طالب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض من باريس بمزيد من الدعم للمعارضة خصوصاً الدعم العسكري، في حين أبدت واشنطن ثقتها في أن الأسد لن يستطيع السيطرة مجدداً على سورية رغم التقدم الميداني الذي تحققه القوات الموالية له، مجددة التزامها بالتسليح حسبما تقتضي الظروف.  

Ad

في أول زيارة الى باريس منذ انتخابه على رأس المعارضة السورية، دعا أحمد الجربا أمس قبيل لقائه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، باريس الى توفير الأسلحة للمعارضة السورية. وقال الجربا لعدد من الصحافيين في اعقاب اجتماع مغلق مع لجنة في الجمعية الوطنية الفرنسية: «بالطبع نطلب من فرنسا دعما سياسياً كاملاً، ودعماً دبلوماسياً، ومساعدة انسانية طارئة ومساعدة عسكرية وغير ذلك».

وفي إشارة الى المخاوف الغربية من سيطرة المتشددين على المعارضة، قال رئيس الائتلاف: «بدأنا مرحلة جديدة في الائتلاف، فبات هناك تيار ميشال كيلو الديمقراطي وعدد كبير من النساء ومجموعة تمثل الجيش السوري الحر (...) لم تكن المعارضة موحدة اطلاقاً قدر ما هي اليوم».

 

واشنطن 

 

وكان المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني جدد أمس لأول التزام إدارة الرئيس باراك أوباما بتسليح المعارضة السورية وذلك رغم الشكوك الذي لاتزال تحيط بهذا الأمر. ورفض إعطاء تفاصيل عن المساعدات التي تقدمها بلاده للمعارضة، لكنه أكد استمرار الدعم الأميركي لها، مشيراً إلى أن «الرئيس أوباما ملتزم بزيادة المساعدة كما تقتضي الظروف».

وسئل كارني خلال مؤتمر صحافي إن كانت موافقة الكونغرس على تزويد سورية بالأسلحة قد تأخرت، فأجاب «لا شك في الأسد، بدعم من حزب الله وإيران، مستمر في شن اعتداء وحشي على الشعب السوري، وبسبب الدعم الذي حصل عليه من لاعبين سيئين في المنطقة، تكثف الاعتداء ولهذا من المهم أن تقدم الولايات المتحدة وحلفاءنا وشركاءنا مساعدة للمعارضة كي تقوي نفسها وتقف في وجه قوات الأسد وقوات حزب الله وإيران».

ورداً على سؤال إن كان الأسد قد يفوز بالحرب، قال كارني: «الأسد لن يسيطر على سورية من جديد، هو لن يسيطر أبداً على سورية من جديد»، وأوضح أن «موقفنا الحازم هو أن الشعب السوري لن يسمح بذلك، ولن يلتزم بالأسد كقائد لسورية في المستقبل، ولابد ان تكون العملية الانتقالية إلى مرحلة ما بعد الأسد وهذا ما نعمل عليه مع المعارضة ومع حلفائنا وشركائنا في المنطقة»، وأشار الى أن «التاريخ سيذكر بشار الأسد على انه واحد من أسوأ طغاة عصره، وقد تلطخت يداه بدماء شعبه، لذا نحن نمضي في السياسة التي نتبعها مستمرون في تقديم المساعدة للمعارضة وللمجلس العسكري بالإضافة إلى المساعدات الإنسانية للكثير من السوريين الذين نزحوا وهم يعانون كثيراً بسبب هذا الصراع».

 

اجتماع مجلس الأمن 

 

الى ذلك، أفاد مبعوث بريطانيا لدى الأمم المتحدة  مارك ليال جرانت مساء أمس الأول أن مجلس الأمن سيعقد اجتماعاً غير رسمي مع وفد من الائتلاف على رأسه الجربا من دون حضور اللواء سليم ادريس قائد «المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر»، ولكنه سيضم ممثلين عسكريين من المعارضة السورية. ورافق ادريس جربا في جولته العربية والاوروبية التي شملت حتى الآن مصر السعودية وتركيا وفرنسا.  

وقال ليال جرانت ان الطبيعة غير الرسمية للاجتماع «ستوفر منتدى لأعضاء مجلس الأمن للتحدث بصراحة وبشكل غير رسمي مع الائتلاف الوطني لمناقشة قضايا اساسية تتعلق بالصراع السوري». 

 

لجنة سيلستروم 

 

في سياق آخر، وصل رئيس لجنة التحقيق الدولية في استخدام السلاح الكيماوي في سورية آكي سيلستروم ورئيس لجنة نزع الأسلحة في الأمم المتحدة انجيلا كين أمس الى دمشق قادمين من بيروت.

وجاءت زيارة سيلستروم بعد أيام من سيطرة مقاتلي المعارضة على بلدة خان العسل في ريف حلب التي يتبادل نظام الرئيس بشار الأسد والمعارضة الاتهامات بشأن سقوط صاروخ يحمل مواد كيماوية أسفر عن مقتل 30 شخصاً في 19 مارس الماضي. واشترطت حكومة الأسد على محققي الأمم المتحدة زيارة خان العسل فقط ورفضت منحها الموافقة على زيارة مناطق اخرى، ولكن جاءت سيطرة المعارضة على البلدة لتحول دون إمكانية زيارة لجنة سيلستروم لها. وقالت الأمم المتحدة أمس الأول إنها أُخبرت بوقوع 13 هجوما كيماوياً في سورية، بحسب مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الاوسط روبرت سيري. 

اليرموك 

 

ميدانياً، افاد ناشطون معارضون أن العاصمة السورية دمشق شهدت في اليومين الأخيرين معارك عنيفة بين «الجيش الحر» والقوات النظامية مدعومة بفصائل فلسطينية تحت إمرة أمين عام «الجبهة الشعبية - القيادة العامة» أحمد جبريل في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين. وذكر الناشطون أن «المعارك التي يشهدها مخيم اليرموك هي الأعنف منذ أشهر وقد تركزت قرب مستشفى فايز حلاوة وفي شارع فلسطين».

  (باريس، دمشق ـــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)