وصدق سؤال الـ«ماذا بعد؟»
لقد صار لزاماً على الحراك المعارض أن يجتمع بنفسه، بكل أطيافه وتياراته وأفراده، وأن يجمع شتات رؤاه وأفكاره ولو على الحد الأدنى من المشتركات في مسيرة المعارضة وسقوفها بعدما رأينا كيف أن تحركات الفترة السابقة لم تكن تسير على وتيرة تصاعدية موضوعية واضحة تدرك إلى أين تتجه.
![د. ساجد العبدلي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1461946551445173900/1461946567000/1280x960.jpg)
ولم أكن أجد وللأسف جوابا شافيا وافيا مقنعا يفيد بأن القوم قد استعدوا لمثل هذا الافتراض، أو حتى فكروا فيه من باب توقع الأسوأ، ناهيك عن أن أسمع حديثا يحمل رؤية مشتركة حول ما يجري! وها هو يصدق ما توقعه ذاك السؤال اللحوح، وهو السؤال الذي كان يرى البعض، ويا للعجب، أن مجرد طرحنا له سيضعف من عزيمة الحراك وهمة الشباب. نعم صدق ما توقعه ذاك السؤال فكل تحركات المواجهة وتطوراتها لم تصل إلى الثمرة المأمولة، حتى وجد الحراك المعارض نفسه اليوم وقد وقع في حالة من الذهول وشبه الجمود، وكأنه بالفعل، وأكاد أجزم بذلك، لم يكن مستعداً ولا متوقعاً لما قد تصل إليه الأوضاع، فما عاد يدري في هذه اللحظة ما يجب عليه أن يفعل تالياً!أعيد طرح ذات السؤال مجددا، بالرغم من أنباء مسيرة الغد، أعيد طرحه على أمل أن ينتبه إليه الحراك المعارض ويستمع إليه بجدية هذه المرة، مضيفاً ماذا لو انتهت مسيرة الغد إلى ما انتهت إليه المسيرات والتحركات السابقة جميعها، فلم تكترث السلطة أيضاً؟!لقد صار لزاماً على الحراك المعارض أن يجتمع بنفسه، بكل أطيافه وتياراته وأفراده، وأن يجمع شتات رؤاه وأفكاره ولو على الحد الأدنى من المشتركات في مسيرة المعارضة وسقوفها بعدما رأينا كيف أن تحركات الفترة السابقة لم تكن تسير على وتيرة تصاعدية موضوعية واضحة تدرك إلى أين تتجه، إنما كانت في أغلبها محض ارتجالات وردود أفعال، تقفز عاليا مرة، وتطأطئ رأسها مرة أخرى.