«رايتس ووتش» تتهم معارضين بقتل 190 مدنياً في اللاذقية... و«الائتلاف» يتبرأ من منفذي الهجوم

Ad

لاتزال المعارك العنيفة بين قوات المعارضة السورية والمقاتلين اللبنانيين والعراقيين الشيعة على أشدها في مناطق قريبة من مرقد السيدة زينب في ضواحي دمشق، في حين دفع النظام بتعزيزات إلى المنطقة فيما بدا أنه هجوم لطرد المعارضة من هذه المنطقة القريبة من العاصمة.

تواصلت أمس لليوم الثالث على التوالي المعارك في محيط بلدات الذيابية ومخيم الحسينية للاجئين الفلسطينيين والمناطق المحيطة بضاحية السيدة زينب في ريف دمشق. وشن «الجيش الحر» ومقاتلو المعارضة هجوما قويا أمس على محيط مرقد السيدة زينب، وقال القائد أبو عبدالرحمن من «لواء الصحابة» لـ»رويترز» من جنوب دمشق أمس: «خسرنا عدة أحياء خلال اليومين الماضيين وهدف هذا الهجوم هو إجبار النظام وحلفائه على التراجع».

وقال «الجيش الحر» أمس إن القوات النظامية اقتحمت أمس بلدة تلفيتا بمنطقة القلمون بأعداد كبيرة من الجنود، مضيفاً أن اعمدة الدخان تغطي الذيابية ومخيم الحسينية بريف دمشق حيث يتم احراق المنازل في المنطقة من قبل «لواء أبوالفضل العباس»، وهو لواء مشكل من عراقيين شيعة داعمين للأسد.

وافاد ناشطون معارضون عن اندلاع قتال ضار إذ هاجم المقاتلون المعارضون ميليشيا «حزب الله» وميليشيا «لواء الفضل أبو العباس» في ضاحية السيدة زينب بدمشق بقذائف الهاون ونيران الأسلحة الآلية. ووصف أحد قادة مقاتلي المعارضة الهجوم بأنه هجوم مضاد لتخفيف الضغط على ضاحيتي الذيابية والبويضة القريبتين والخاضعتين لسيطرة المعارضة وكذلك مخيم الحسينية للاجئين الفلسطينيين حيث تحاول كتائب المعارضة صد تقدم المليشيات الشيعية.وأفادت مصادر اخرى أن مقاتلين من «حزب الله» و»لواء الفضل أبو العباس» تدعمهم دبابات الجيش السوري مشطوا ضاحيتي الذيابية والحسينية بعد اجتياحهما.

جرمانا

الى ذلك، قتل 18 شخصا أمس الأول في قصف بالهاون على مدينة جرمانا المحسوبة إجمالا على النظام السوري والتي تسكنها غالبية مسيحية ودرزية مصدره على الارجح مواقع لمقاتلي المعارضة في ريف دمشق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

«هيومن رايتس»

في غضون ذلك، اتهمت «منظمة هيومان رايتس ووتش» المدافعة عن حقوق الانسان أمس مقاتلي المعارضة السورية بقتل 190 مدنيا على الأقل واحتجاز أكثر من 200 رهائن أثناء هجوم في اللاذقية في أغسطس الماضي، مؤكدة انها تورد بذلك أول دليل على ارتكاب قوات المعارضة جرائم ضد الانسانية. وقالت المنظمة إن العديد من القتلى اعدمتهم قوات مسلحين متشددين بعضهم على صلة بتنظيم «القاعدة» عندما اجتاحوا مواقع للجيش الموالي للأسد فجر يوم الرابع من أغسطس، ثم تقدموا إلى عشر قرى قريبة يقطنها أفراد الطائفة العلوية التي ينتمي لها الرئيس السوري. وفي أول زيارة مصرح بها من الحكومة لسورية منذ بدء الصراع قبل عامين ونصف العام قامت «هيومان رايتس ووتش» ومقرها نيويورك بتوثيق سلسلة من عمليات القتل الطائفية التي نفذتها القوات المناهضة للأسد. ويفيد تقرير المنظمة الذي يحمل عنوان «مازال يمكنك رؤية دمائهم» أن أسرا بكاملها أعدمت في بعض الحالات أو اطلقت النار على أفرادها وهم يحاولون الهرب.

وحددت المنظمة خمس جماعات معارضة قامت بدور رئيسي في تمويل وتنظيم وتخطيط وتنفيذ هجمات اللاذقية منها «جبهة النصرة» و»الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) وهما على صلة بتنظيم القاعدة، بالإضافة إلى جماعة «أحرار الشام الإسلامية» ووحدة أخرى للجهاديين الأجانب، لكن لم يظهر دور واضح لمقاتلي «الجيش السوري الحر» الجناح العسكري للتحالف المعارض الرئيسي في سورية الذي تدعمه صراحة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودول الخليج العربية.

«الائتلاف»

وتبرّأ الائتلاف السوري المعارض أمس من التنظيمات التي اتهمتهما منظمة «هيومن رايتس ووتش» بارتكاب «جرائم حرب» في قرى علوية بريف اللاذقية، معتبراً الحادثة التي وثقتها المنظمة، «هجوماً مخزياً شنته الجماعات المتطرفة التي تزدهر تحت يد نظام الأسد».

وأوضح الائتلاف في رسالة بعثها الى «هيومن رايتس» «التزامه بالقوانين الدولية الناظمة لحقوق الإنسان، وتبرؤه من أعمال مرتكبي جريمة ريف اللاذقية»، وقال: «نتبرأ مرة أخرى، مما ارتكبته الجماعات، التي تم تحديدها في التقرير على أنهم مرتكبو تلك الجرائم»، مديناً عمليات الخطف والقتل خارج نطاق القضاء. ولفت الائتلاف إلى أنه يسعى إلى «تطبيق معايير صارمة لتقديم الجناة إلى العدالة، في جميع حالات انتهاكات حقوق الإنسان»، وحمل «نظام الأسد المسؤولية عن الغالبية العظمى من انتهاكات حقوق الإنسان خلال الثورة».

(دمشق، نيويورك -

أ ف ب، رويترز، الأناضول، كونا، د ب أ، يو بي آي)