بسيط

نشر في 10-07-2013
آخر تحديث 10-07-2013 | 00:01
معظم من يصرخ معارضاً لها لا همّ له سوى الإقصاء والتقييد والعيش وحيداً دون غيره في هذه الأرض لا يفهم أبسط قواعد التعايش، ويعامل الوطن كأنه ملكه الخاص يقبل من يشاء وينبذ من يشاء.
 علي محمود خاجه يصحو من النوم ليعمل ويتقاضى الأموال ليصرفها على احتياجات الحياة الضرورية وغير الضرورية.

لا يعنيه شيء فكل أموره روتينية؛ نوم، عمل، أكل، ديوانية، سوق لا أكثر، لا يهتم بالمؤثرات حوله ولا يشاهد الأخبار ولا يقرأ الصحف، كل ما يهمه هو استمرار روتينه كما هو دون تغيير.

لكن نومه بات صعباً لأنه لا يجد المسكن الذي يسعه ويتحمل تكاليفه، وأكله بات خطراً فإما أن يكون فاسداً دون أن يخبره أحد وإما مكلفاً دون أن ينصف سعره أحد، وعمل سيفصله لأنه يحتاج أن يستغني عن موظفيه لشح السوق، والديوانية أصبحت مزعجة لأن بعض روادها بات يخشى من صفويته أو ازدواجيته.

يضطر مرغماً إلى أن يشترك في المجتمع ليغير هذا الواقع، ليعيد روتينه اليومي فقط لنصابه الطبيعي لا أكثر، لا لمصلحة ولا جاه أو منصب، روتينه هو كل ما يطلب.

فيكتشف الغابة ويدخلها مضطراً، فهذا يسرق وهذا يكفّر وهذا يكذب وهذا ينافق، يبحث عن العقل فيراه وحيداً منزوياً إن تكلم يشتم، فنحن بين معسكرين يرفضان وجود ثالث، فإما الرضا بالأمر الواقع وإما الشكر أو الصراخ والرفض واستبدال السيئ بمثله، أو بما هو أسوأ منه، كل أموره باتت خيارات صعبة يشارك أم يقاطع، يندد أم يبارك، يمتدح أم يذم... لا يعلم كل ما يريده هو روتينه البسيط.

يستوعب الخلل ويعجز عن الحل، فمن يدير وطنه حكومة ضعيفة بلا رؤية أو إدارة، وإن كانت تدير فريق كرة قدم لحل بالمركز الأخير، قطعاً كل ما يعنيها هو أن تعين شيوخاً وقبائل وطوائف في إدارتها بصرف النظر عن المؤهلات والكفاءة، وتستقطب بل تشتري الولاءات من أجل استمرارها، فهي لا تملك سوى النفوذ والنقود.

ومعظم من يصرخ معارضاً لها لا همّ له سوى الإقصاء والتقييد والعيش وحيداً دون غيره في هذه الأرض، لا يفهم أبسط قواعد التعايش، ويعامل الوطن كأنه ملكه الخاص، يقبل من يشاء وينبذ من يشاء.

مجدداً لا يريد سوى روتينه البسيط دون أن يقيده أو يخونه أحد، يريد أن يحضر حفلاً موسيقياً دون تكفير، يود أن يكون المنزل حلماً يستطيع تحقيقه، يريد أن يزور المستشفى ويتلقى العلاج لا المرض، يريد تعليماً يمنحه أفقاً أوسع يجعله يبدع، يريد أن يعيش فقط، يريد أن يشاهد مباراة بالتلفاز وليس حضور الشيوخ للمباراة، يريد أن يقطع مسافة ١٠ كيلومترات من مسكنه لعمله بعشر دقائق، تلك هي طموحاته لا أكثر ولا يعرف إليها سبيلاً.

خارج نطاق التغطية:

هل سيقاطع "الإخوان المسلمون" الانتخابات الرئاسية المصرية أم سيشاركون؟ وإن شاركوا... هل يعتبر ذلك انبطاحاً؟

back to top