا نلعب كفلسطينيين دوراً منحازاً، بل نحاول أن نجنب الشعب الفلسطيني وخاصة من هو موجود في المنافي واللجوء، أن يدفع ثمن تدخلات القيادة"، مشددة على ضرورة اتخاذ موقف واضح من قبل المجتمع الدولي تجاه الانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين، وإلى التفاصيل:

• كيف تقيمين دور مصر اليوم في الحوار بين الفصائل الفلسطينية مقارنة بالعهد السابق؟

ـــ مصر دائماً وأبدا تلعب دورا بنّاء في احتضان واستضافة مختلف القوى الفلسطينية ولجنة متابعة وتطوير منظمة التحرير، ونحن نقدر لها ذلك بغض النظر عن طبيعة الوضع والنظام الحاكم في مصر، مع إدراكنا الكامل للظروف التي تمر بها مصر، فالقضية ليست املاءات أو دعم طرف دون آخر، بل إدراك بأن المصالحة الفلسطينية ليست مصلحة فلسطينية فحسب، وإنما هي مصلحة إقليمية وعربية كاملة في محاولة لرأب الصدع.

*لكنّ هناك تخوفاً من التقارب الموجود بين حماس والقيادة المصرية المتمثلة في "الإخوان المسلمين"؟

ـــ نحن نعتبر أن المصلحة العربية والانتماء القومي يجب أن يتقدما على المصالح الضيقة الفئوية والحزبية، وحتى الآن نرى أنه توجد محاولات لمساعدتنا على الوصول إلى المصالحة، وآمل أن يبقى الدور المصري قوميا ورياديا إيجابيا في رأب الصدع لا متدخلا سلبيا يكرس الانقسام.

• الربيع العربي... كيف تنظرون إليه اليوم؟

ـــ نحن كفلسطينيين لدينا ربيع مستمر، خاصة أننا بدأناه مبكرا، والربيع العربي هو مرحلة تحول تاريخي ويقظة عربية تاريخية، ولكنها مرحلة انتقالية تحتوي على الكثير من الآلام والمتغيرات، وهناك قضايا غير معلومة حتى الآن، وليس من السهل أن تمر كل المنطقة بمثل هذه المرحلة، لذا علينا أن نساهم بشكل إيجابي للوصول إلى وضع من الديمقراطية والمشاركة واحترام كرامة الفرد والإنسان وإقامة نظام ديمقراطي حقيقي مبني على سيادة القانون، وهذا يتطلب جهدا من الجميع، ويجب ألا ننتقل من موقف متطرف إلى موقف متطرف آخر، بل ينبغي لغالبية الشعوب أن تكون هناك شراكة في الوطن بمفهوم المواطنة، فنحن نتمنى الخير للجميع ونحاول أن نساهم بشكل إيجابي، ولا نلعب كفلسطينيين دورا منحازا، بل نحاول أن نجنب الشعب الفلسطيني، خاصة من هو موجود في المنافي واللجوء، أن يدفع ثمن تدخلات القيادة.

• وبم تعللين القول بأن هناك دوراً للفلسطينيين في سورية؟

ـــ نقول ونكرر دائما أن الفلسطينيين في سورية ضيوف رغم أنفهم... وهم لا يتدخلون في الأوضاع الداخلية والقضايا السياسية في أي بلد يستضيفهم، وبالتالي يجب عدم زجهم في مثل هذا الصراع وعدم استهداف مخيماتهم، فشعبنا الفلسطيني اعزل ومقيد ولا يملك قدرة الدفاع عن النفس، وهو الآن في خضم معركة ليست من صنعه، لذلك نناشد الجميع عدم زجهم أو استهدافهم، كما نطالب المجتمع الدولي أيضا بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم في فلسطين وهذه هي المعضلة الأساسية.

والموقف السياسي الفلسطيني بشكل عام معروف، وهو عدم التدخل في الأزمة السورية، وبالتالي مرفوض تماما موقف من اتخذ من الفلسطينيين صفا مع هذه الجهة أو تلك، وللأسف هناك من يحاول تاريخيا أن يستخدم الفلسطينيين أو بعض الفصائل أو التنظيمات الفلسطينية لمصلحة برنامجه أو وفق أجندات أجنبية أو محلية، ولكن في النهاية كل هذه الأمور تتضح وتظهر على السطح وتصبح معروفة تماما.

• هناك عناد وغطرسة إسرائيلية باستمرار... كيف يمكن تقويض ذلك؟

ـــ ليس بجديد علينا كفلسطينيين التصعيد والتعنت الإسرائيلي، والذي نحاول نحن أن نقاومه بكل أشكال المقاومة، ولكن ذلك يتطلب موقفا واضحا من المجتمع الدولي وخطوات ملموسة لمساءلة إسرائيل عن تنصلها وانتهاكها للقوانين الدولية، وجر المنطقة إلى مرحلة عدم الاستقرار والعنف وتقويض احتمالات السلام، والقضاء على حل الدولتين، وخير مثال على ذلك كندا التي صوتت ضد الحق الفلسطيني في الأمم المتحدة، وهي الدولة المعنية بمبادئ حقوق الإنسان وسيادة القانون، لذا ينبغي الآن وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية من خلال منظومة متكاملة تقف ضد تلك الانتهاكات، ويجب على تلك الدول أن تستمع جيدا للفلسطينيين.

• لكنّ هناك من يقول إن الصف الفلسطيني منشق وليس فيه اتحاد... فما قولك؟

ـــ هذه هي الشماعة التي دائما يعلق عليها الغرب، وبعض العرب للأسف، عيوبهم وأخطاءهم في حق القضية الفلسطينية، وأنا هنا أقول وأكرر أننا نتحد ونتفق كفلسطينيين، ولكن اثبتوا لنا ولو لمرة واحدة أنكم فعلا مع حقنا المشروع في تقرير مصيرنا ووجودنا، هذه إشكالية كبيرة يلجأ إليها الغرب وبعض العرب كي يغطوا أو يبرروا مواقفهم المترددة تجاه القضية.

• هل هناك تخوف من وصول الإسلام السياسي إلى الحكم في بعض الدول وكذلك لديكم في غزة؟

ـــ أعتقد أن الإسلام بقيمه يجب أن يبتعد تماما عن اللعبة السياسية، وعلينا أن نترفع بإسلامنا عن تلك اللعبة التي تحددها المصالح، بينما الدين هو علاقة الفرد بربه، وإن كان هناك خوف من وصول هذا الإسلام السياسي إلى الحكم فعلينا أن نكون واعين ومدركين لكل أجندة قد تلقي بظلالها على المنطقة، وأعتقد أن الشعوب العربية مدركة وواعية تماما لذلك.

• وماذا تقولين عن فرض الزي الشرعي في جامعة الأقصى؟

ـــ هذا القرار عارضته منذ البداية، وقلت إنه قرار طالباني، وإنه خروج مُهين عن الأعراف الفلسطينية، وعن أخلاق وموروث شعبنا في غزة، ويأتي لتكريس توجهات وحملات الحكومة المقالة في غزة، بفرض الحجاب على المحاميات في المحاكم، ومنع النساء من تناول النرجيلة في المقاهي، ومنع إظهار مجسمات العارضات في المحلات التجارية، وأخيراً حملة ترسيخ القيم الفاضلة.