العنزي دعا إلى التشديد في اشتراطات المباني والمنشآت المقاومة للهزات والالتزام بالكود العالمي
لم يكن الزلزالان الأخيران اللذان ضربا بعض أنحاء إيران خلال أسبوع تقريباً مبعث القلق الوحيد لدى الكويت من تصاعد حدة الزلازل والهزات في المنطقة، بل يكمن القلق الأساسي في تداعيات تلك العوامل الطبيعية وتأثيرها على الأنشطة النووية في إيران، في مقابل عدم الاستعداد الرسمي لاحتمالات ما قد ينجم عن تلك الزلازل، استناداً إلى مبررات تقوم على اعتقادات غير علمية مفادها أن الكويت بعيدة عن خط «الفوالق» والهزات ولا مبرر لإجراءات استثنائية واحترازية.ومن قبيل المفارقة أن تداعيات مخاطر الزلزالين الأخيرين برغم قوتهما لم تؤدِّ إلى تحرك الجهات المعنية المحلية، بما يوازي حجم الكوارث المحتملة، إذ لم يسجل أي إجراء ميداني احترازي واقتصر الحديث عن «خطة طوارئ صحية قوامها كميات كبيرة من أقراص اليود للوقاية من التداعيات النووية» في حين تجهل الجهات الحكومية الأخرى أي تدبير يتعلق بسلامة المباني والمنشآت وفق عوامل الأمان التي التزمت الدول المتطورة باعتمادها منذ عشرات السنين تحسباً لأي طارئ.ومن مظاهر الخطورة في التعاطي مع قضية الزلازل والهزات أن الجهات المعنية بالإجراءات التنفيذية تتعامل بكثير من اللامبالاة مع التحذيرات العلمية التي تدعو إلى التشدد في الاشتراطات والمواصفات القياسية الخاصة بالمباني والمنشآت المقاومة للزلازل في الكويت، وكذلك اتخاذ الإجراءات الوقائية الصحية وتعزيز خطط الطوارئ لاحتواء أي حوادث طارئة.أثار نشاط موجة الزلازل خلال الآونة الاخيرة مخاوف الجهات العلمية المحلية من تداعيات هذه العوامل الطبيعية، حيث دعا المشرف العام على الشبكة الوطنية لرصد الزلازل في معهد الكويت للأبحاث العلمية د. عبد الله العنزي الجهات المعنية في الدولة إلى التشدد في الاشتراطات والمواصفات القياسية الخاصة بالمباني المقاومة للزلازل في الكويت، والالتزام بالكود الزلزالي في المنشآت.وأكد العنزي، في تصريح لـ»الجريدة»، أهمية تنفيذ تلك الاشتراطات، ضارباً المثل باليابان، حيث تضرب الزلازل هذه الدولة بدرجات قياسية تصل إلى 9 درجات على مقياس ريختر، ورغم ذلك لا تحدث دمارا بسبب الاشتراطات الصارمة التي تضعها في عملية بناء العمارات والمباني.وطمأن العنزي المواطنين والمقيمين إلى أن الكويت آمنة نسبيا من الزلازل فهي تبعد عن الحزام الزلزالي في جبال زاغروس نحو 500 كيلو متر، مشيرا إلى أن المعهد قام قبل فترة بإنجاز دراسة بحثية عن «تقييم مخاطر الزلازل» وافترضنا فيها أنه في حال كانت قوة الزلزال 7.5 درجات على مقياس ريختر ووقع على بعد 500 كيلو متر من مدينة الكويت فإن تأثيره على الكويت سيكون محدودا جدا.وأضاف أن الزلزال الذي ضرب إيران أمس الأول لم يكن له أي تأثير على الكويت، وإن كان البعض شعر به ولكنه لم يحدث أي إصابات سواء في الكويت أو دول الخليج، مشيراً إلى أن الكويت ليست منطقة خطيرة زلزاليا، بل قد تحدث فيها زلازل بسيطة إلى متوسطة لا تسجل أي دمار أو خطورة.ارتدادات زلزاليةوحول الارتدادات الزلزالية التي قد تعقب الزلزال خلال الأسبوع المقبل، قال العنزي إن «هذه الارتدادات تكون أقل من الزلزال الرئيسي كما يكون تأثيرها محدوداً جدا»، مبيناً أن الشبكة الوطنية لرصد الزلازل في معهد الكويت للأبحاث العلمية رصدت حتى الآن أكثر من 8 ارتدادات زلزالية جميعها ضعيف ولم يؤثر على البنى التحتية في الكويت.وحول أسباب كثرة الزلازل التي تحدث في المنطقة خلال الفترة الماضية قال العنزي إن «كثرة الشبكات الزلزالية أدت إلى شعور الناس بأن الزلازل كثرت وزاد عددها ولكن الحقيقة أن تزايد شبكات الرصد إضافة إلى تركيز الإعلام والفضائيات على وقوع الزلازل لعبا دورا كبيرا في ذلك»، مبيناً أنه في السابق حينما كان زلزال يضرب أي دولة لم يكن أحد يسمع به، لكن الآن ومع انتشار الفضائيات ومحطات الرصد فالعالم كله يرصد الزلزال في دقائق معدودة.وقال العنزي إنه حتى عام 1990 لم يكن في منطقة الخليج سوى مرصد واحد لرصد الزلازل في المملكة العربية السعودية، والآن محطات الرصد موجودة في جميع الدول حيث يوجد مرصدان في المملكة ومثلهما في الإمارات العربية المتحدة ومرصد في الكويت وآخر في سلطنة عمان.وأضاف أن «أسباب الزلازل إما طبيعية (تكتونية) أو بشرية، مضيفا أن الأسباب الطبيعية موجودة منذ آلاف السنين، وهناك أسباب أخرى تكون بسبب الأنشطة البشرية مثل استخراج النفط أو العمل في المناجم أو بناء السدود وهذه حديثة نسبيا بسبب الثورة الصناعية.مفاعل بوشهروحول التخوفات التي تنتاب المواطنين في دول الخليج والكويت بوجه خاص من وجود مفاعل بوشهر، قال العنزي: «لا ألوم الناس في تخوفاتهم، خصوصا أن مفاعل بوشهر موجود في قلب المنطقة النشيطة زلزاليا»، لكنه أكد أن الجانب الإيراني يهمه سلامة مواطنيه بالدرجة الأولى.ولفت إلى أن هذا المفاعل مصمم بأمان كبير ويمكنه مقاومة الزلازل حتى 8 درجات على مقياس ريختر، كما أن هناك رقابة من الهيئة الدولية للطاقة الذرية على هذا المفاعل، مشيرا إلى أن معهد الأبحاث به محطات رصد إشعاعية في حال تسرب أي إشعاع من هذا المفاعل.
محليات
الكويت في دائرة تأثيرات الزلازل والإجراءات الاحترازية غائبة
18-04-2013