الخالد: نزيف الدم السوري انعكست تداعياته على دول الجوار

نشر في 13-01-2013 | 17:12
آخر تحديث 13-01-2013 | 17:12
أكد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح هنا اليوم أن استمرار نزيف الدم السوري انعكس بتداعياته الخارجية على دول الجوار الاقليمي وأصبحت الأزمة السورية تشكل صلب المعاناة الانسانية التي تهدد السلم والأمن الاقليميين.

وقال الشيخ صباح الخالد في كلمة خلال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب اليوم ان الأزمة السورية أصبحت تشكل صلب المعاناة الانسانية ذات الافرازات التي تهدد السلم والأمن على المستويين الاقليمي والدولي "في ظل عدم استطاعة المجتمع الدولي توفير العون الانساني والاغاثي اللازم لاخوتنا من الشعب السوري في الداخل والخارج".

وأوضح أن لغة الأرقام للنازحين السوريين خارج بلادهم تتحدث عن تزايد مستمر لنزوح السوريين لدول الجوار العربي سواء الى لبنان أو الأردن أو العراق اضافة الى ركيا .

وذكر الشيخ صباح الخالد في كلمته أن هذه الدورة غير العادية تنعقد اليوم "في ظل استمرار مأساة الشعب السوري والتي مضى عليها عامان تقريبا منذ بدايتها وما سببته هذه المعاناة من تداعيات وافرازات داخلية وخارجية جعلت الجهود تتضافر لخلق مبادرات متعددة لاحتواء هذه المعاناة".

وتابع "لكن للأسف هذه الجهود والمبادرات مازالت تواجه تعنت الحكومة السورية في ظل عدم استطاعة مجلس الأمن القيام بواجباته الأساسية لحفظ الأمن والسلم الدوليين".

وأضاف الشيخ صباح الخالد ان انعقاد هذا الاجتماع الطارئ يؤكد على حرص الأشقاء العرب على التضامن مع الشعب السوري الذي تزداد معاناته مع استمرار القتال في ظل ظروف مناخية قاسية.

وقال "اننا اذ نشكر ونقدر بهذه المناسبة كل ما تحملته وتتحمله دول الجوار العربي من عبء في استضافة اخوانهم وأخواتهم ممن وفدوا اليهم من أبناء الشعب السوري الشقيق طلبا لنعمة الأمن والأمان نناشد المجتمع الدولي بأن يكون هذا الموقف محل تقدير واعتبار والذي يتطلب حشدا دوليا أكبر لتوفير الموارد الانسانية لهؤلاء النازحين".

وأشار الى أن "دولة الكويت سبق وأن حذرت في أكثر من لقاء وتجمع عربي كان أم دولي من خطورة استمرار تدهور الأوضاع الانسانية للشعب السوري الشقيق وانعكاس ذلك على مسألتي السلم والأمن في المنطقة والعالم".

وقال الشيخ صباح الخالد ان دولة الكويت طالبت في العديد من المناسبات باعطاء هذا الموضوع الأهمية والأولوية القصوى التي يستحقها.

واضاف انه بناء على التوجيهات السامية من حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله حشدت الكويت كافة السبل من أجل توفير الموارد المالية والاغاثية عبر الوسائل المتاحة رسميا وشعبيا لدعم اخوتنا من أبناء الشعب السوري في الداخل والخارج.

وأشار في كلمته الى الدور الكبير الذي تقوم به الجمعيات الأهلية الكويتية مثل الهلال الأحمر الكويتي والهيئة الخيرية العالمية المتواجدين باستمرار في مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان والأردن وتركيا.

وأكد أن "هذا الدور يؤكد حقيقة الاهتمام الكويتي المستمر بالأوضاع الانسانية في سوريا هذا عدا عن المساهمات المالية والعينية الرسمية التي لن تنقطع مادام هنالك طفل أو شيخ أو امرأة أو محتاج نزح عنوة عن وطنه سوريا التي لم تتوان يوما عن خدمة قضايا أمتنا العربية".

وقال الشيخ صباح الخالد انه انسجاما مع هذا التوجه وبناء على طلب من السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون وتماشيا مع موقف الكويت المبدئي تجاه القضية السورية أتت الموافقة السامية لاستضافة دولة الكويت (المؤتمر الدولي للمناحين لدعم الوضع الانساني في سوريا).

