تصدقوا!
لنحذر الوقوع في فخ الرياء والغرور ليس أمام الآخرين فحسب إنما أمام أنفسنا، فلا يظن الواحد منا بأنه حين يتصدق وينفق ويعطي ولو كان كثيرا بأنه قد بلغ مبلغاً عظيماً، وإنما حسبه أن أعطى وأنفق من مال الله الذي آتاه إياه ولو شاء لمنعه عنه وحرمه وجعله مع ملايين المحرومين في أنحاء الدنيا.
![د. ساجد العبدلي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1461946551445173900/1461946567000/1280x960.jpg)
وبنظرة من زاوية أخرى، فإن على من يتأفف حين يأتيه السائل المحتاج أو ذاك الذي يجد العطاء ثقيلا على نفسه أن يحمد الله عز وجل أن جعله في موضع من يُسأَل لا موضع من يَسأَل، وألا يشح ويبخل فتنقلب به الأحوال فيصير في ذلك الموضع، وما ذلك بصعب أو بعيد.وقد جاء في بعض الروايات أن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تعطر الدنانير والدراهم قبل أن تتصدق بها، فتسأل عن ذلك فتقول: إنني أضعها في يد الله تبارك وتعالى قبل أن تصل إلى يد المسكين. وهذا من الفقه والأدب العظيم حيث كان جليا وواضحا لديها رضي الله عنها أن المسكين ليس سوى قنطرة أتيحت لها لتمر فوقها نحو مرضاة الله؛ ولذلك كانت تحرص أشد الحرص على أن تؤدي صدقتها بأحسن حال وعلى أكمل وجه.لنفرح بعمل الخير ولنشكر الله عز وجل حين يبعث في طريقنا من يتيحون لنا الفرصة لممارسة هذه القربة العظيمة للتقرب منه سبحانه وإطفاء نار غضبه ومحو خطايانا وإطفائها كما يطفئ الماء النار، ولنحذر الوقوع في فخ الرياء والغرور ليس أمام الآخرين فحسب إنما أمام أنفسنا، فلا يظن الواحد منا بأنه حين يتصدق وينفق ويعطي ولو كان كثيراً بأنه قد بلغ مبلغاً عظيماً، وإنما حسبه أن أعطى وأنفق من مال الله الذي آتاه إياه ولو شاء لمنعه عنه وحرمه وجعله مع ملايين المحرومين في أنحاء الدنيا.