وسط أجواء من الانقسام والقلق حلّت محل الآمال التي سيطرت على تونس في 14 يناير 2011، نتيجة أعمال العنف الاجتماعي والركود الاقتصادي وتهديد المتشددين وأزمة الدستور، احتفل التونسيون أمس بذكرى مرور عامين على سقوط نظام الرئيس زين العابدين بن علي، في مراسم رسمية متواضعة خلت من مشاركة القادة العرب، الذين لم يحضر منهم سوى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والموريتاني محمد ولد عبدالعزيز.

Ad

وحضر الرئيس المنصف المرزوقي، ورئيس الوزراء حمادي الجبالي، ورئيس المجلس التأسيسي المنصف بن جعفر مراسم رفع العلم الوطني في ساحة القصبة حيث مقر الحكومة، بحضور عدد من أعضاء الائتلاف الحاكم الذي تقوده حركة "النهضة" الإسلامية، وقادة أحزاب تونسية.

بعد ذلك، توجه قادة البلاد إلى مقر المجلس التأسيسي، حيث وقع الجبالي، والأمين العام للاتحاد العام للشغل حسين عباسي، ورئيسة اتحاد الصناعة والتجارة وداد البوشماوي على "عقد اجتماعي"، ذي أهمية رمزية، في حين تثير الاحتجاجات على الفقر والبطالة، اللذين كانا العاملين الرئيسيين في اندلاع الثورة، العديد من الاضطرابات في البلاد.

في موازاة ذلك، شارك ناشطو أحزاب المعارضة والموالاة في مسيرتين منفصلتين، في شارع الحبيب بورقيبة، معقل ثورة 14 يناير 2011، جسدتا حجم الانقسام الحاد الذي تشهده البلاد.

وسار نحو ألف شخص من أحزاب المعارضة العلمانية والناشطين الإسلاميين الموالين للحكومة، لكن لم يشر إلى وقوع أي احتكاك رغم مخاوف الشرطة من مواجهات بين المعسكرين، أو هجمات من التيار السلفي المتطرف المسؤول عن عدة عمليات تسبب بعضها في سقوط ضحايا.

يذكر أنه تم أمس الأول، نشر الجيش في مدينة بنقردان جنوب البلاد قرب الحدود مع ليبيا، بعد أسبوع من مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين يحتجون على سوء الأوضاع الاجتماعية، بينما أحرِق مقام الولي الشهير سيدي أبي سعيد الذي سميت على اسمه منطقة سيدي بوسعيد، المقصد السياحي الشهير في الضاحية الشمالية للعاصمة تونس، ويشتبه في تورط السلفيين في ذلك.

(تونس - أ ف ب، يو بي آي، د ب أ)