وأشار الى اعلان سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله أثناء كلمته في افتتاح أعمال القمة ال 33 لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في مملكة البحرين الشقيقة مؤخرا تقديم المساعدات للشعب السوري حيث تقرر عقد هذا المؤتمر بتاريخ 30 يناير الحالي في دولة الكويت.

وذكر الشيخ صباح الخالد أن فكرة عقد هذا المؤتمر تنطلق نتيجة للحاجة الماسة لحشد أكبر قدر ممكن من الموارد المالية لتوفير المساعدات الضرورية لتخفيف معاناة الشعب السوري في الداخل والخارج نتيجة للأوضاع الانسانية السيئة للاجئين السوريين والنقص في الخدمات الأساسية.

وأوضح أنه لهذا السبب يصبح من الأهمية بمكان عقد مؤتمر دولي للمانحين بدلا من اطلاق المبادرات الفردية والمناشدات من قبل بعض الدول أو من قبل وكالات الأمم المتحدة المتخصصة كالمفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين ومكتب تنسيق المساعدات.

وأشار الى ان الهدف المرجو من عقد هذا المؤتمر هو العمل على توفير الدعم الكافي لمتطلبات الوضع الانساني في داخل سوريا وخارجها والذي يقدر بنحو 5ر1 مليار دولار حتى منتصف هذا العام.

وأعرب الشيخ صباح الخالد عن تطلعه في أن يشكل (المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا) خطوة مهمة نحو حشد الجهود الدولية من أجل تلبية الاحتياجات وتوفير المساعدات الانسانية للشعب السوري.

وقال ان "القيم الانسانية تملي علينا جميعا ضرورة دعم هذا التوجه وذلك في ظل ما يمر به الشعب السوري من ظروف استثنائية صعبة".

وأضاف ان "مشاركتكم في أعمال هذا المؤتمر الدولي والعمل على زيادة مساهماتكم في هذا الشأن من خلال هذا المؤتمر كلا حسب امكانياته هو أمر تقتضيه الاخوة والروابط العربية المتأصلة." وتابع "اننا بهذه الجهود نكون حريصين على المساهمة بما يكفل للشعب السوري في ظل ظروفه العصيبة وحدة الصف وتوفير سبل العيش الكريم لحين الانتهاء من هذه الظروف الاستثنائية وتعود سوريا وشعبها كما كانت وكما عهدناها في طليعة المدافعين عن قضايا أمتنا العربية والمضحين من أجلها".

من جهته أكد وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية الدكتور خالد بن محمد العطية حرص دولة قطر على تقديم كافة أشكال الدعم للشعب السوري ومؤازرته في أزمته الراهنة .

وقال العطية في كلمته أمام الاجتماع الوزاري الطارىء أن قطر لا تألو جهدا في تقديم أي دعم للشعب السوري في الداخل والخارج منذ بداية الازمة السورية .

ولفت الوزير القطري الى أن بلاده قدمت موادا اغاثية للشعب السوري بما يزيد على 150 مليون دولار بالاضافة الى مد جسر جوي مع الاشقاء في الاردن لدعم اللاجئين على الحدود .

ونبه العطية الى أهمية الاجتماع الوزاري كونه يركز على بحث سبل دعم اللاجئين السوريين خاصة على الحدود مع دول الجوار العربية موضحا ان الشعب السوري يعيش أسوأ معاناة انسانية وأزمة قاسية تتطلب الوقوف الى جانبه لتحقيق تطلعاته وآماله .

وثمن العطية في كلمته جهود كافة دول الجوار السوري فيما تبذله من جهود لاحتضان اللاجئين السوريين وتقديم كافة المساعدات لهم محذرا من أن أي تأخير في تقديم هذا العون سيؤدي الى تداعيات خطيرة .

وقال "ان كل ما يقدم للشعب السوري من دعم يجيء انطلاقا من حقوق الشعب السوري علينا كأشقاء وايمانا بالدور الاخلاقي علينا مواصلة تقديم المساعدات الانسانية لتخفيف معاناة هذا الشعب السوري".

وأشاد العطية بالدور التركي ازاء اللاجئين السوريين معربا عن أمله في أن يسهم الوزاري العربي في تحقيق الاهداف المرجوة منه وتقديم المزيد من أشكال الدعم العربي لهؤلاء اللاجئين.

back to top