سورية: غارات على القلمون لأول مرة ومعارك ليلية قرب دمشق

نشر في 29-12-2012 | 00:01
آخر تحديث 29-12-2012 | 00:01
No Image Caption
• 55 منشقاً بينهم طياران و14 ضابطاً يصلون إلى تركيا   • «جبهة النصرة» تتهم واشنطن بـ «مد عمر الأسد»

واكبت الأحداث الميدانية النشاط الدبلوماسي والسياسي الهادف إلى إيجاد مخرج للأزمة التي يعيشها الشعب السوري، بعد ليلة شهدت عمليات قصف ومعارك شملت عدداً من أحياء العاصمة دمشق، إذ قصفت المقاتلات النظامية مناطق عدة لموقع يتحصن فيها مقاتلو الجيش السوري الحر.

وسط اتهامات للولايات المتحدة والمجتمع الدولي بالعمل على «مد عمر نظام الرئيس السوري بشار الأسد»، واصلت القوات النظامية محاولاتها لإعادة السيطرة على مناطق فقدتها لمصلحة الجيش الحر، الذي يهاجم منذ فترة مواقع وحواجز قريبة من العاصمة دمشق.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المقاتلات النظامية شنت أمس «غارات جوية على ريف دمشق بعد ليلة شهدت عمليات قصف ومعارك شملت عدداً من أحياء العاصمة»، مضيفاً أن «الطيران قصف للمرة الأولى بلدة عسال الورد في منطقة القلمون، ما أدى إلى مقتل مدني وجرح عشرات وتدمير عشرات المساكن».

وأوضح المرصد أن الجيش السوري انسحب أمس الأول من عدة مناطق في محيط دمشق بعد هجمات لمقاتلي المعارضة على حواجز عسكرية، معبراً عن تخوفه من غارات جوية جديدة، مشيراً إلى أن قذائف عديدة سقطت فوق حي القابون (شمال شرق)، بينما جرت اشتباكات بين الجنود السوريين ومقاتلي المعارضة في حي القدم (جنوب دمشق) الذي قصفه الجيش النظامي.

واستؤنفت عمليات القصف والمعارك في ضاحية داريا (جنوب غرب) التي يحاول الجيش استعادة السيطرة الكاملة عليها منذ أسابيع، ويلدا (جنوب) ودوما (شمال شرق) وحول موقع عسكري بين عربين وحرستا (شمال شرق)، كما ذكر المصدر نفسه.

معارك وانشقاقات

وفي مناطق أخرى من البلاد، قتل رجل برصاص قناص في مخيم اللاجئين الفلسطينيين في درعا، بينما استهدفت معارك وأعمال قصف بلدات قريبة من الحدود الأردنية.

وجرت معارك في عدد من أحياء حلب (شمال)، بينما استهدفت عمليات قصف ليلاً أحياء في مدينة دير الزور (شرق) وبلدات في محافظتي حمص وحماة وسط البلاد. وأسفرت أعمال العنف أمس الأول عن سقوط 142 قتيلاً على الأقل في البلاد، بينهم 55 مدنياً و42 جندياً، حسب الحصيلة الأخيرة للمرصد.

إلى ذلك، أفادت وكالة أنباء «الأناضول» التركية أمس أن 55 منشقاً عن الجيش السوري لجأوا إلى تركيا، موضحة أن «ضابطين طيارين تقلّدا مناصب قيادية مناطقية حتى انشقاقهما عن النظام»، هما ضمن المجموعة التي وصلت تركيا مع عائلاتهم.

وذكرت أن من بين المجموعة الجديدة من المنشقين 14 ضابطاً من مختلف الرتب، و3 ضباط صف، وصلوا مع عائلاتهم إلى منطقة الريحانية التابعة لولاية هاتاي، بعد عبورهم من قرية بوكولماز.

وبعد أن طلب المنشقون اللجوء من السلطات المحلية، أخذت بياناتهم، حيث نقلوا إلى مخيم أبايدن للاجئين العسكريين، تحت حماية أمنية مشددة. ويبلغ عدد الجنرالات السوريين المنشقين اللاجئين في تركيا 49.

وكان اللواء الركن عبدالعزيز الشلال، قائد الشرطة العسكرية في دمشق، الذي أعلن انشقاقه، عن النظام السوري وصل الثلاثاء الفائت إلى تركيا بعد اللجوء إليها.

 جبهة «النصرة»

في غضون ذلك، اتهم زعيم جبهة «النصرة الإسلامية» أبو محمد الجولاني الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بـ«مد عمر النظام» السوري، وذلك في شريط فيديو نشر خلال الساعات الماضية على موقع «يوتيوب» على شبكة الإنترنت.

وجاء في كلمة مسجلة بثتها مؤسسة المنارة البيضاء للإنتاج الإعلامي التي تتولى عادة نشر أشرطة وبيانات جبهة النصرة أنه «بان للناس أجمع الدعم الأميركي والدولي المتواصل للمد بعمر هذا النظام بإعطاء المهل وإرسال المراقبين والسعي بالهدن».

واعتبر «الشيخ الفاتح أبي محمد الجولاني» كما قدمته المؤسسة والذي لم يظهر في الشريط، أن «أميركا تنفس عن غيظها وتعبر عن فشل دورها في المنطقة، وذلك بوضع جبهة النصرة على قائمة الإرهاب جزاء لها على معونتها لهذا الشعب».

وأشار إلى أن القرار الأميركي «يلقى غضباً شعبياً عارماً في الأوساط الإسلامية، وتنهال عليه بيانات الشجب والاستنكار من أكثر من مئة منظمة ومؤسسة وجماعة إلى أن تسمى جمعة الأسبوع لا إرهاب إلا إرهاب الأسد»، في إشارة إلى الشعار الذي سارت تحته التظاهرات الاحتجاجية في سورية، بعد قرار وزارة الخارجية الأميركية حول جبهة النصرة.

وقال الجولاني إن «هذا المسمى هو أبلغ رد من هذا الشعب المسلم تجاه هذا القرار»، مشيراً إلى أن القرار جاء «بعد أن آن زوال عصبة بشار على أيدي المجاهدين الأطهار، وبعد أن بدأ فجر النصر يبزغ من جديد».

وألمح الجولاني، أكثر من مرة في كلمته، إلى أن مرحلة ما بعد انهيار نظام الأسد ستكون مرحلة حكم «المجاهدين»، متوجهاً إلى «أهل الشام» قائلاً: «فديناكم بأرواحنا ودمائنا قدمنا لكم دماءنا ذوداً عن دينكم وعرضكم ودمائكم ومازلنا ندفع بأنفسنا واحداً تلو الآخر، ليعود إلى أهل الشام عزهم وخيرهم الذي فقد منهم إلى أن ينعموا تحت راية الحق، راية لا إلا الله، وتبسط الشورى بينهم».

(دمشق، أ ف ب،

يو بي آي، د ب أ)

back to top