برامج المقالب في عيون النقاد...

نشر في 05-08-2013 | 00:01
آخر تحديث 05-08-2013 | 00:01
No Image Caption
سخيفة وخرجت عن الكوميديا ومليئة بالشتائم

يبدو أن برامج المقالب التي تغزو الشاشات المصرية في شهر رمضان تحولت عن مسارها الكوميدي، وأضحت برامج ترعب الضيوف ما يعرّضها لموجة من السباب والشتائم والتلفيق وعدم المصداقية، مع العلم أن
موازنتها بلغت أكثر من 100 مليون جنيه ويقدمها نجوم مثل إدوارد ورامز جلال وريهام سعيد وسعد الصغير إضافة إلى وجوه جديدة غير معروفة لإيقاع الضيوف في مصيدة المقالب.
ترسم برامج المقالب الابتسامة على وجوه المشاهدين الذين هم في أمس الحاجة إليها وسط الظروف الصعبة التي يمر بها بعض البلدان العربية، برأي الفنانة منة فضالي التي تقع دائماً في مصيدة برامج المقالب، مؤكدة أنه من غير المنطقي أن تزدحم الشاشات ببرامج سياسية في رمضان، لا سيما أن الإعلانات تبحث عن نوعية برامج خفيفة.

 تضيف أن مهارة فريق عمل أي برنامج هي الفصل في تحديد إمكان كشف المقلب، لأنه يستخدم حيلاً مبتكرة تقنع الفنان بأنه في برنامج حواري عادي وليس ضمن مقلب مجهز مسبقاً.

في المقابل، يؤكد المطرب رامي صبري أنه عرض عليه الظهور في برامج ترفيهية في شهر رمضان، لكنه اكتشف أنها من نوعية «المقالب» لذلك رفض المشاركة فيها لعدم رغبته في خوض هذه التجربة.

إفلاس وخديعة

ترى الفنانة رانيا فريد شوقي أن ثمة حالة من الإفلاس لدى بعض الفضائيات التي تعرض برامج مقالب مملة خالية من أي مضمون درامي يحقق متعة المشاهدة، لذا لا تؤيد عرضها في رمضان ولا تراها مضحكة لأنها تستهزئ بالضيف وتضيع وقته وتثير أعصابه وترفع ضغطه، مشيرة إلى أن البعض قد يتعرض لسكتة قلبية إذا كانت هذه البرامج محبوكة جيداً، ولم تنسَ الإشارة إلى المقالب التي تتكرر مع بعض الفنانين وتتكرر معها ردة الفعل ذاتها.

بدورها، توضح الفنانة نهال عنبر أن هذه البرامج خرجت عن الإطار المرسوم لها وهو الكوميديا، لذا ترفض الظهور في البرامج في رمضان تحسباً لأن تكون من هذه النوعية، وإن حدث وشاركت في أحدها فستطالب بعدم عرض الحلقة مهما كلفها الأمر، مشيرة إلى أن هذه البرامج تهين الفنان لأنها تظهره في صورة لا يرضى عنها الجمهور، وتعرّضه لضغط يجعله يتفوّه بألفاظ لا يحب جمهوره أن يسمعها، بل قد يصل الأمر إلى أن يتعرض لأزمة قلبية أو يسقط مغشياً عليه وهو أمر غير مقبول.

من جهتها، تعرّضت الفنانة دوللي شاهين للخديعة في برنامج رامز جلال ورفضت استكمال التصوير وطالبت بعدم عرض الحلقة، مشيرة إلى أن هذه البرامج تفقد النجم هيبته لدى الجمهور، مشددة على أن الفنان ليس سلعة يتاجر بها لذا قررت عدم المشاركة في مثل هذه السخافات مرة أخرى.

 

عدم احترام المشاهد

يؤكد الناقد طارق الشناوي أن هذه البرامج دليل على عدم احترام المشاهد وذكائه، لأنها ملفقة «وإن افترضنا أنها حقيقية كان يجب على الضيف، عندما يلاحظ أن البرنامج يسير في طريق مختلف وغريب وثمة نية لافتعال أزمة، أن ينسحب أو يتخذ موقفاً يسجّل من خلاله اعتراضه، لذا يفترض أن يكون لدى أي نجم هاجس أن ما يحدث هو فخ جديد له}.

 يضيف أن هذه البرامج تدفع أجوراً عالية للنجوم وبالتالي يقبل هؤلاء التعرّض لهذه السخافات مقابل المال، لذا يتكرر بعض الضيوف في هذه البرامج بل تكون مهنة البعض في رمضان ضيف برامج.

أما الناقدة حنان شومان فتلفت إلى أن الفضائيات تحتاج إلى مادة تعرضها طوال ساعات الإرسال وتبث من خلالها الإعلانات، ما يدفع المنتجين إلى إنتاج هذه البرامج مستغلين شعبية الفنانين واهتمام الجمهور برؤيتهم، ومعتمدين على فكرة أجنبية ولكن بشكل رديء وسيئ يمتهن كرامة الضيف والمشاهد على حد سواء.

تتساءل شومان: «أين الكوميديا في استضافة فنان وتوجيه السباب والإهانة له بشكل فج كما يحدث في برنامج «بدون زعل»؟ والغريب هو تقبل الضيف وصبره لهذا الكم من الشتائم والإهانات ما يدل على وجود اتفاق على تلفيق هذا المطب وخداع المشاهد.

تضيف: «أين الكوميديا في وضع الضيف في برنامج رعب وتحت ضغط عصبي رهيب قد يؤدي إلى أزمة قلبية أو سقوطه مغشياً عليه في حال كان هذا الموقف حقيقياً؟ وبالطبع هذه البرامج ملفقة والضيف على علم بكل ما يحدث، ويقبل هذه التصرفات مقابل ما يتقاضاه من أجر».

بدورها ترى الناقدة ماجدة خير الله أن هذه البرامج فقدت بريقها واستنفذت رصيدها عند الجمهور من عام إلى آخر، وهي سخيفة تدلّ على الإفلاس وعقم الإبداع، سواء كانت ملفقة أو حقيقية.

تضيف: «أين الكوميديا في أن أضع الضيف تحت ضغط عصبي حتى يبكي أو يشتم الموجودين في المكان أو تحدث مشاجرة بين الضيوف؟».

وعن تكرار ظهور النجوم أنفسهم في أكثر من برنامج واستمرار البعض في التصوير على رغم وضوح الافتعال، تقول ماجدة إن الأجر هو سيد الموقف، «ظهور الفنان في البرنامج يكون مقابل أجر كبير يجعله يستمر في التصوير ويتقن دور الضحية لإقناع المشاهد بأن ما يحدث حقيقة واقعة، ولكن أعتقد أن المشاهد ملّ هذه السخافات وانصرف عنها بدليل انخفاض نسبة مشاهدة هذه البرامج من سنة إلى أخرى».

back to top