بينما ألقى الرئيس الإيراني حسن روحاني باللائمة على الغرب في استهداف معيشة وحياة المواطنين عبر استمرار الضغط الاقتصادي لدفعهم إلى اليأس من قيادتهم، كال الرئيس الجديد المديح للحرس الثوري «المرابط في الخط الأمامي للدفاع عن الثورة الإسلامية»، داعياً «الضيوف غير المدعوين إلى مغادرة المنطقة».
وجه الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس رسالة صريحة إلى القوات الغربية الموجودة في المنطقة إلى «المغادرة فوراً ووقف العدوان على الشعوب والإقلاع عن إثارة الخوف من إيران»، في حين اعتبر الحرس الثوري راعي السلام والأمان، مشدداً على أنه أينما وجد الخطر وجد الحرس في الخط الأمامي للدفاع عن الثورة. وأشار روحاني إلى مكانة الحرس الثوري ووجوده في الساحات الصعبة للحفاظ والدفاع عن البلاد، في كلمة له أمس في المنتدى العام العشرين لقادة الحرس المنعقد في طهران، قائلاً: «إن هذه المؤسسة الثورية موجودة دوماً في مختلف الساحات، ومنها التصدي للاغتيالات العشوائية والاضطرابات التي شهدتها بعض مناطق البلاد في بداية الثورة، وكذلك المؤامرات التي حاكها الاستكبار العالمي ضد الثورة». وأوضح الرئيس الإيراني أن الحرس الثوري يتميز عن جميع الجيوش التقليدية في العالم، لافتاً إلى أن السبب في «هلع الأعداء من الحرس الثوري ليس بسبب امتلاكه الصواريخ والقنابل والغواصات والمعدات العسكرية بل يعود إلى إخلاصه والقيم المعنوية التي يحملها». ولفت روحاني انتباه القادة العسكريين إلى ضرورة معرفة التهديد جيداً والعمل على وضع استراتيجية صحيحة لمواجهته، ومن ثم الخروج بحصيلة عن نهاية العمل والهدف النهائي في ضوء الإمكانيات المتاحة، مستشهداً بـ»خطأ الأميركيين في حساباتهم في العراق وأفغانستان، والأمر كذلك بالنسبة لهم في سورية الآن». «ضيوف المنطقة» وإذ أوضح أن الغرب خطط للمنطقة كلها ولا يحبذ أن يبقى على وضعه الراهن، حيث يسعى البريطانيون والفرنسيون للعودة إلى المنطقة بعد أعوام طويلة، قال الرئيس الإيراني: «حرسنا هو حرس السلام والاستقرار والهدوء، ومن الأفضل أن يغادر الضيوف غير المدعوين المنطقة ويقلعوا عن العدوان وترويج إثارة الخوف من إيران»، التي اعتبرها ضحية الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل والأسلحة الكيمياوية. وأشار إلى أنه «لو زالت تهديدات الاستكبار العالمي العسكرية من المنطقة فإن الحرس لا يريد أن تكون له سيطرة عسكرية في المنطقة، فخطابنا هو خطاب السيادة الشعبية والاستقرار والوحدة والأخوة ومكافحة الإرهاب في المنطقة كلها». وفي جانب آخر من حديثه، أشار الرئيس روحاني إلى أن «العدو الغربي» استهدف معيشة المواطنين في البلاد. وقال: «جميع خطط الحظر غير العادلة وغير القانونية والتي جاءت بذرائع واهية تأتي في هذا السياق. لأنهم يعلمون جيداً ان إيران لا تسعى وراء السلاح النووي، وعندما يعلن قائد الثورة الإسلامية حرمة هذا السلاح صراحة فإن الإيرانيين لن يسعوا وراءه أبداً». واعتبر حظر بيع النفط والأنشطة المصرفية أنه يعني الضغط على معيشة وحياة المواطنين، مشدداً على ضرورة كسر هذه المخططات لأن «الضغط الاقتصادي المعادي يتبعه ضغط سياسي يجعل الناس يشعرون باليأس من الثورة». قضية «النووي» على صعيد ذي صلة، بدأ الاجتماع السنوي الـ57 للوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس في فيينا بمشاركة رئيس منظمة الطاقة الإيرانية علي أكبر صالحي، الذي استعرض في كلمته مواقف بلاده، مشدداً على التزام الإدارة الجديدة بالتعاون لحل قضية النووي بالطرق الدبلوماسية. في هذه الأثناء، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس إن إيران مستعدة لبحث مسألة وقف تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 20 في المئة خلال المفاوضات مع المجموعة السداسية المختصة بالملف النووي، مجدداً اعتراف بلاده بحق إيران في الاستخدام السلمي لهذه الطاقة. ونقلت وسائل إعلام روسية عن لافروف قوله إن «فترة العام ونصف العام الماضيين شهدت تراكماً لأسس جيدة للمضي قدماً إلى الأمام، ونظراؤنا الإيرانيون مستعدون لبحث مسألة وقف تخصيب اليورانيوم إلى نسبة 20 في المئة خلال المفاوضات مع المجموعة السداسية»، معتبراً أنه «من المهم أن تستجيب السداسية لهذا الاتفاق». (طهران، فيينا - أ ف ب، د ب أ)
دوليات
طهران: حرسنا في الخط الأمامي... وعلى «الضيوف» المغادرة
17-09-2013