قدم «الجيش الحر» لائحة بمطالبه سيرفعها إلى الدول الـ11 من مجموعة أصدقاء سورية، التي ستجتمع غداً في الدوحة، لبحث مساعدة المعارضة عسكرياً، في وقت تشهد العاصمة السورية اشتباكات في أحيائها الجنوبية التي تشهد قصفاً مكثفاً.

Ad

طلب الجيش السوري الحر من دول مجموعة "أصدقاء سورية" التي يجتمع 11 من أعضائها غداً السبت في الدوحة، أن تمده خصوصاً بصواريخ محمولة مضادة للطيران وللدروع، وبإقامة منطقة حظر جوي، متعهداً بألا تصل هذه الأسلحة أبداً إلى أيدي متطرفين، بحسب ما أفاد المنسق الإعلامي والسياسي لـ"الجيش الحر" لؤي مقداد لوكالة "فرانس برس" أمس.

وقال المقداد: "مطالبنا واضحة. وضعنا قائمة بها وسلمناها للدول الصديقة"، وأوضح: "أولاً نريد ذخيرة للأسلحة التي لدينا، والأهم هو صواريخ مضادة للطيران تحمل على الكتف من نوع مان باد، وصواريخ مضادة للدروع وصواريخ صغيرة أرض-أرض".

كما ذكر أن "الجيش الحر طلب مدفعية من نوع هاون وغيرها، وسيارات قتالية مدرعة"، فضلاً عن الاحتياجات اللوجستية مثل "تجهيزات الاتصالات وستر واقية من الرصاص وأقنعة للغاز".

وبحسب مقداد، فإن "الجيش الحر طلب أخذ الإجراءات اللازمة لإقامة منطقة حظر جوي، لأننا متخوفون من استخدام النظام صواريخ سكود مع رؤوس غير تقليدية لقصف المناطق المحررة، وبالتالي نحن بحاجة إلى ملاذ آمن".

وبحسب مقداد، فإن المعركة الأساسية الآن تتركز في ثلاث مناطق هي ريف دمشق، والشمال، والوسط، مشيراً إلى أن النظام يحشد قواته في هذه المناطق.

وأكد "نحن ملتزمون بأن نحفظ هذا السلاح، وألا نسمح بأن يتسرب الى مجموعات غير منضبطة أو متطرفة"، وذلك لطمأنة الدول المتخوفة من تسليح المعارضة السورية، خوفاً من وصول السلاح المتقدم إلى مجموعات متطرفة.

معارك دمشق

وتعرضت أحياء في جنوب وشرق دمشق أمس لقصف عنيف مصدره القوات النظامية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وكان حي القابون الشرقي شهد أمس الأول حتى ساعة متأخرة ليلا قصفا مماثلا واشتباكات قتل فيها خمسة اشخاص هم ثلاثة مقاتلين ومدنيان.

وقال المرصد إن القصف يترافق مع "اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية على أطراف حي القابون من جهة الاوتستراد الدولي، وأنباء عن سقوط جرحى من الطرفين".

وشمل القصف أمس أحياء الحجر الأسود والقدم (جنوب)، في حين أشار المرصد إلى "إغلاق طريق مخيم اليرموك (جنوب)" بسبب القصف والمعارك التي تسببت في مقتل سيدة وطفل.

وسجل قصف على برزة (شمال) وجوبر (شرق). وذكر المرصد أن عبوة ناسفة انفجرت في سيارة في منطقة ابو رمانة في وسط العاصمة، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى.

وتوجد جيوب لمقاتلي المعارضة في الأحياء الجنوبية والشرقية التي تشهد معارك بشكل مستمر، بينما سيطر مقاتلو المعارضة منذ أسابيع على أجزاء كبيرة من برزة تحاول قوات النظام استعادتها.

وكان تصعيد أمس الأول سجل في ريف دمشق اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعومة من "حزب الله" اللبناني ومقاتلين معارضين في محيط السيدة زينب جنوب شرق العاصمة. وتشكل هذه المناطق قاعدة خلفية للمجموعات المعارضة في اتجاه دمشق. وتحاول قوات النظام السيطرة عليها بشكل كامل.

خلاف أميركي - أميركي

وأوردت صحيفة "بلومبرغ" الأميركية أمس الأول أن رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن دمبسي اختلف خلال لقاء في البيت الأبيض مع وزير الخارجية جون كيري، حول فوائد شن ضربات عسكرية ضد النظام السوري.

ونقلت الصحيفة عن مصادر لم يسمها ان كيري دافع عن شن غارات على قواعد جوية للنظام السوري تستخدم لإطلاق أسلحة كيماوية ضد المقاتلين المسلحين، وذلك خلال اجتماع في البيت الأبيض الأسبوع الماضي، إلا أن دمبسي حذر بشدة من أن الغارات الجوية تنطوي على مخاطر كبيرة، وأن شل الدفاعات الجوية السورية سيتطلب ضربات جوية على نطاق واسع.

موسكو

في المقابل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا دفعت من اجل تحديد موعد للمؤتمر في البيان الختامي لمجموعة الثماني، إلا أن الشركاء الغربيين رفضوا ذلك. وقال لافروف "اختار شركاؤنا الغربيون عدم التطرق الى تواريخ محددة، لأنهم ليسوا متأكدين بتاتاً أن بإمكانهم إقناع المعارضة" بضرورة المشاركة في المؤتمر.

وأضاف: "عرضنا تحديد مثل هذا الإطار الزمني، وقلنا ليكن شهرا او شهرين او ثلاثة، ليس مهما". وتابع على هامش منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي "طلب منا شركاؤنا الغربيون عدم القيام بذلك، ونتيجة لذلك تمت كتابة ان هناك ضرورة لعقد مؤتمر في أسرع وقت ممكن. ولكننا جميعا نعلم ما قيمة مثل هذه الإعلانات".

اليونسكو

في سياق آخر، أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) أمس ستة مواقع اثرية سورية معرضة للخطر بفعل المعارك الجارية في هذا البلد على قائمة التراث العالمي المهدد،

ولاسيما الأحياء القديمة في حلب التي أصيبت بأضرار جسيمة منذ بدء الثورة ضد نظام الأسد. وتضم سورية ستة مواقع مدرجة على لائحة التراث العالمي، وهي دمشق القديمة، وحلب القديمة، وبصرى، وقلعة الحصن، وموقع تدمر، وقرى أثرية في شمال سورية. وقررت لجنة التراث العالمي في اليونسكو المجتمعة في دورتها السنوية في بنوم بنه أمس وضع الأماكن الستة على لائحتها للمواقع المهددة.

(دمشق، واشنطن، موسكو ـ

أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)